تردي الأوضاع المهنية والاجتماعية لشغيلة التعليم يستوجب توحيد الفعل النضالي
للتحميل: بيان تيار المنا ضل -ة
تمعن الدولة في تطبيق سياسة مدمرة في قطاع التعليم، ضمن سياسة اجمالية معادية لتطلعات الأغلبية الشعبية. سياسة قوامها تشجيع تجارة التعليم، وما يقتضيه ذلك من تخريب المدرسة العمومية والتنكيل الاجتماعي بشغيلتها. لقد عصف الهجوم بمكاسب تاريخية (أجور المضربين، التقاعد، …)، وأخرى مهددة (العمل بعقود، حق الإضراب، نظام الموظفين، …) مشاكل الشغيلة مشتركة: تدني القدرة الشرائية ، تزايد عناء العمل، وآثار الأزمة المجتمعة على ظروف عمل المدرسين (العنف والأمراض المهنية …)، وتعد الدولة على قدم وساق ما تسميه “إصلاحا شاملا” للوظيفة العمومية ما سيحدث انقلابا عميقا على جميع المكاسب التاريخية لشغيلة الوظيفة العمومية. وبوجه هذا العدوان متعدد الجبهات، ياتي رد الشغيلة مشتتا، تتجاذبه انتماءات نقابية متضاربة بلا مبرر. وتتباين الخطوات النضالية، في أجواء نقص التضامن و التنسيق. نقص تجلى في معركة المدرسين المفروض عليهم التعاقد في الموسم الماضي. البون شاسع بين واقع النضال النقابي ومستوى الهجوم الرأسمالي على جميع الأصعدة. فالمقاومة النقابية، رغم ما تنتزع من مكاسب جزئية، لم توقف تصاعد الهجوم. وقد دلت خطوات وحدوية على مقدرتها على بعث نفس قوى في القاعدة، وايقاظ الأمل و التفاؤل، مكان استبطان مشاعر الفشل والإحباط.
إن توحيد الفعل النضالي هو مفتاح استنهاض القوة النضالية الكامنة في مئات آلاف شغلية القطاع، ومفتاح تجديد قوى الحركة العمالية عامة. وأول ما تقتضيه المنهجية الوحدوية أن تلتقي مختلف النقابات لوضع برنامج نضال مشترك، على قاعدة دفتر مطالب موحد، وآلية ديمقراطية لتسيير النضالات (جموع عامة مشتركة بأماكن العمل، لجان تعبئة مشتركة، تقييم جماهيري لنتائج المعارك، إعلام موحد…). بوسع هذه المنهجية أن تبني قوة نضال تغير ميزان القوى نوعيا بما يتيح وقف الهجوم وتحقيق مكاسب عظيمة. لكن ماذا نرى واقعيا؟ يحدث ان تبادر هذه القيادة النقابية أو تلك إلى الدعوة إلى نضال وطني دون تشاور مع النقابات الأخرى، وهذه من جهتها تتجاهل الدعوة، وتمتنع عن أي فعل من جانبها. إن منطق الوحدة يقتضي اقتراح المبادرة علانية على الجميع وفتح نقاش في عموم الحركة النقابية، والتعامل الايجابي دون حسابات ضيقة. أما الإقدام، كل جهاز من جهته، على مبادرات غير مكترثة بوحدة الصف، فقد يأتي بنتيجة عكس المرغوب، لأن ضعف الاستجابة او فشل الخطوة النضالية إنما يعمق الإحباط واليأس.
الحركة النقابية بقطاع التعليم، وبالوظيفة العمومية، وبكافة مجالات العمل، سائرة إلى مواجهة مزيد من النيل من المكاسب وإنكار الحقوق، وحتى نزع سلاحها بقانون الإضراب، بيد أن قوتها الكامنة غير منطلقة بفعل تشتيت الجهود ونقص الكفاحية الناتج عن منطق الشراكة مع خصوم الطبقة العاملة.
مصالح قواعد النقابات واحدة، وعدوها واحد، و لا تتباين سوى مصالح القمم القيادية. فجميعا نحو بناء الوحدة في معمعان النضال.
نعم للإقدام على النضال، بروح طبقية وحدوية، ولنعمل سوية لبناء الجبهة النقابية الموحدة من الأسفل.
تيار المناضل-ة، 4 أكتوبر 2019
اقرأ أيضا