ضد العسكرة ومن أجل الدفاع عن الحقوق الإنسانية بالمكسيك
توصية صادق عليها مؤتمر الأممية الرابعة العالمي السادس عشر – 23 الى 28 فبراير 2010
الأممية الرابعة
أحاط مؤتمر الأممية الرابعة العالمي السادس عشر علما بالتقارير حول وضع الحقوق الإنسانية الخطير بالمكسيك، حيث يتواصل قتل النساء، ليس في سيوداد خواريز وحسب بل بمدن ومناطق أخرى بالبلد أيضا، وكذا الهجمات وعمليات القتل و الاختفاء القسري للأشخاص، الناتجة عن العسكرة المتنامية تدريجيا من شمال المكسيك الى بقية البلد. ويترافق هذا كله مع ممارسة تجريم كل من الاحتجاجات الاجتماعية والفقر.
ان قتل النساء، الذي لم يُكبح ويستمر بلا عقاب بفعل تهاون السلطات أو تواطؤها ، ُيحفز و يقوم على الحملة الرجعية لأحزاب اليمين الحاكمة، التي تهيج معاداة النساء،و كره مثليي الميول الجنسي و النيل من حقوق النساء. تلك دلالة الحملة الواسعة جدا لتجريم الإجهاض في اغلب ولايات جمهورية المكسيك، التي انخرطت فيها الكنيسة الكاثوليكية ردا على نزع العقاب عن الإجهاض الذي قرره مجلس مدينة مكسيكو. وهي أيضا دلالة الحملة ضد حقوق المثليين و السحاقيات، التي انخرطت فيها الكنيسة الكاثوليكية مرة أخرى مضرة على هذا النحو أكثر فأكثر بعلمانية دولة المكسيك.
إن المؤتمر العالمي يدعو إلى مساندة نضال الحركة النسائية وحركة النساء العريضة في المكسيك من اجل الدفاع عن حقوقهن. إنها جزء من نضال نساء باقي أقسام العالم ضد هجمات اليمين المماثلة. يتعين علينا في 8 مارس المقبل، وباستعادة الطابع الأممي لهذا التاريخ، أن نساند النضال ضد قتل الإناث ومعاداة النساء و كره المثليين دفاعا عن حقوق النساء.
فيما تحقق النجاح في وقف قتل الإناث في سيوداد خواريز خلال السنوات السابقة، بات الوضع اليوم أشد تعقيدا مع العسكرة واتساع العنف وانتهاك الحقوق الإنسانية للسكان المدنيين بوجه عام. إن حكومة فليبي كالدرون، الناتجة عن تزوير الانتخابات و الساعية إلى إعادة بناء شرعيتها بالعسكرة، تدعي خوض حرب ضد الاتجار بالمخدرات و الجريمة المنظمة. هذا رغم انه لم سيوداد خواريز لم تشهد مواجهات مسلحة بين القوات العسكرية وتجار المخدرات. الأكثر حدوثا هو عمليات القتل، والاغتيالات، في الشوارع والمدارس والبيوت الخاصة وحتى عمليات قتل في مراكز معالجة المدنين. من قتل النساء انتقلوا إلى الاغتيال والى اغتيال شباب بوجه عام وفقراء و مدرسين جامعيين، ومناضلين مدافعين عن الحقوق الإنسانية. الأمر يتجاوز محاربة تجارة المخدرات، انه حملة “تطهير اجتماعي”كما حدث ببلدان أخرى. تقدم حكومة كالدرون عدد القتلى المتنامي بما هو نجاح لحربها و تدعي” الحد من” الجريمة المنظمة، يجب وقف هذه المذابح، ويجب التنديد بها و جعلها هدفا لاحتجاجات دولية.
نتيجة تجريم الحركات الاجتماعية، أصبح ضحايا هذه الحرب حاليا هم مناضلو الحقوق الإنسانية، كما يدل اغتيال جوزيفينا رايس مؤخرا والتهديدات المستهدفة للرفيقة سيبريانا خورادو، المناضلة النسائية الممثلة للجيل السابق الذي كافح ضد قتل النساء وهي حاليا مهددة بفعل معارضتها للعسكرة. جرت في الأيام الأخيرة تعبئات كبيرة في شوارع سيوداد خواريز للمطالبة بسحب القوات واحترام الحقوق الإنسانية و إقالة فليبي كالدرون.
إن المؤتمر العالمي يدعو إلى التضامن مع هذه الحركات.
توصية مصادق عليها بالإجماع.
اقرأ أيضا