نعم لاستقرار الشغل لا لاستعباد الأساتذة المتعاقدين
للتحميل: نعم لاستقرار الشغل لا لاستعباد الأساتذة المتعاقدين
أوغل هجوم الدولة النوعي على الوظيفة العمومية في تدمير ما تم انتزاعه بعقود من الكفاح، يتعلق الأمر بإقبار مكاسب تاريخية تنفيذا لسياسة المؤسسات المالية الضاغطة لتخفيض كتلة الاجور عبر تقليص التوظيف، وتشجيع المغادرة، وفرض المرونة وتعميم الهشاشة، وتكثيف الاستغلال، ورمي تكاليف التكوين المستمر على عاتق المستخدمين، والاصلاح المضاد لأنظمة التقاعد. ان ما يجرى تنفيذه في قطاع التعليم جزء من تخريب أشمل يستهدف كل الوظيفة العمومية. سبق لشركات القطاع الخاص تدبير اعمال النظافة والحراسة والمطاعم، بعد ان الغت الدولة السلاليم الدنيا من الوظيفة العمومية، وها هي الان تسارع الخطى لتشغيل كثيف للمدرسين/ات بموجب عقود مؤقتة توقع مع الاكاديميات الجهوية خالقة بذلك واقعا جديدا يصبح خلاله المستخدمون الرسميون اقلية وسط عالم مؤقت وهش وقريبا ستبدأ عملية مشابهة في الجماعات الترابية، والحبل على الجرار.
يستغل الحاكمون ميزان القوى المائل بشدة لصالحهم، في سياق العولمة الرأسمالية الكاسحة، التي تأتي على أخضر المكاسب ويابسها، من استقرار شغل وحماية اجتماعية وخدمات عمومية…، كما عن ضعف شديد في منظمات النضال برنامجيا وتنظيميا ونضاليا، رغم عظمة الطاقة النضالية الكامنة. ويعمل الحاكمون على الحاق الهزيمة بنضالات الأجراء ضد هذا التعدي أو ذاك، بكل الوسائل، وأشدها فتكا سعيها الدائم للحيلولة دون توحد نضالات الموظفين/ات وإبقاءها مشتتة ومعزولة عن بعضها. قاوم الأساتذة/ات المتدربون/ات لمدة تزيد عن ستة أشهر محاولات إدخال الهشاشة للتعليم، وحققوا/ن نصرا جزئيا، كان يمكن أن يكون ناجزا لو ارتقى حجم تضامن منظمات النضال النقابية والطلابية إلى مستوى ما يجب أن يلقاه نضالهم خاصة في ظل الاحتضان الشعبي البين لقضيتهم.
وأثار فسخ عقدي أستاذين متعاقدين بزاكورة وبولمان موجة غضب واستنكار، وأظهر للجميع مدى شراسة الحاكمين في دفع أوضاع شغيلة التعليم إلى مستوى بالغ الهشاشة، وابتدأت صبوات نضال الأساتذة المتعاقدين في الانطلاق: مقاطعة للتكوينات ووقفات ومسيرات، وأشكال تنظيم جنينية، تحت اسم تنسيقيات إقليمية وجهوية، ترفع نقاطا مطلبية جوهرها رفض صيغة العمل بعقود والمطالبة بالإدماج في الوظيفة العمومية.
لا حياة لائقة مع التوظيف الهش بعقود، فلتتحد كل الجهود لرد هذا الظلم السافر. لا للحكرة.
إن من واجب شغيلة التعليم قاطبة، وكل الموظفين/ات، بل كافة العاملين/ات بأجر، أن يمدوا أجنة النضال ضد تهشيش الوظيفة التعليمية، بوافر دعمهم/ن، وأن يتبنوا بالكامل معاركهم النضالية المستقبلية، وأن يفتحوا/ن ابواب مقراتهم/ن النقابية والجمعوية لهم، وأن يعتبروا/ن نضالهم/ن نضالا من أجل الجميع، لأجل وقف دكاكة الهشاشة التي إن مرت في التعليم ستحطم الجميع، بمن فيهم/ن الموظفين/ات الحاليين/ات.
تصر الدولة على تمرير مخططها الخطير وستلجأ الى اجراءات لردع النضال الحالي. دور منظمات النضال ان تهيئ لرد العدوان وان تنزل بثقلها في معركة الدفاع عن مكاسب اجراء الوظيفة العمومية المعرضة لسحق متواصل متعدد الاوجه.
إن مناضلي/ات تيار المناضل-ة واعون/يات بأهمية كل المعارك الحالية ضد التعديات على يسير المكتسبات، ويعتبرون/ن كل نصر يحققه كل نضال رافدا من روافد إعادة بناء أدوات النضال العمالي والشعبي، لهذا فإنهم/ن يعتبرون/ن معركة الأساتذة المتعاقدين معركتهم/ن، ويساندونها بالكامل.
تيار المناضل-ة، 04 فبراير 2018
اقرأ أيضا