صدور العدد 69 من المناضل-ة: الافتتاحية والمحتويات
الإفتتاحية: الحراكُ الشعبي: إلى الأمام نحو يسار بديل عُمالي وشعبي
يعيشُ المغرب على إيقاع مقاومة شعبية للسياسات المدمرة اجتماعيا، إذ تبرز حراكات محلية، منها حاليا ذاك المستمر في جرادة منذ نهاية العام 2017. وإن كانت الاعتقالات والتطويق البوليسي لمنطقة الريف قد أخمدا حراكها، فإن الجمر تحت الرماد. تندرج هذه المقاومة الشعبية ضمن موجة نهوض تلت تراجع دينامية العام 2011 النضالية. وقد مثل كفاح كادحي مدينة مراكش سنة 2012، ومدينة طنجة سنة 2015 ضد غلاء الماء والكهرباء تعبيرات قوية عن تلك المقاومة. وبفعل الأثر النوعي غير المسبوق للسيرورة الثورية بالمنطقة، باتت المقاومة الشعبية بالمغرب تتخذ أشكالا متقدمة قياسا بما قبلها. فالمطالب أدق، رغم بقائها في مستوى اجتماعي أولي، وأشكال التنظيم تنبثق تدريجيا، تمثل لجان الأحياء في جرادة أكثرها تبلورا. كما أن الطابع الجماهيري تزايد بفعل حرص الجماهير الشعبية وطلائعها على سلمية الاحتجاج، ما جرد النظام من مبرراته المألوفة للبطش بالمتظاهرين [تهديد سلامة المواطنين والممتلكات…]
إننا إزاء دينامية تراكم تجارب نضالية، ذات طابع محلي، جزئي، غير متزامن، بلا تنسيق. هذا التراكم سيفضي إلى تحول نوعي بقدر نهوض المناضلين بدورهم كما يجب: الإنصات إلى الجماهير، وحفز مبادرتها، وتنظيمها الذاتي، وتخصيبها بدروس المعارك السابقة، والحرص على ديمقراطية تسيير النضال، وتوحيد المطالب وخطوات النضال على صعيد وطني، وتنظيم أوسع تنوير سياسي لرفع وعي الكادحين.
كما سيكون ولا شك لهذه الدينامية الحراكية أثر على الحركة النقابية العمالية يسهم في إخراجها من التردي الذي أوصلتها اليه قيادات متعاونة مع أرباب العمل والدولة البرجوازية (نقابة الشراكة الاجتماعية بديلا عن النضال الطبقي). فأجيال المناضلين/ات الجديدة، التي تظهر في الحراكات الشعبية، تعطي المثال للقاعدة العمالية بالنقابات، وكل تقدم يحرزه حراك سيحفز النقابيين/ات، لا بل ستكون قوى النضال الحراكية إحدى روافد تجديد دم الحركة النقابية.
نوجد اليوم أمام تحسن ملموس لإمكانات بناء يسار عمالي وشعبي قادر على السير صوب تغيير شامل وعميق لواقع الاستبداد والاستغلال والاضطهاد. يسار بديل عن ذلك «اليسار» ناقص النزعة الديمقراطية، والاشتراكي الزائف، القائم على أوهام التوافق مع الاستبداد وترميم الهمجية الرأسمالية، والذي كان وبالا على كادحي المغرب.
استفادة من دروس مصائب ذلك اليسار، لن يكون اليسار البديل سوى حزبا عماليا يقود طبقة الشغيلة برمتها، التي تقود بدورها كادحي القرى والإحياء الشعبية بالمدن، بناء على برنامج مطالب ينطلق من اليومي المباشر ليرقى بالوعي العمالي والشعبي إلى ضرورة تغيير ثوري لواقع الاستبداد والاستغلال ببديل ديمقراطي واشتراكي فعلا.
على هذا الطريق، يتقدم تيار المناضل-ة ممدود اليد إلى كل قوى النضال الفتية الصاعدة من الحراكات الشعبية، وكل قوى النقابات العمالية المناضلة حقيقة من أجل مصالح الطبقة العاملة.
——-
- المحتويات/ ملف العدد: مشروعُ قانون محاربة العنف ضد النساء من زاوية المساواة الفعلية
- الافتتاحية: الحراكُ الشعبي: إلى الأمام نحو يسار بديل عُمالي وشعبي
- نشوء الحزب الاشتراكي الموحد وسياق مؤتمره الوطني الرابع [2018]
- مؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد الرابع: سعي إلى بعث المشروع الاتحادي القديم
- قبل 20 سنة، خدعة “حكومة التناوب”
- في ذكراها السابعة: حركة 20 فبراير، حالة نضالية استثنائية من أجل اجتثاث الفساد والاستبداد
- تعويم الدرهم: اقتصاد المغرب في مهب العولمة الرأسمالية
- مرة أخرى: عن “المثقفين” والثورة
- هؤلاء ممثلو العمال والعاملات في الضمان الاجتماعي: من يراقبهم، من يحاسبهم؟
- جرادة: مدينة أنكبتها سياسة واعية، هي ما يتوجب النضال لإسقاطه
- ملف حول العنف ضد النساء: نقد نسواني لقانون محاربة العنف ضد النساء
- لا محاربة للعنف ضد النساء دون إلغاء مدونة الأسرة
- بناء حركة نسائية جماهيرية، ديمقراطية ومستقلة، لاستئصال جذور العنف والاستغلال
- قانون محاربة العنف ضد النساء: آلية لا تحمي النساء بفاعلية
- قانون محاربة العنف ضد النساء: علاقات الزواج
- قانون محاربة العنف ضد النساء: ضعف حماية الضحايا وقصور آلية التكفل بهن
- قانون محاربة العنف ضد النساء: عقبات وضرر المصالحة والتسوية الحِبّيَة
- ملاحظات أولية حول الحركة النسائية المغربية على ضوء موقفها من قانون محاربة العنف ضد النساء
- من وراء طرح قانون محاربة العنف ضد النساء
- عاملات شركة سيكوميك بمكناس: قوانين الدولة في صالح أرباب العمل و واجب النقابيين الاشتراكيين
- مصير نضالات عمالية: مصبرات الضحى و مغرب ستيل ولاسامير وسيكوميك
- النضال ضد البطالة: إنعاش تجارب النضال ودمجها بالنضال العمالي والشعبي
- التوظيف بعقود في التعليم : السياق والمسار والدلالات والنتائج
- الأساتذة الموظفون بعقود: موجة نضال صاعدة
- نعم لاستقرار الشغل لا لاستعباد الأساتذة المتعاقدين
- تقرير أولي حول نضالات سكان مدينة بويزكارن من أجل الصحة
- قانون الإضراب يعني موت النقابة العمالية
- تخريب الصحة العمومية: ادفع أو مت
- المهدي الشافعي، طبيب في مواجهة خراب الصحة العمومية
- جميعا من أجل فك الحصار والتضامن مع نضالات ساكنة أولاد يحيى بإقليم زاكورة، لا لمتابعة المناضلين
- جرادة تناضل في غياب التضامن والنصرة الواجبين
- سوريا: مأساة مميتة بلا نهاية في ضواحي دمشق
- كل التضامن مع الشعب السوري ضد كل أشكال الثورة المضادة والتدخل الامبريالي والإقليمي الرجعي
- تركيا: بوجه إجماع وطني وعسكري غير عقلاني، ندين حرب أردوغان على عفرين
اقرأ أيضا