معركة أساتذة الزنزانة 9، نصر ينبغي تعزيزه
علق أساتذة-ات الزنزانة 9 معركتهم، بتاريخ 11 ماي 2019 مباشرة بعد آخر محطة نضالية، سميت بمحطة اللاعودة، دامت ثلاثة أسابيع متتالية من الإضراب والاعتصام بالرباط، من 22 أبريل 2019 إلى 10 ماي 2019 تخللتها أشكال نضالية متميزة تعرضت للقمع آخرها الاحتجاج النضالي في فاتح ماي، والإفطار في الشارع في فاتح رمضان.
نصر، لكن هناك أمور لا بد ألا نغفلها.
يعد ما تحقق في ملف الزنزانة 9، نصرا رغم حجم التضحيات المبدول، نصر لأن المعركة تمكنت من حذف السلم 9 من مهنة التدريس أساسا ومن فئات أخرى في التعليم كالملحقين التربويين وملحقي الاقتصاد والتسيير، وهو نصر نظرا لكون هذه الفئة هي التي عرفت أقل تضامن ميداني من طرف الشغيلة التعليمية والنقابات (نسبة قليلة جدا من الإضرابات التضامنية وغياب للمساهمات المادية)، هذا دون ذكر ان الفئة بقيت لوحدها في الميدان في آخر أسبوعين من معركتها، لكن هذا كله لن ينفي أن النضال الوحدوي مع فئات أخرى في فترة معينة كان له أثره على الملف، كما ان الجو العام النضالي في سلك الوظيفة العمومية والضغط الذي شكلته نضالات جميع الفئات إلى جانب بسالة مناضلي الزنزانة كان أيضا من بين ما أدى إلى الحصيلة الحالية في الملف.
كما لا يفوتنا ان نذكر أن توقيت ومبرر تعليق المعركة كانا في محليهما، لأن آخر أسبوع من المحطة الأخيرة عرف تراجع نسبة المضربين بل وتقلص عدد المعتصمين بالرباط إلى أقل من 200. وهو ما يفسر بالأساس عدم تحقيق المطلب كاملا.
ماذا تحقق بالضبط ؟
من أهم المكاسب ما استخلصته شبيبة التعليم المسجونة في الزنزانة 9، ألا وهو أن النضال الوحدوي والكفاحي هو السبيل لانتزاع الحقوق وأن النصر لا بد متحقق، وخاصة في ظل دولة ممتثلة للمؤسسات الدولية. ومن أهم المكاسب حذف سلم أجور متدنية من التعليم، بمقتضى مرسوم 2.19.504 صدر في الجريدة الرسمية ينص على حذف السلم 9 وترقية المعنيين عبر دفعتين الأولى اعتبارا من تاريخ يناير 2019 والثانية من تاريخ يناير 2020 وآخرون في 2021 للضرورة، مع منح الجميع 4 سنوات اعتبارية، والاحتفاظ لهم بسنوات الأقدمية التي تفوق 10 سنوات في السلم 10 بشرط ألا يتجاوز عددها 4.
هل انتهى كل شيء؟
لم يتحقق المطلب مكمولا، فلم يترقى احد بأثرين مادي وإداري رجعي منذ 2012-2013، ما يعني أن الملف لا يزال مفتوحا على النضال، كما أن النضال من أجل المدرسة العمومية ومن أجل الحق في التعليم وفي العدالة الأجرية، ومن أجل تحصين واسترجاع وتحسين المكتسبات الشغلية وعلى رأسها التصدي لقانون الإضراب وإلغاء الإصلاح التدميري للتقاعد وغيرها، كلها أمور لا تزال قائمة وبحاجة لتكاثف الجهود النضالية للجميع وعلى رأسهم المناضلون النقابيون الميدانيون الكفاحيون ومناضلو-ات الفئات التعليمية الذين واللواتي خبروا وخبرن الميدان والدولة عن قرب.
بقلم، الصنهاجي
اقرأ أيضا