الاممية الرابعة : المؤتمر العالمي السادس عشر
انعقد من 23 فبراير 2010 إلى 28 منه المؤتمر العالمي السادس عشرللأممية الرابعة. وقد جمع زهاء 200 مندوبا، وملاحظا ومدعوا، يمثلون 61 منظمة من 41 بلدا من القارات الخمس. وتجدر الإشارة إلى حضور رفاق باكستان والفلبين وبولونيا وروسيا الذين مدوا النقاشات بنفس جديد.
دارت النقاشات، بالغة الثراء، حول ثلاثة مقررات: الوضع العالمي، وتبدل المناخ، ودور الأممية الرابعة ومهامها. وقد كان طابع أزمة الرأسمالية الشامل (اقتصادية واجتماعية وبيئية وغذائية) موضوع اتفاق، و أتاح النقاش تعميق الإلمام بتنوع تجلياتها، والتغيرات الجارية في ميزان القوى بين القوى العالمية ( دور الصين …) و بين الطبقات بمختلف البلدان. وتم تخصيص قسم على حدة لرهانات القضية الفلسطينية مع التصويت على توصية. أتاح تبدل المناخ، الذي اعتبرته أغلبية المشاركين العظمى ساحة معركة حاسمة في الصراع بين الرأسمال والعمل، إغناء النقاش حول ” قطع جذري من جانب المشروع الاشتراكي مع النزعة الانتاجوية “، و حول دور تعبئة جماهيرية حول المناخ، مسنودة من العمال والسكان الأهالي لا سيما بما هي “نسيج مقاومات اجتماعية قائمة بساحات مختلفة” وضرورة “خوض نضال فكري ضد المالتوسية الجديدة الخضراء، والدفاع عن الفقراء وحقوق النساء”.
وأكد نقاش “الإجابة الراهنة على أزمة الحركة العمالية وضرورة إعادة بنائها”، المركز على تجارب بناء أحزاب معادية للرأسمالية واسعة، على تنوع السياقات و أشكال التنظيم، مع استحالة صوغ نموذج قابل للتطبيق بكل مكان. يدل هذا المؤتمر، بالنسبة للأممية الرابعة، على تجدد. ويوضح ما لديها من عزم التوطد بصفتها أداة للمساعدة على بروز “منظمة أممية جديدة ” تكون ثمرة سيرورة سياسية تمهد لها أحزاب جديدة معادية للرأسمالية كما الأمر في البرازيل وفرنسا و ايطاليا وباكستان وبولونيا والبرتغال. وان كان الطابع الدعاوي لنداء الرئيس تشافيز إلى أممية خامسة، و درجة تعقد دعوة صادرة من رئيس دولة، جليان بنظر الجميع، فقد أكد المؤتمر أثر تلك الدعوة و ضرورة تجاوب الأممية الرابعة معها بالإسهام بتصورها حول منظمة أممية مبنية على برنامج لإطاحة الرأسمالية قائم على التنظيم الذاتي للنضالات، والديمقراطية الداخلية و الاستقلال المطلق إزاء الحكومات.
إن مشاركة منظمات جديدة من أوربا الشرقية واسيا، والانفتاح على تيارات عالمية جديدة، وإضفاء طابع شاب على قيادتها الجديدة وتأنيثها، وقدرة البلورة بصدد مسائل جديدة على جدول الأعمال ، وإعلان شبكة معاهد بحث وتكوين، كلها عناصر تدل على حيوية هذه الشبكة العالمية بعد سبعين سنة من تأسيسها.
الوفد الفرنسي
أسبوعية Hebdo TEAN العدد 46 – 11 مارس 2010
تعريب : جريدة المناضل-ة
اقرأ أيضا