دعما لكفاح الشغيلة والجماهير الشعبية في المغرب/تيار اليسار الثوري في سوريا
يشهد المغرب عموما و منطقة الريف بشكل أخص ٬منذ عدة أشهر انتفاضة شعبية سلمية احتجاجا على سياسات الافقار والتقشف وخصخصة القطاع العام٬ رضوخا من النظام الفاسد لاملاءات صندوق النقد الدولي ومؤسسات النظام الرأسمالي العالمي٬ ما أدى الى تسارع في معدل البطالة لاسيما لدى الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد العليا٬ وتحطيم لنظام الرعاية الصحية وتردي مزري للبنى التحتية لغالبية السكان٬ وذلك لصالح أقلية من رجال الأعمال والبرجوازيين المرتبطين بالسلطة. ويترافق ذلك مع ازدياد لجوء النظام الحاكم في المغرب لسياسة العصا باستخدامه القمع والعنف بحق المعارضين والمحتجين ٬ محاولا٬ في الوقت نفسه٬ ادعاء استجابته لبعض المطالب الشعبية واطلاق الوعود الخلبية بتلبيتها. ولم يكتف بذلك فحسب٬ بل انه حشد وسائل اعلامه وقيادات احزاب السلطة للتشهير بقادة الحراك الشعبي ومطالبه العادلة.
وبرغم القمع الوحشي للمظاهرات واعتقال عدد كبير من قادة الاحتجاجات في الأيام الأخيرة٬ لكن النظام المغربي فشل في اخماد الاحتجاجاتم ولم يخبو الحراك الشعبي العظيم بل زاد من قوته.
يندرج الحراك الشعبي في المغرب في سياق الثورات التي تجتاح منطقتنا منذ سنوات٬ فالأسباب نفسها تؤدي الى نفس النتائج : سياسات اقتصادية واجتماعية معادية لعموم الناس المفقرين٬ وانظمة مستبدة تحتكر السلطة والثروة وتمارس سياسة قمع وكتم للأصوات المعارضة والشعبية. أنظمة تقوم على كل من القمع والفساد المعممين.
على هكذا انظمة مأزومة ومهترئة ثارت جماهير بلدان المنطقة من أجل الخلاص منها٬ ومن أجل الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.
ما يجري من كفاح عظيم للجماهير الشعبية في المغرب لا يمكن عزله عن الصراع الطبقي المحتد في عموم المنطقة والعالم٬ بل يؤكد ترابطه الحثيث. فقد ثبت ان الانظمة في المنطقة العربية والمغاربية التي توهم انها نجت من موجة الثورات فيها وانتصرت ثوراتها المضادة٬ انما يأتي احتداد كفاح الناس ٬مجددا٬ من أجل تحررهم ليثبت العكس. فاللهيب الثوري الشعبي ان خفت هنا او تراجع هناك لا يتأخر عن النهوض والانفجار في مكان أخر ليعيد التفاؤل الثوري بالدينامية الثورية المستمرة في عموم بلداننا. هذه الدينامية الثورية من أجل التغيير السياسي والاجتماعي الشاملين لن تتوقف طالما بقيت الاسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لاندلاعها قائمة. ولعل الدرس الرئيس في السنوات الست التي خلت ٬ من أجل انتصار الجماهير٬ هو ضرورة توحيد وتنظيم النضالات الشغيلة والكادحين من الأسفل وبناء القيادة الثورية الجماهيرية.
اننا نقف بحزم و بكل قوانا مع كفاح الكادحين والجماهير الشعبية في انتفاضتها المجيدة في منطقة الريف والمغرب ونعلن عن دعمنا الكامل لها ولكل الرفاق الثوريين المنخرطين فيها٬ كما اننا ندين بشدة سياسة الاعتقالات والعنف الوحشي الذي تمارسه سلطات النظام المغربي بحق المحتجين وقادة الاحتجاجات وندعو الى الافراج الفوري عنهم بلا قيد أو شرط٬ واطلاق الحريات العامة في البلاد واحترامها. ان الحراك الشعبي في المغرب يغمرنا بمشاعر التفاؤل ويشد من عزائمنا في كفاحنا المشترك ضد انظمة النهب والقمع والفساد.
عاشت وحدة الكادحين والشباب والمفقرين داخل كل بلد وفي المنطقة والعالم.
عاش كفاح وانتفاضة الجماهير الشعبية في المغرب
كل السلطة والثروة للشعب
تيار اليسار الثوري في سوريا
٣٠ آيار / مايو
اقرأ أيضا