1997-2017: في ذكرى اختطاف المناضل العمالي موناصير واغتياله
بقلم: تيار المناضل-ة
قبل 20 سنة امتدت أيادي المخابرات السياسية إلى المناضل العمالي عبد الله موناصير، اختطفته وعذبته واغتالته، وتخلصت من جثمانه الذي عُثر عليه بالبحر قرب ميناء اكادير يوم 31 مايو1997.
كان ذلك ضمن سياسة النظام المستبد ضد معارضيه، من أي نوع، وجريمة في سجله الحافل بالتقتيل، من التصدي للتظاهر الشعبي بالرصاص في البيضاء وفاس، واختطاف المناضلين، وإبادة جيل من اليساريين الشباب الذين شكلوا الحركة الماركسية بالمغرب.
كان عبد الله موناصير مناضلا عماليا، وناشطا في جمعيات شعبية، ونصيرا لحركة المعطلين، وفق منظور سياسي ثوري قوامه تحرر العمال وعامة الكادحين الذاتي، عبر بناء أدوات النضال من اجل تحسين الأوضاع لإنماء المقدرة الكفاحية، و الحزب العمالي الاشتراكي من اجل التغيير الجذري صوب المجتمع اللاطبقي، مجتمع الاشتراكية.
تطور المناضل البحار من التجربة التي ترعرع فيها في حي أنزا العمالي، نقابيا وسياسيا، نحو مواقف الاشتراكية الثورية الأممية في ربط وثيق بين الفكر والعمل. وظل مدافعا عن أداء المنظمات العمالية النقابية وظيفتها الطبقية ضد تعاون الزمرة البيروقراطية التي تجر النقابات نحو مساعدة الدولة على تدبير المسألة الاجتماعية بما يخدم سيطرة البرجوازية. وجدَّ لتفعيل التضامن الطبقي برفض الحواجز التي يفرضها الجهاز النقابي بين عمال مختلف القطاعات وبين مختلف النقابات، فتعرض بسبب ذلك لعسف تلك البيروقراطية واستبدادها. وسعى إلى مد جسور التعاون بين النضال العمالي و الشعبي وبمقدمته حركة المعطلين الشباب. وظل الخيط الناظم لمختلف أوجه نشاطه النضالي استعمال كل فرص الفعل لأجل ارتقاء الوعي العمالي الى مستوى إدراك ضرورة إطاحة نظام الاستبداد السياسي و الاستغلال الرأسمالي وكل صنوف الاضطهاد.
أعطى عبد الله مثالا عن المناضل البروليتاري السائر على هدي دروس كفاح الطبقة العاملة العالمية من أجل تحررها، ومكنه زاده الفكري الماركسي الثوري من استيعاب التحولات الهائلة التي هزت الحركة العمالية العالمية مند نهاية العقد الثامن من القرن الماضي. فظل حاملا راية الديمقراطية الاشتراكية بوجه التشويهات الاصلاحية والستالينية.
وبعد اغتياله عبرت جماهير اكادير باحتجاجاتها، وبالتظاهرة الحاشدة يوم دفنه (19 اكتوبر 1997)، عن توقها الى الحقيقة ورفضها للسيناريو البوليسي الذي كاد أن يدمر حياة أبرياء بقصد طمس جريمة النظام. و كان بمقدمة تلك الجماهير بحارة الصيد الساحلي الذين افشلوا الحبكة البوليسية بإضرابهم المطالب باطلاق سراح المتهمين ظلما، وكذلك كان… خرج الأبرياء من السجن لتوضع الدولة المغربية في قفص الاتهام، أمام الرأي العام المحلي و الدولي، ولا تزال فيه رغم مسرحيتها المسماة “هيأة إنصاف ومصالحة”، التي جندت فيها طاقما من حطام اليسار ستظل أسماؤهم بارزة في سجل خدمة الاستبداد.
لم تُكشف حقيقة جريمة اغتيال موناصير، و لا باقي جرائم النظام السياسية، وبقي الجلادون و القتلة بلا عقاب، ومنهم من لايزال يمارس مهامه، بفعل غياب قوة شعبية لها من القوة من يفرض عملية كشف حقيقة وعدم إفلات من العقاب. لذا يظل بناء تلك القوة لبلوغ هذا الهدف وباقي أهداف الحرية و العدالة الاجتماعية مطروحة على عاتق قوى النضال الجذرية ومناهضي الاستبداد السياسي والاستغلال الرأسمالي . و لأجل هذه الأهداف السامية يواصل رفاق الشهيد موناصير في تيار المناضل-ة رفع راية النضال العمالي الاشتراكي الثوري، متدخلين للإسهام في تنوير الشغلية في خضم كفاحاتهم، وأياديهم ممدودة لكل قوى النضال من اجل بناء أدواته، وفي القلب منها حزب العمال الاشتراكي الثوري.
سيظل موناصير في قلوب البحارة وعامة الكادحين، مع كوكبة شهداء التحرر من الاستغلال والاضطهاد، وسيظل قدوة للشباب التواق إلى إنهاء الاستبداد والقهر الطبقي.
تيار المناضل-ة
27 مايو 2017
اقرأ أيضا