عودة لفاجعة الصويرة إثر مأساة باب سبتة المحتلة: وفاة كادحتين دهسا
أدى التدافع بباب سبتة المحتلة إلى وفاة سيدتين (40 و60 سنة) وإصابة 35 امرأة أخرى بإصابات متفاوتة الخطورة نقلن إلى متشفى مدينة الفنيدق. إنها طاحونة الرأسمالية تفتك بفقراء المغرب أينما ولوا وجوههم. نساء كادحات يمتهن “التهريب” يحاصرهن البوليس الاسباني وهن يحاولن المرور ببضائعهن طلبا للقمة عيش مستعصية نتيجة الأوضاع المتدهورة في المغرب بفعل عقود من سياسات تقشفية جد قاسية أتت على الأخضر واليابس من حقوق اجتماعية واقتصادية هزيلة أصلا.
تحدث مثل هذه المآسي سنويا وتودي بحياة نساء يقاتلن من أجل ضمان البقاء لهن ولعائلاتهن. والحادث الأخير سبقته أخرى أنهت حياة خمسة نسوة خلال سنة. ومن المرجح أن تستمر المأساة بقدر ما أن نفس السياسات، بل تشديدها، جار على قدم وساق.
لن يوقف هذا النزيف الذي تسببه رأسمالية تابعة ومتخلفة غير تنظم قوي ووعي شامل، وقتالية عالية لجماهير الطبقات الشعبية المستغلة والمضطهدة، وعلى رأسها الطبقة العاملة المناضل الطليعي من أجل الانعتاق والتحرر الشاملين والعميقين.
====================
الصويرة: الاستبداد والبرجوازية التابعة يتسببان في فاجعة إنسانية كبيرة
اشتهرت مدينة الصويرة، في وسائل الإعلام وغيرها، بما في ذلك تلك التي تصف نفسها بالمستقلة، على أنها مكان تتعايش فيه الثقافات والديانات والحضارات، وأنها معلمة تاريخية وسياحية مستقطبة لآلاف الزوار من شتى بقاع العالم. كثير من المديح يخفي غابة الاضطهاد والاستغلال الذي ظهر في شكل مأساوي يوم 19 نونبر 2017 إثر فاجعة الموت الجماعي لنحو خمس عشرة امرأة، وإصابات متفاوتة الخطورة لعدد آخر منهن.
توجد جماعة سيدي بولعلام بشمال شرق مدينة الصويرة وتبعد عنها بنحو 60 كلم وتقع المدينة على ساحل المحيط الأطلسي بين مدينتي اسفي واكادير، وتنتمي إلى جهة مراكش تانسيفت التي تضم مدن: شيشاوة والحوز والرحامنة واسفي ومراكش وقلعة السراغنة، واليوسفية، وهي منطقة غنية [موانئ الصيد البحري والفوسفاط والأراضي الفلاحية وأشجار الزيتون والارغان ومياه وثلوج سلسلة جبال الأطلس الكبير…]، وتمتد مدينة الصويرة على مساحة تقدر بنحو 6335 كلم مربع مكونة بذلك 5 جماعات حضرية ونحو 51 جماعة قروية من بينها جماعة سيدي بولعلام التي شهدت تلك الفاجعة الإنسانية المؤلمة.
فاجعة مأسفة حقا. تزاحمت النساء بشدة للحصول على حفنة دقيق وحدثت المأساة. احتشدت حوالي 800 امرأة في ساحة بسوق سيدي بولعلام طلبا لمساعدة غذائية عينية من إحدى الجمعيات الدينية الخيرية التي اعتادت القيام بهذه الحملة، وتسبب التزاحم في كارثة لم يكن بإمكان الدولة وإعلامها إخفائها، لكنها انبرت على تحميل مسؤولية ما جرى للضحايا لأنهن لم يكن منظمات، وأن أغلبهن إنما قدمن ليس لأنهن فقيرات بل بسبب “اللهطة” التي قالت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن الاجتماعي، دون خجل أنها سبب ما أصابهن.
إن السبب الحقيقي في الفاجعة هو سياسة الطبقة الحاكمة التي تقوم بتجويع الطبقة الكادحة وتقتيلها بشكل شبه يومي في كل مكان من المغرب، ويتم ذلك من خلال خصخصة قطاع الصحة وتخلي الدولة عن علاج المغاربة بشكل جيد ومجاني وتركهم/ن ضحايا للإمراض، وكذلك برفعها لأسعار المواد الحيوية والأساسية للحياة، ولأنها تقطع عنهم سبل الحياة بنشر الفقر والهشاشة والبطالة الجماهيرية…
رأسمالية زراعية تجوع المغاربة.
وقعت الأراضي في المغرب تحت جبروت الرأسمال الخاص الأجنبي والمحلي بواسطة سياسة ترعاها المؤسسات المالية والتجارية الدولية (منظمة التجارة العالمية والاتحاد الأوروبي والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي). سياسة ينفدها نظام مستبد بقوة القمع والاعتقال بتواطؤ مكشوف من أحزاب رسمية سواء الموالية أو المعارضة تاريخيا، ومن بيروقراطية نقابية خانعة ومتخاذلة. سياسة واعية خاضعة لمتطلبات العولمة الرأسمالية واقتصاد السوق والتبادر الحر، ومواصلة أداء ديون لا شرعية، وتوجه الإنتاج الفلاحي المحلي نحو التصدير مخلفة دمار المنتجين الصغار المحليين وزراعتهم المعاشية الضرورية مطلقا لحياتهم وصيانة محيطهم الحيوي. إنها سياسة جائرة يعتبر استمرارها إنتاجا دائما للمآسي والفواجع الإنسانية في حق كادحي بلدنا، ولا خلاص سوى بنهوض اليسار المناضل بواجب بناء منظمات النضال الطبقي الضرورية للانعتاق من دوامة الاضطهاد والاستبداد.
عند ما فوتت الدولة المغربية الأراضي الزراعية للرأسماليين كانت تعلم جيدا أن المفقرين أصلا سيزدادون بؤسا، ونهجت سياسة المعونات والصدقات، وتنظيم قوافل طبية، وتوزيع لوازم مدرسية… كي تضلل الضحايا وتتجنب غضبهم/ن وسخطهم/ن على سياستها التجويعية، ولكيلا يشعل الجوع فتيل الاحتجاجات العارمة والنزول إلى الشوارع وتنظيم المظاهرات والقيام بالعصيان مثل ما وقع سنوات [1965-1981–1984-1990].
لا تريد الدولة أن يخرج الناس ليطالبوها بتغيير سياستها بضغط النضال الجماهيري الميداني، ومن أجل توفير كل الحاجات الأساسية، وهي عاجزة عن إخفاء غابة استحواذ بعض العائلات الرأسمالية الكبرى على أجود الأراضي الفلاحية، ومنها أراضي الشركتين العموميتين صوديا وسوجيطا، البالغة مساحتها نحو 132 ألف هكتار.
عائلات مغربية تملك ألاف الهكتارات بينما أخرى عرضة للتشرد
تستحوذ العائلة الملكية على نحو 12000 هكتار من أجود الأراضي المسقية، وتملك ضيعات فلاحية كبيرة، وبحساب أخر فإن مجموع ما تملك من أراض يساوي 120 كلم طولا و120 كلم عرضا، بالإضافة إلى نباتات وأشجار مثمرة وتجهيزات مائية وآلات وتقنيات فلاحية عصرية جد متطورة، وبنايات ومحطات تلفيف، وتبلغ قيمة كل هذا نحو عشرة مليارات درهم (10مليارات درهم). ويقوم نشاطها الإنتاجي على التصدير، وتستحوذ على زهاء 30 في المائة من حجم صادرات باقي التكتلات الرأسمالية التي تملكها بعض العائلات منها عائلة بناني سميرس التي تسيطر على أكثر من 2000 هكتار، أراضي مسقية مقسمة على ضيعات بوسائل متطورة تنتج الورود والفواكه الخاصة بالتصدير للأسواق الامبريالية، وتشرف شركاتها على عدد من محطات التلفيف “ديلازوس” و”اكري سوس”…
ويملك طارق القباج شركة تسيير المنتجات الفلاحية، تأسست سنة 1986 بعد إن فككت الدولة الرأسمالية مكتب التسويق والتصدير وسرعان ما تحولت الشركة إلى قطب لعدة مجموعات رأسمالية كبيرة خاصة بالتصدير للأسواق الامبريالية وتسيطر على نحو 4000 هكتار من الأراضي الخصبة والمسقية، وعائلة التازي التي تسيطر على أجود الأراضي المتوفرة المسقية، وتبلغ مساحتها نحو 1500 هكتار، وتملك مجموعة معروفة ب “أزورا” مخصصة لمنتجات فلاحية تصدر للأسواق الامبريالية، وتستغل نحو 10000 عامل، ومن المستحوذين كذلك ” كوباك” التي تعد من المجموعات الرأسمالية الكبرى بالمغرب وتسيطر على نحو 5100 هكتار من الأراضي الجيدة والمتوفرة على مياه السقي، مخصصة لإنتاج الحوامض والبواكير للتصدير.
ثم إبراهيم زنيبر الرأسمالي الكبير مالك تكتل “ديانا” المستحوذ على أراضي فلاحية مهمة اغلبها مخصص لإنتاج الكروم والصناعة الغذائية والنبيذ ويستغل نحو 6500 عامل، وكان قيد حياته يدير إحدى أهم وحدات صناعة الخمور بشمال إفريقيا، هذا الإنتاج الذي يعتمد على الأراضي الفلاحية الجيدة والمياه الغزيرة، وكان من المستفيدين من أراضي المعمرين بالإضافة إلى الهبات الملكية في عهد الحسن الثاني، وعائلات أخرى استفادت واستحوذت على الأراضي، لكننا ركزنا فقط على تلك الأكثر بروزا، نظرا لمساحة المقال.
الرأسمالية الأجنبية والمحلية متحدة ضد الكادحين المغاربة.
“اديل ” idyl مجموعة رأسمالية أجنبية فرنسية استعمارية تستثمر في إنتاج الخضر والفواكه مكونة من ثلاثة شركات كبرى [ صوبروفيل- روزافلور – فيرماسا ] وتستغل نحو 60 وحدة إنتاج، وتسيطر على نحو 2500 هكتار، موزعة على وحدات الإنتاج بعدة مناطق من بينها جهة مراكش تانسيفت حيث توجد وحداتها في: شيشاوة ومراكش الجهة التي مات فيها البشر بالازدحام على حفنة من الدقيق المخصص لتحضير الخبز، إن هذه المجموعة النهابة لثروات شعبنا حققت في ظرف خمسة سنوات(5سنوات) إنتاج يقدر بنحو45 في المائة حيث انتقل من 40 ألف طن في ( 2000-2001) إلى نحو 75 ألف طن في ( 2006- 2007).
إن الرأسماليين المسيطرين على الفلاحة والأراضي والأملاك العقارية منذ أكثر من نصف قرن استطاعوا أن يتحكموا في السلطة منذ قترة لهيب الكفاح من اجل الاستقلال الذي استشهد من اجل تحقيقه الآلاف من الوطنيين المخلصين/ات من أبناء الكادحين/ات، فالاستعمار الغاشم كان نزع الأراضي بالقوة والسلاح المتطور من الفلاحين الفقراء المغاربة، وبعد اتفاقيات ” لا سيل سان كلو” بضواحي باريس بين ممثلي الاستعمار الفرنسي والسلطان محمد بن يوسف في شهر نونبر 1955 تلك الاتفاقية التي مهدت لمفاوضات “ايكس ليبان” بمنطقة (رون- الب) بين الدولة الفرنسية الاستعمارية ومجموعة من زعماء الحركة الوطنية البورجوازية والسلطان محمد بن يوسف وموظفي الحماية الفرنسية المغاربة والإقطاعيين الكبار في أواخر غشت 1955، وبعد هذه الاتفاقيات التي اعتبرها من وقع عليها في ما بعد بأنها لم ينتج عنها سوى استقلالا شكليا، وتلك الفترة هي التي استطاعت فيها البورجوازية الناشئة المغربية ودولتها الحديدة السيطرة على نحو 747 ألف هكتار من أصل مليون و20 ألف هكتار التي كانت تحت سيطرة الاستعمار الغاشم، أراضي تبلغ نحو أكثر من مليون هكتار كان يستغلها الاستعماريون الأجانب الذين نزعوها من سكان البوادي عندما احتلوا المغرب، لكن بعد الاستقلال الشكلي والمغشوش لم ترجع تلك الأراضي إلى أصحابها الفلاحين الفقراء الذين من بينهم وبدون شك هؤلاء اللواتي تركتهم الدولة الرأسمالية يتزاحمن أمام أبواب مانحي الصدقات وتزهق أروحهن بشدة التدافع، فالدولة الجديدة ونظامها قامت بتوزيع الأراضي الفلاحية على الملاكين والإداريين الكبار وأصحاب الرتب العليا في مؤسسات الجيش والأمن، والأجهزة البيروقراطية التي تخدم نظام الاستبداد بدل أصحابها الحقيقيين الفلاحين الفقراء الذين قهرهم الفرنسيون الاستعماريون بقوانينهم وسجونهم وسلاحهم الفتاك، ولا بد أن ترجع كل تلك الأراضي المستحوذ عليها من طرف البورجوازيين إلى أصحابها الفلاحين الفقراء لكي لا يبقى الناس يموتون جوعا في بلدهم، وهذا يتطلب النضال الحازم ضد خونة الشعب والمتسببين في موت النساء المغربية من اجل الخبز بأبشع الصور.
طوابير الفاقة والإملاق.
في بلدنا ملايين الناس يعيشون الفاقة والأغلبية الساحقة من شعبنا غارقون في الأمية الأبجدية وعدد من الأطفال مشردين في الشوارع وكثيرين يمتهنون التسول بالأماكن العامة والمحطات الطرقية الكبرى، إن أوضاع أشقائنا هذه يستغلها النظام الاستبدادي القائم، وحركات الإسلام السياسي الرجعية من خلال منح بعض الفتات مما يطلقون عليه “معونات غذائية” بغاية جعل المفقرين تابعين لهم ينتظرون صدقاتهم ويمدون لهم أياديهم.
والفرق بين مانحي “المعونات الغذائية ” تلك هو أن الدولة الاستبدادية قادرة بقوتها على تنظم طوابير كادحي القرى وضواحي المدن عندما توزع “صدقاتها” عليهم/ن بإحضار السلطات المحلية والقوات المساعدة والجيش الكافي لتنفيذ المهمة كما فعلت في منطقة “انفكو” بجبال الاطلس، وأماكن أخرى كثيرة، وبمثل هذا التدخل استطاعت أن تتجنب وقوع الموت الجماعي والمأساة بسبب ازدحام المعدمين على “معوناتها”، بينما الجمعيات التي تختفي وراءها الحركات الدينية الرجعية من اجل تغلغلها في وسط أحياء المدن والقرى المكتظة بالفقراء من اجل توظيفهم/ن ضد أي نضال من اجل الديمقراطية مثل المساواة بين الإناث والذكور وفصل الدين عن السياسة وحرية التفكير والتعبير، والعلمانية..الخ، ولكنها إلى حد الآن لم تخلق قوة قادرة على تنظيم طوابير المفقرين ضحايا السياسة الرأسمالية المتبعة بالبلد مجهزة مثل ما حققه “حزب الله اليميني الرجعي في لبنان” ولذلك زهقت أرواح أمهاتنا وشقيقاتنا وبناتنا تحت أقدام طوابير الإملاق أمام جمعيات الرجعية، التي تحمل مشروعا خطيرا، يؤبد حياة الفاقة ويحارب من يحمل نقيض النظام الرأسمالي بالعنف، والجامعات المغربية تشهد على جرائم فصائل الإسلام السياسي في حق الطلبة والطالبات، حيث حاربت وتحارب كل من يريد القضاء على كل أسباب الفقر من جذوره. أما طوابير المفقرين أمام مراكز الدولة فإنها كانت ستشهد كل مرة فاجعة من هذا النوع لولا السلطات والقوات المساعدة وتدخل الدولة أثناء توزيعها لما يسمى “مساعدة غذائية”.
لدى المغاربة الأرض والماء لضمان معيشتهم/ن بكرامة إنسانية.
قامت الدولة المغربية الجديدة بتشييد السدود على الأنهار والوديان، لكن لماذا أنشأت كل هذه السدود؟ ولمصلحة من؟ وإذا كانت هذه السدود تعتبر انجازا عظيما، لماذا تموت نسائنا بهذا العدد المفجع من اجل الحصول على كمشة من دقيق القمح؟ ثم لماذا ندرس لتلامذتنا وتلميذاتنا ابتداء من السنوات الأولى بأن بلدنا المغرب فلاحي، وهم شاهدوا بعيونهم/ن كيف ماتت أمهاتهم/ن تحت الأقدام من اجل حفنة دقيق؟
الجماعة القروية لسيدي بولعلام والتي تقطنها نحو (8142 نسمة) حيث زهقت أرواح نساء منهن من بلغن من العمر عدة عقود، لكبيرة الصابري 80 سنة أرملة، بوداح مسعودة لها سبعة أبناء وتبلغ 79 سنة، والباتول الطاهري 69 سنة، وحبيبة الشنبولة 68 سنة، وزهرة بونظار لها ستة أبناء وتبلغ 63 سنة وخديجة لكدومات 60 سنة أرملة لها خمسة أبناء، وخديجة الخلوة أرملة لها أربعة أبناء وحبيبة الخضيرة تبلغ 57 سنة بدون أبناء، وخدوج باكر 54 سنة لها ثمانية أبناء، وكبيرة فضلي 53 سنة لها أربعة أبناء، وزهرة أنجار 45 سنة وربيعة مبشور43 سنة لها ثلاثة أبناء، وربيعة بنحمو 39 سنة لها ثلاثة أبناء وبهيجة منتصر 35 سنة وسعدية كحلة 32 سنة لها أربعة أبناء، ومن بين أمهاتنا وشقيقاتنا وبناتنا الضحايا من جاءت إلى جماعة سيدي بولعلام من قرى فقيرة مهمشة مجاورة للحصول على “قفة المعونة”. إنهن نساء مغربيات، وهن بشر ولهن أسماء معلومة وأرواح ولسن أرقام، فأسمائهن ستبقى خالدة في تاريخ المغرب إلى الأبد.
وفرت الدولة الرأسمالية بنيات تحتية وأنجزت سدود وشيدت قنوات الري، وجهزت الأراضي والمناطق المسقية ووفرت الخبرات التقنية وقامت بعملية التوجيه والإرشاد، وقدمت قروض مصرفية، وأشرفت على بيع وتسويق المنتجات وتصديرها، وزيادة على هذا قامت بتقديم الدعم [مياه الري والبدور والأسمدة والأدوية والوسائل والمحركات والآلات. الخ] واستمرت هذه السياسة، وقد وصلت في سنة 2000 بالنسبة للآلات الفلاحية نحو 50 في المائة من قيمة التكلفة للرأسماليين الأفراد، و60 في المائة للرأسماليين المتكتلين في تعاونيات ومجموعات.
من أين جاءت تلك الأموال الضخمة التي صرفت على انجاز كل هذه السدود المغربية ؟ ومن يدفع ثمن تكاليف انجازها اليوم؟ وهل أنجزت فعلا من اجل الاكتفاء الذاتي وضمان الغذاء للمغاربة لكي ينعموا بحياة لائقة بالبشر؟ ما تقدمه الدولة البورجوازية للكادحين هو الغلاء والقمع والاعتقالات والسجون، وحرمانهم من جميع مستلزمات الحياة.
أما الرأسماليين فإنها تقدم لهم كل شيء، ففي سنة 2001 رفعت الدولة من حجم الدعم المقدم للتجهيزات المستعملة في تطوير الري المركزي، وفي سنة 2008 خرجت بما أطلق عليه “المخطط الأخضر” وهي سياسة واضحة لدعم الرأسماليين الكبار وملاكي الأراضي الشاسعة والآلاف الهكتارات، فقد قدم “صندوق التنمية الفلاحية” لأنظمة الري المركزي نحو 80 في المائة، ثم 100 في المائة عندما يشكل الري جزء من مشروع لتجميع الأراضي، وقد ارتفع معدل دعم عدة أنشطة فلاحية رأسمالية [شتلة الحوامض والزيتون ووحدات التلفيف وعدد من أصناف الآلات الفلاحية…] ولماذا كل هذا؟ هل من اجل ضمان الخبز للمغاربة والمغربيات؟ ان “المخطط الأخضر” جاء لتوطيد سيطرت التكتلات الرأسمالية الكبرى في قطاع الفلاحة من اجل دعم صادرات البورجوازية المغربية المستحوذة على الفلاحة والمرتبطة بالأسواق الامبريالية، في بلد تموت نسائه بشكل جماعي من اجل كسرة خبز وحفنة دقيق.
وبهذه السياسة المفروضة على الكادحين بقوة الحديد والنار من طرف طبقة بورجوازية تابعة للدول الصناعية الكبرى الاستعمارية والامبريالية سقطت أرواح أمهاتنا وشقيقاتنا وبناتنا في قرية سيدي بولعلام بإقليم مدينة الصويرة من اجل الحصول على مواد غذائية بسيطة جدا، ولن تصان كرامتنا سوى بتجميع قوتنا، نحن الكادحون/آت، وخضنا معركة حاسمة مع هؤلاء الذين أهانونا واحتقرونا وقتلوا أهالينا بسبب سياستهم المدمرة والإجرامية ضدنا نحن الذين نكدح يوميا من اجل كسرة خبز. كفى، يجب علينا أن نوقف هذه المذلة، ونوحد نضالنا ونكافح يوميا لإسقاط النظام الرأسمالي، ونبني على أنقاضه نظاما اشتراكيا يحقق حلمنا الكبير في الحرية والعدالة والكرامة، ونضمن للمغاربة إنسانيتهم الكاملة.
لا يجب أن يظل الكادحون/آت بلا تنظيم، وبلا معبر سياسي طبقي على تطلعاتهم، إنه ما يجب أن تبدل له الجهود المضنية، من أجل بناء حزب العمال الاشتراكي الثوري، مهمة أولوية تتطلب كفاحا يوميا ودائما وصبورا، والسبيل لتحقيقه واضح وعلى الماركسيين الثوريين سلكه.
طه محمد فاضل، دجنبر 2017
======================
المراجع
.
http://www.medi1tv.ma/ar/%D8%AA%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%83%D9%84%D9%88-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%88-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-48791
http://www.france24.com/ar/20171119-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-15-%D8%B4%D8%AE%D8%B5-%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%AA%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%B1%D8%A9
اقرأ أيضا