سلبية القاعدة ام بؤس القيادة… محاولة تفاعل مع مقال الاستاذة شادية الشريف
النص التالي للمناضل رشيد دبزة، منقول عن صفحته بالفايس، عبارة عن تفاعل مع مقال لكاتبته شادية الشريف المنشور على الموقع الالكتروني لجريدة المناضل-ة؛ سبل مواصلة المعركة… https://www.almounadila.info/archives/8542 ننشره تعميما للفائذة، وتشجيعا على المزيد من المقالات التفاعلية حول واقع وآفاق معركة تنسيقية الأساتذة/آت المفروض عليهم/هن التعاقد.
***************************
المقال بدأته الاستاذة بأن النقابات متواطئة مع الدولة في افشال معركة التعاقد من اجل توقيع اتفاق ابريل السيء الذكر ووصفته بانه الاتفاق الذي يهمها ذون ان تذكر لنا أهمية هذا الاتفاق بالنسبة للقيادات النقابية أما اهميته بالنسبة للدولة والباطرونة فهي جلية في بندوه .
وأي متتبع عن قرب لمعركة التعاقد سيجل ملاحظة اساسية و مهمة و هي اصرار التنسيقية عبر مجلسها الوطني ان تأخذ نفس المسافة عن جميع النقابات و وضعها في سلة واحدة و انها أعطت الكلمة للكتاب العامون للنقابات في محطتين نضاليتين وطنيتين فقط الاولى كانت في الاعتصام الاول الذي كان فيه المبيت امام الوزارة و رغم ذلك كان الرفض واضح لهذه التدخلات من طرف بعض اعضاء المجلس الوطني و تم مقاطعة كلامهم بشعارت ان التنسيقية هي ممثلهم الوحيد و الاوحد وكانت المحطة الثانية و هي في المسيرة الاخيرة في الرباط .و كان حضور القيادات النقابية و النقابيين بصفة عامة خلال باقي المسيرات الوطنية هو حضور كباقي الحاضرين يشاركون في المسيرة ربما ليس حتى في الصفوف الامامية بل وسط الحشود الجماهيرية
فيما يتعلق بالحوارات المتتالية التي جمعت الوزارة و قيادة النقابات الاكثر تمثيلية لم يسبق ان ادعت نقابة انها تمثل التنسيقية بل كان موقفهم وضحا ان التنسيقية هي التي لها الحق في تمثيل الاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد عبر اختيار من يمثلهم في الحوار مع الوزارة
هنا نذكر بما وقع
في الاضراب البطولي الذي خاضته التنسيقية و خلال هذا الاضراب الطويل لعبت النقابات دورها اولا في اعلان اضرابات من خلال التنسيق الخماسي رغم انها لم ترقى للشكل المطلوب لكن تبقى محترمة مقارنة مع سنوات الركود التي خلت وفي الاعتصام الذي تلاه الاجتماع مع الوزارة في وسط ابريل عبرت الجماهير امام البرلمان بصوت مرتفع ان لا حوار دون ارضية الادماج و لا عودة الى الاقسام دون حل الملف في شموليته و فجأة تقبل التنسيقية الحضور لأول جولة في الحوار وكانت نتائجه عسكية للتنسيقية و فرز انشقاق و صراع داخل مكونات المجلس الوطني و الجميع يعرف هذه القصة و ما لازمها من تخوين للجنة الحوار لم يستطيع المجلس الوطني تدارك هذه الازمة بشكل سليم و كان هناك استنفار على مستوى الاقاليم و جموعات جهوية خلاصتها تزكية نفس الاشخاص مع تغييرات بسيطة أحيانا في المهام .
جهات تساند قرار لجنة الحوار في رفع الاضراب و جهات ضد وقف المعركة
في الاخير قررت التنسيقية اضافة اسبوعين في الاضراب و شهد تدني في نسبة المشاركة على الصعيد الوطني
و في الاخير تقاطع التنسيقية الجولة الثانية من الحوار دون مبرر و تعود في ماي تطالب بجلسة ثالثة من الحوار انه التناقض في الممارسة
و عندما نعود الى بيان مسيرة مركش الاخيرة نسجل مايلي
اول بيان تؤكد فيه التنسيقية انها مستعدة للحوار بعدما كان شعارها المؤطر للمعركة هو الادماج او البلوكاج
و اخر مسيرة في الرباط التي سجلت مشاركة ضعيفة لا تتجاوز 4000 مشارك كأقصى تقدير و تعتبر المسيرة الاصغر حجما في مسار التنسيقية و هذا له مبرراته الذاتية و الموضوعية
فيما يتعلق بالنقطة الثانية
سلبية القاعدة
هل ما يقع فعلا هو نتيجة سلبية القاعدة أم بؤس القيادة
القاعدة كانت دائما في الموعد اقليميا و جهويا و وطنيا كانت القاعدة دئما تلبي نداء التنسيقية و تشارك بقوة في الاشكال الاحتجاجية مركزيا او محليا و كانت صامدة لمدة شهرين متواصلة و قبلها بانخراطها في الاضرابات المتقطعة طيلة السنة
لكن انكسار المعركة بسبب عدم قدرة لجنة الحوار في التفاوض و عدم تجانس موقف المجلس الوطني حول مسألة الحوار وجديتة والرغبة عند البعض في تولي زمام القيادة و الظهور في الاعلام كانه المنقد من الضلال ادى الى تراجع القاعدة والتزامها الحياد السلبي تجاه بعض المشاكل الداخلية التي تعاني التنسيقية منها الى حدود اليوم
رغم فشل القيادة السابقة في تدبير المرحلة السابقة فهي نفس الوجوه خلال هذا الموسم باستثناء تغييرات بسيطة في بعض الجهات و الاقاليم
واستمرار هذه الازمة يمكن ان يؤكده تأخر انعقاد المجلس الوطني الذي كان من المنتظر ان يتم انعقاده في بداية شهر شتنبر من اجل وضع خارطة الطريق واضحة المعاليم مع استحضار معطى العطلة الصيفية التي كانت ملائمة لتعميق النقاش التنظيمي بالخصوص و تقييم التجربة بكل موضوعية و علمية
تقييمات عاطفية للمعركة مع الاسف .
في سياق سلبية القاعدة بررته الاستاذة بأن ارث نقابي تسلل الى داخل التنسيقية و الجميع يعرف ان عدد المنخرطين نقابيا من الاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد لا يتجاوز 1%من مجموع الاساتذة الذي فرض عليهم التعاقد
التناقض الثاني
الاستاذة عبرت ان تجزيء الملف و المطالبة بمطالب بسيطة كالحركة الانتقالية الوطنية و وصفته بالخطر الذي يهدد مستقبل التنسيقية و تعود في نهاية المقال لتؤكد انه على التنسيقية المطالبة بمطالب ملموسة مثل الحركة الانتقالية الوطنية فما عدنا نعرف هل المطالب بمطالب جزئية التي يمكن ان تتنازل عنها الدولة هو فخ ام مدخل لأعادة المعركة .
ان ازمة التنسيقية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بجانب الازمة التنظيمية التي اصبحت تعيشها بعد سوء تدبير جولات الحوار التي لم تتم فهي تعاني من اشكال اخر و اشد هو اصرارها على الحياد و تصر ان لا تعطي للملف صبغته السياسية في اشكالها النضالية و هذا يتناقض مجددا مع صيغة بيانتها التي تكون بلغة قوية
حتى على مستوى اللغة فهناك تراجع واضح خصوصا في بيان مراكش الاخير .
في سياق الوحدة الذي اعتبرته الاستاذة خيارا فاجتماع03 يناير الذي حضرت فيه مجموعة من التنسيقيات المناضلة من اجل توحيد النضال صرح احد الحاضرين ان فشل هذا المشروع كان بسبب ممثلي التنسيقية و ذلك بوضع شروط تعجيزية بدريعة “حنا بزاف ؤ نتزما قلال ”
كل هذه الاخطاء المتراكمة بشكل سلبي ادى الى تأزم الوضع و هذا طبعا ليس نهاية العالم فيمكن ان تعود التنسيقية بشكل قوي و ذلك بإستحضارها لتجربتها و تقييمها و تقويم ممارستها .من اجل العودة الى الشارع .
ان تقييم التجربة يجب ان يتم بشكل سليم عبر استحضار جميع المحطات و دراسة نتائجها و مؤشراتها .
و من بين الاختيارات التي اصبحت ضرورة ملحة و هي توحيد الاشكال النضالية وفق ارضية متينة و قوية
مسألة اخرى
هل يمكن فصل القيادات النقابية عن تنظيماتها النقابية أليس التواطؤ من طرف القيادة سينعكس سلبا عن القاعدة
فعندما تتواطىء القيادة فهي لا تتواطىء باسمها الشخصي بل باسم التنظيم الذي تمثله هذا طبعا ليس دفاعا عن التنظيمات النقابية البيروقراطية و الفاسدة و الموالية لأحزاب الحكومة
فالقيادة البيروقراطية هي نتاج موضوع لتنظيم بيروقراطي الذي يستدعي حركة تصحيحية تنظيمية ديموقراطية و كفاحية .
صحيح ان النقابات طيلة معركة التعاقد لعبت دور المتتبع و التابع لخطوات التنسيقية و هذا طبعا يتناقض مع ادوار النقابة التأطيرية و لكن يمكن ان نجد له مبررا و هو اصرار التنسيقية على اغلاق جميع الابواب و النوافد على النقابات و رغم دعوتها المتواصلة عبر بيانتها و مناشدتها لها لتقديم كافة سبل الدعم لهذه المعركة و هذا التناقض بين الممارسة و الخطاب يؤدي طبعا الى اعاقة في الحركة .
لكي لا نطيل
فإعادة نفس التجربة بنفس الاسلوب سيؤدي الى نفس النتائج او الى نتائج اكثر سوءا و نتائج مشوهة في نظرنا البسيط هو ان تتجه التنسيقية بوعي تنظيمي الى توحيد نضالاتها مع باقي التنسيقيات المناضلة بعيدا عن المزايدات العددية التي ابانت عن فشلها و عجزها .
تحياتي
اقرأ أيضا