التنسيقية الوطنية لأساتذة “الزنزانة 9” تمدد إضرابها للأسبوع الثالث على التوالي
مددت التنسيقية الوطنية لأساتذة “الزنزانة 9″ إضرابها الوطني والاعتصام الممركز بالعاصمة لمدة أسبوع آخر، حتى يوم السبت المقبل. إضراب يمكن أن يمتد في حالة عدم استجابة الوزارة لمطالب التنسيقية. ويأتي القرار ردا على تعنث الحكومة ونهجها سياسة التسويف والممطالة، حسب التنسيقية، وأيضا ردا على الوعود الزائفة. وحتى الآن تجاوز الاعتصام الوطني في العاصمة الرباط أسبوعه الثاني، شهدت الأشكال النضالية التي تخللته، بما في ذلك يوم فاتح مايو، قمعا شرسا، واعتقالات، ومطاردات، وإصابات متفاوتة الخطورة…
تطالب التنسيقية ب “الترقية الفورية إلى الدرجة الثانية بأثر رجعي مالي وإداري منذ موسم 2012-2013″، وترفض “مقترحات 25 فبراير 2019 باعتبارها قرصنة واضحة لأقدمية أساتذة وأستاذات الزنزانة 9 ».
في الحوار التالي مع خ.ع. مناضل التنسيقية الوطنية لأساتذة الزنزانة 9، تتابع جريدة المناضل–ة تطورات وآفاق معركة التنسيقية.
*****************
1) كيف تسير معركتكم الآن؟
منذ البداية كنا نراهن ونعتمد في معركتنا على الأشكال النوعية، بما فيها الأسبوعين الممتدين من 22 أبريل 2019 إلى 4 ماي 2019. والتي تم اتقريرها بأشكال ديموقراطية تمثلت في جموعات عامة إقليمية ثم جمعين عامين بالرباط آخرهما الجمع العام ليوم 3 ماي 2019 الذي قرر تمديد الإضراب لأسبوع ثالث.
2) أية آفاق للمعركة بعد أن بقيت نسيقيتكم لوحدها مضربة؟
نتيجة نضالات تنسيقيتنا شهد الملف تطورات هامة آخرها ما تم الاتفاق عليه في الحوار الاجتماعي المركزي، وذلك بفضل نضالات وقتالية أساتذة فئتنا، وبفضل الأشكال النضالية النوعية والابداعية وأيضا بفضل النضالات التي خضناها بتنسيق مع الفئات الأخرى سواء في إطار اتحاد التنسيقيات التعليمية أو في إطار تنسيق الفئات الثلاث (المفروض عليهم التعاقد–حاملو الشهادات–الزنزانة 9). والمعركة لا زالت قائمة لكن ذلك لا يلغي الحاجة للدعم من طرف النقابات وباقي الشغيلة. كما لا يعني عدم الانخراط في أشكال نضالية وحدوية. وخاصة أنه كلما طال أمد المعركة كلما اشتد الضغط على المناضلين وكلما اشتدت العزلة وانفردت بنا الدولة، وخاصة أن النقابات لم تعد تؤشر على بياناتنا التي تتضمن التمديد.
3) لماذا العرض الحكومي بخصوص ملفكم غير مجدي؟
العرض الحكومي غير مقنع لنا ببساطة لكونه جاء غامضا مبهما، ولا شيء فيه يفيد صراحة بالترقية الاستثنائية بالأثرين المادي والإداري منذ2012-2013. بل تعمدت الحكومة بمعية النقابات الموقعة عليه تركه مبهما مطاطيا كي تجد الوزارة هامشا للمناورة حسب ميزان القوى.
4) أنتم الآن عرضة لقمع شرس، هل نال ذلك من عزيمتكم؟
أشكالنا النضالية منذ البداية كانت مستفزة للدولة: اعتصامات ليلية ومحاولات دخول للوزارة واعتصام داخل مديرية الموارد وطلب لجوء للسفارة الألمانية، ومسيرة يوم زيارة رئيس فرنسا للمغرب لتدشين القطار السريع، وآخرها تجسيد فاتح ماي بطابع احتجاجي بالرباط وليس بشكل استعراضي كما ألفته النقابات. هذه الأشكال كان الجواب عليها جميعها بالقمع والمطاردات، والاعتقالات. ما بين للجميع الطابع اللا ديموقراطي والقمعي للدولة، لكنه في نفس الوقت زاد المناضلين والمعتصمين قتالية وإصرارا على النضال حتى تلبية المطلب.
5) لماذا الجسم النقابي متخلف على إسناد معركتكم؟
قبل الدخول في محطة اللا عودة (التي ابتدأت منذ 22 أبريل 2019) كانت النقابات الأكثر تمثيلية بالتعليم توقع وتؤشر على البيانات، وتذكر ملفنا في بياناتها وأصبحت تناقشه مع الوزارة بعد خروجنا للنضال الميداني، أما مؤخرا وبعد الأسبوع الأول من محطة اللا عودة (22 أبريل إلى 28 أبريل) وتمديدنا للإضراب للأسبوع الثاني على التوالي؛ استنكفت عن التأشير على بيان التمديد مكتفية ببيان دعم للمعركة. وهذا الدعم المحتشم جدا شيء ليس بالغريب عن معظم القيادات النقابية المركزية (بعض الفروع وبعض المناضلين النقابيين عكس ذلك تدعم كفاحنا)، كما أن ذلك ليس بالمفاجئ إذا ما استحضرنا تجارب فئات أخرى سبقتنا (المجازون– المتدربون…) ولكون القيادات النقابية موغلة في السلم الإجتماعي لدرجة أنها قد تكبح دينامية أي معركة جارية.
6) جلي جدا أن النضال الفئوي، رغم أهميته في السياق النقابي الحالي، غير كاف من أجل إجبار الدولة على التنازل،كيف السبيل لخلق ميزان القوى الضروري لذلك؟
النضال الفئوي ضرورة اقتضتها ملحاحية وآنية المطالب الفئوية في ظل غياب نضال جماعي حقيقي بفعل لجم قيادة النقابات للنضال، وغياب مجمع للنضالات، وفي ظل تدهور أوضاع الأجراء كافة واستمرار الدولة في الاجهاز على المكتسبات تطبيقا لإملاءات المؤسسات المالية العالمية وما لذلك من انعكاسات اجتماعية على عموم المأجورين، فلا بديل عن جبهة/جبهات شعبية للدفاع عن الخدمات الاجتماعية وخاصة التعليم والصحة. جبهة شعبية بتسيير وتقرير ديمقراطيين من المعنيين المباشرين.
7) ما هي رسالتكم لباقي مكونات الجسم النقابي التعليمي، ولعموم موظفي التعليم وموظفاته، ومن خلالهم للحركة النقابية المغربة كلها؟
على القيادات النقابية تحمل مسؤوليتها والاصطفاف إلى جانب علة وجودها أي الشغيلة المأجورة، بدل اللهث وراء الحوارات التي أصبحت بالنسبة لها غاية، وبدل لعب دور الوسيط الحواري في أحسن الأحوال، و على الشغيلة بدورها الانخراط في النضالات الجماعية ضد المخططات التي تهدف لتدمير ما بقي من عمومية التعليم…
اقرأ أيضا