الشعب لم يعد يريد مادورو، وما من أحد انتخب غايدو
بيان منظمة ماريا سوسياليستا (المد الاشتراكي)- فنزويلا
الشعب المحتشد في الشارع، مدعوما من كل القطاعات الاجتماعية، والخارج للاحتجاج في الأحياء الفقيرة، يبرهن على أنه لا يساند حكومة مادورو. لم يعد الناس مستعدين لقبول سياسة الجوع وتدمير حقوق العمال، وكذا الإلغاء الفعلي للحق في الصحة في ظل نقص الأدوية والوسائل، وتدهور الخدمات العامة، والفساد المفرط والقمع اليومي.
هذا ما جعل قسما كبيرا من السكان يستجيب لنداء التعبئة في مسيرات دعا إليها غايدو، الذي نصب نفسه، ليس لأن الناس مستعدون للاعتراف بكل من يريد اغتصاب السلطة، بل لأن قسما كبيرا من شعبنا ضاق ذرعا منذ أمد طويل، ولا يريد أن يستمر في تحمّل المعاناة. يشمل هذا حتى العاملين في القطاع العام، الذي ظلوا صامتين، أو أجبرتهم الحكومة على التعبئة لصالحها، تفاديا لإجراءات قمعية قد تمسهم في عملهم، أو في التوصل بالمساعدات الغذائية من اللجان المحلية للتموين والمواد، أو قد يهدد سكنهم. تدل تعليقات التشافيزيين على العذاب وعلى المعاناة ، وكذا على تخلصهم شيئا فشيئا من الخوف.
لم يكن العمال والشعب قادرين على التوفر على بديل مستقل خاص بهم، يمثل مصالحهم ومخاوفهم الحقيقية، فوقعوا من جراء ذلك في الفخ بين البيروقراطية والرأسمال. نتج عن ذلك تقاطب جديد بين ساسة حكومة فاسدة تتحكم بالسلطة وبرلمانيي حزب كبار أرباب العمل الذين يستغلون العمال.
لأن أرباب العمل الذين يمولون ويشجعون أحزاب المعارضة اليمينية التقليدية يستفيدون أيضا من الأرباح، ويدفعون أيضا أجور بؤس فرضتها حكومة مادورو-الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا –العسكر. وليس لديهم أي بديل اقتصادي سوى مواصلة إلقاء عبء الأزمة على الناس فيما هو يؤَمّنون أرباحهم وأعمالهم.
وفي نيتهم أن ينصبوا أنفسهم في حكومة جديدة انطلاقا من الجمعية الوطنية واستعمال طاقات الشعب لصالحهم، لأنه ليست لدينا منظماتنا الخاصة القوية التي تقود النضال ضد حكومة مادورو الكريهة. لا الجمعية الوطنية ولا الولايات المتحدة الأمريكية ستفرض حكومات على شعب فنزويلا، شأنهم في ذلك شأن مادورو. إنهم جميعا مغتصبون يتصارعون من أجل التحكم في الدولة لإخضاع الشعب واستغلاله.
نقاباتنا ومنظماتنا الشعبية مخرّبة إلى حد بعيد، مُفسَـدة أو خاضعة لجهاز الدولة، وقسم آخر تنازل عن استقلاله السياسي لقادة الطبقة الغنية التي تستغلنا. لذا فإن الفخ الاستبدادي لمادورو لا يتوقف ويسقط الآن في فخ انقلاب غايدو (من حزب الإرادة الشعبية)، المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعمل لأجل مصالحها، ضد مصالح أمة فنزويلا.
إننا نواجه الآن خطر أن تؤدي مواجهة بين حكومتين متوازيتين، كليهما غير شرعي، أحدهما تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية، إلى حرب أهلية أو إلى أشكال مباشرة من التدخل الامبريالي من قبل حكومة ترامب. كما يجب أن نحذر من كون الحكومة البيروقراطية تستغل كل محاولة من اليمين فرصةً لإطلاق موجة قمع بقصد مزيد من إخضاع الشعب وإسكات كل احتجاج.
بوجه هذا كله، تدعو منظمة ماريا سوسياليستا إلى مواصلة تعبئتنا والاحتجاج ضد الحكومة القمعية، لكن يجب على الشعب والطبقة العاملة التقدم ببرنامجهم الخاص، و ليس خلف برلمانيي اليمين أو بيروقراطية الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي، ولا يمكن إن نقبل إرغامات أجنبية.
تدعو منظمة ماريا سوسياليستا كل من يدرك ضرورة بناء منظمة نضال خاصة بنا إلى التقدم بمرجعية سياسية جديدة لطبقتنا ولمختلف قطاعات الشعب التي تعاني، من أجل إعلاء مصالحنا وحقوقنا.
- الشعب لا يريد مادورو، و ما من أحد انتخب غايدو!
- من أجل استفتاء يستشير الشعب لإضفاء الشرعية على كل السلطات!
- من أجل تجديد مجلس الانتخابات الوطني ليستعيد استقلاله ويدعو إلى انتخابات عامة!
- من أجل خطة استعجالية لصالح العمال والسكان لمواجهة الأزمة واستعادة الأجور والحصول على الغذاء!
- لا للتخلي عن السيادة !
- لا للنزعة التدخلية و لتدخل الولايات المتحدة الأمريكية ولمجموعة ليما !
- لنواصل الكفاح من أجل ظروف حياتنا: الأجور والحقوق العمالية والخدمات العامة والحقوق الديمقراطية !
- لا للانقلاب ولا للمفوضات من وراء ظهر الشعب !
- من أجل الاستقلال السياسي للعمال وللقطاعات الشعبية !
- لا نتبع ساسة البيروقراطية الحاكمة ولا ساسة الرأسماليين!
- لا للبيروقراطية ولا للرأسمال، فليرحلوا جميعا !
- لـندَعِ الشعب المناضل يمارس سيادته !
- لا للقمع، من أجل تحرير كل المناضلين المسجونين، ومن أجل احترام حقوق الإنسان!
- من أجل حكومة عمالية وشعبية، و لا للبرجوازية التقليدية ولا للبرجوازية “الحمراء” !
منظمة ماريا سوسياليستا (المد الاشتراكي)
- * * * *
ماريا سوسياليستا: منظمة ماركسية ثورية، أصلها تيار نقابي قائم على النضال الطبقي قوي في كارابوبو وغويانا، يقوم مناضلوها بتنشيط احد المواقع الالكترونية الرئيسية في نشر المعلومات و التحاليل الاشتراكية apporea.org، كانت المنظمة مندمجة في الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا في 2008. وفي 2014 طلبت الاعتراف بها كحزب سياسي مستقل، ما رفضه المجلس الوطني للانتخابات في مايو 2015. وفي يوليو 2016، انفصل عدد من قادتها، منهم ستالين بريز بورخيس عن منظمة المد الاشتراكي وأسسوا الرابطة الوحدوية التشافيزية الاشتراكية Luchas.
منظمة المد الاشتراكي ملاحظ دائم في اللجنة العالمية للأممية الرابعة.
====
مصدر: http://www.inprecor.fr
ترجمة المناضل-ة
اقرأ أيضا