دعوة نقابتي التعلیم کدش والتوجه النقابي للانخراط في البرنامج النضالي لتنسیقیة المفروض علیهم-هن التعاقد: مرحی! لنکمل الواجب بالتعبئة الفعلیة.
أثمرت ضغوط القواعد النضالیة في تحویل موقف “یدعم” إضراب التنسیقیة إلی “یدعو” إلی خوض إضراب یوم 29 ینایر. إنه انتصار مهم لقواعد النقابتین ولضغوط التنسیقیة علی منطق قيادتي النقابتین القائم علی الدعم الکلامي قصد رفع الحرج.
یدلل هذا النجاح علی قدرة القاعدة النقابية علی تحييد منطق التعاون الطبقي الضار الذي تتبناه القيادة النقابية. تكمن قوة القاعدة النقابية في تركها السلبية واللامبالاة، وانخراطها النشط في تدبير شؤونها النقابية بنفسها، وكلما دبت فیها الحیاة تتزعزع سیطرة البیروقراطیة، وتفرض على الأخيرة اتخاذ موقف یظهر معدنها الحقیقي.
رغم صدور بیان “ندعو” محل بیان “ندعم”، فلا زال الأمر محض تغییر الحرف الأخیر من الفعل، ما دام لا یُلزم هاتین القیادتین النقابیتین بتعبئة فعلیة میدانیة لإنجاح البرنامج النضالي (إضرابا ومسیرة وطنیة). وسیظل الأمر محض رفع للحرج وتکیفا مع ضغط القواعد والتنسیقیة، ما لم تتلقفه القواعد النقابية المكافحة وتحوله إلى فعل ميداني داعم فعليا.
الآن، صار الوقت أضيق ليتيح تعبئة فعلية، وهذا التأخر عن إعلان الانخراط في البرنامج النضالي تتحمل مسؤوليته القيادات النقابية، دون أن يعفي هذا الجسم النقابي الكفاحي داخل النقابات من مسؤوليته رغم ضعفه وشتاته… لذلک علينا دون تردد، ولا مزيد تأخر تحویل صیغة “ندعو” إلی خطوات ملموسة تُنفذ مرکزیا وجهویا ومحلیا، نقترح بعضا منها:
– عقد ندوة صحفیة تضم المکاتب المرکزیة للنقابتین بحضور تمثیلیة تنسیقیة المفروض علیهن-التعاقد، لإعلان الانخراط في البرنامج النضالي، وفي نفس الوقت إعلان الانسحاب من “الحوار الاجتماعي” قصد إعداد الشروط لتفاوض فعلي معتمد علی میزان قوی نضالي فعلي.
– إرسال رسائل مفتوحة إلی قیادات وقواعد النقابات الأخری قصد حفزها للانخراط في البرنامج النضالي.
– إصدار قیادة النقابتین (الکاتبین العامین) لشریط سمعي بصري یخاطب الأسر قصد شرح دواعي المشارکة في الإضراب، ونزع مفعول دعایة الدولة المضادة مثیل “الحرص علی مصلحة التلمیذ”.
– اعتبار هذه المحطة نقطة بدء فعلیة لإطلاق دینامیة وحدویة من القاعدة إلی القمة، ومنفتحة علی باقي قطاعات الوظیفة العمومیة بدایة، وللقطاع الخاص فیما بعد.
– تعبئة قواعد النقابتین للانخراط المکثف في إضراب 29 ینایر، باستعمال کل الوسائل الممکنة: فایسبوک، واتساب، نقاشات بقاعات الأساتذة وأثناء الاستراحات (دردشات تعبویة).
– عقد اجتماعات بالمقرات (حیثما توفرت الفرص لذلک)، تضم قواعد النقابتین وأیضا المفروض علیهن- هم التعاقد، لنقاش الخطوات العملیة لإنجاح البرنامج النضالي.
– الإعداد الفعلي للمشارکة في مسیرة البیضاء الوطنیة: الاتصال بمن یمتلک سیارات خاصة من المناضلین-ات، وجمع الدعم المالي لتغطیة نفقات السفر عبر الحافلات.
– تعهد الفروع القریبة من الدار البیضاء بالمشارکة المکثفة في المسیرة، والمساهمة المادیة مع الفروع البعیدة لتقاسم أکلاف السفر.
وفي الأخیر علی قیادة النقابتین، ألا تهرعا للحوار بمجرد دعوة الوزارة، بل اعتبار الخطوة بدایة برنامج نضالي ممتد في الزمن. ویفرض هذا عقد لقاء یضم النقابتین والتنسیقیة، ودعوة البقیة من نقابات وتنسیقیات، من أجل تسطیر خطة نضالیة متوسطة الأمد، تمتد حتی فاتح ماي.
فقط ضغط حقیقي من القاعدة النقابية المناضلة هو ما سيحول الأقوال إلى أفعال ميدانية. لهذا فإن جزءً مهما من هذه المقترحات مطروح علی القواعد والفروع المحلیة والإقلیمیة.
فلنکن مبادرین-ات ونحطم قیود السلبیة فـ”القدر یبتسم للشجعان” کما قال الاکسندر المقدوني قبل قرون.
النصر قریب إن تجرأنا علیه، فلنکن واقعیین-ات ولنطلب المستحیل.
بقلم، شادیة الشریف
اقرأ أيضا