نسوانية لأجل الــ 99% – بيان: أطروحة 11. نسوانية الــ99% تدعو كل الحركات الجذرية إلى الإلتقاء في انتفاضة مشتركة مناهضة للرأسمالية
بقلم، تشينسيا أروتسا Cinzia Arruzza * تيتي باتاشاريا Tithi Bhattacharya** نانسي فرايزر Nancy Fraser***
لا تعمل نسوانيات الـ99% باستقلال، معزولات عن سائر حركات المقاومة والتمرد. لا نترك جانبا النضالات ضد تغير المناخ أو الاستغلال في العمل، ولا نبخل بالتضامن مع من يحاربن العنصرية المؤسسية أو نزع المِلْكِية. هذه المعارك معاركنا، وتندرج في النضال الإجمالي ضد الرأسمالية، هذا الذي يستحيل بدونه إنهاء الاضطهاد الجنسي وأنواع الميز الجندرية. الخلاصة واضحة: يجب على نسوانية الـ99% أن توحد قواها مع باقي الحركات المناهضة للرأسمالية عبر العالم- من بيئيين، مناهضي العنصرية، مجتمع الميم والمنظمات النقابية. يجب مطلقا أن نتحالف مع التيارات اليسارية المناهضة للرأسمالية المدافعة أيضا عن الـ99% .
نحن إذن على طرف نقيض تام مع الخيارين السياسيين الرئيسين الذين يمنحهما لنا الرأسمال. نرفض الشعبوية الرجعية قدرَ ما نرفض النيوليبرالية “التقدمية”، وننوي بناء حركتنا بتفجير هاذين التحالفين. في حالة النيوليبرالية التقدمية، يجب فصل نساء الطبقة العاملة، والمهاجرين/ وضحايا العنصرية -رجالا ونساء، عمن صرفوهن عن مصالحهن بقصد خدمة الرأسمالية- نسويات المقاولة، والمولعات بسلطة الاستحقاق من الحركات المناهضة للعنصرية ومجتمع الميم والمروجات للتنوع المقاولتي وللرأسمالية الخضراء. وفيما يخص الشعبوية الرجعية، يجب فصل جماعات الطبقة العاملة عن القوى التي تشجع النزعة العسكرية، وكره الأجانب، والقومية العرقية، وتتظاهر بالدفاع عن “إنسان الشعب” فيما هي تدعم في الواقع سلطة الأغنياء. تقوم إستراتيجيتنا على استقطاب أقسام الطبقة العاملة من هاتين الكتلتين السياسيتين المؤيدتين للرأسمالية. وبهذا النحو، نستطيع بناء قوة معادية للرأسمالية عريضة وقوية بما يكفي لتغيير المجتمع.
النضال ميدان تعلم. إنه يحول المشاركين والمشاركات بوضع رؤيتهم لأنفسهم وللعالم موضع نقد. ويتيح فهما أفضل لأشكال السيطرة- أسبابها والمستفيد منها وكيفية تجاوزها. ويحثنا على إعادة تأويل مصالحنا، وعلى تأطير مغاير لآمالنا وتوسيع شعورنا بالممكن. وأخيرا، تساعد تجربة النضال على إدراك أفضل للحلفاء كما للأعداء بتوسيع التضامن بين المضطهدين/ات وشحذ المواقف بوجه من يضطهدوننا.
يتوقف كل شيء على مقدرتنا على تطوير خط سلوك لا يكتفي بالاحتفاء باختلافاتنا ولا يمسحها بعنف. إن صنوف الاضطهاد المتنوعة التي نعانيها ليست مجموعةً طارئة ذات معالم ضبابية، على العكس من إدعاء إيديولوجية “التنوع”، هذه الموضة الشائعة جدا اليوم،. إن كان كل من صنوف الاضطهاد تلك يتخذ شكلا خاصا وخصائص مميزة، فلأنها كلها راسخة في نظام اجتماعي واحد، يقوم بتوطيدها. إنه بتسمية هذا النظام رأسمالية، وباتحادنا لمحاربته، يمكننا تجاوز ما يغذيه من انقسامات- من انشطارات تتصل بالثقافات أو الأجناس أو الأعراق أو الكفاءات أو الجنسانية أو الجندر.
لكن يجب الاتفاق على ما نقصد بـ”الرأسمالية”. فالعمل المأجور داخل مصنع لا يلخص مجمل تجارب الطبقة العاملة، ولا تُمارَس السيطرةُ الرأسماليةُ حصرا باستغلال هذا الطراز من النشاط كما تدعي التأويلات القديمة والضيقة. التأكيد على أولوية عمل العمال لا يحفز التضامن الطبقي، بل على العكس يضعفه. والواقع أن هذا التضامن أقوى عندما نعترف باختلافاتنا- تنوع أنماط حياتنا، وتجاربنا ومعاناتنا، وخصوصية حاجاتنا، وتعدد أشكال التنظيم التي تطابقنا. على هذا النحو، ترمي نسوانية الـ99% إلى تجاوز التعارضات الكلاسيكية والمتقادمة بين “سياسة أقلوية” و”سياسة طبقية”.
نرفض المنظورات التي تصنعها لنا الرأسمالية، والتي لن نخرج منها إلا خاسرات. تسعى، نسوانيات الـ99% إلى تجميع الحركات القائمة والقادمة في انتفاضة عالمية واسعة. نحن نسوانيات، ومناهضات للعنصرية وللرأسمالية، نلتزم بالقيام بدور كبير في بناء مستقبل مشترك
ترجمة جريدة المناضل-ة
*********************************
- تشينسيا أروتسا Cinzia Arruzza : أستاذة فلسفة في New School for social Research في نيويورك. لها مؤلفات عديدة تستكشف العلاقات بين الاشتراكية والنسوانية.
** تيتي باتاشاريا Tithi Bhattacharya: أستاذة ومديرة برنامج Global Studies في جامعة بوردو Purdue [انديانا]. تقيم مؤلفاتها تقاطعا بين النظرية الماركسية ومسائل الجندر.
*** نانسي فرايزر Nancy Fraser: أستاذة الفلسفة والسياسة في New School for social Research بنيويورك. لها مؤلفات عديدة، وهي إحدى الممثلات الرئيسة للنظرية النقدية في العالم الناطق بالانجليزية .
اقرأ أيضا