بيان تضامني مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني: تضامن لا مشروط، ودعوة لحملة دعم ومساندة لنصرة المضربين
يوم الثلاثاء 16 ماي الجاري، أكمل قرابة 1700 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني يومهم الثلاثين في إضرابهم المفتوح عن الطعام في ظل تدهور كبير لصحة الأسرى الذين أكدوا على المضي قدمًا بالإضراب حتى تحقيق مطالبهم العادلة.
في بداية أسبوعهم الرابع من الإضراب دخل الأسرى المضربون مرحلة صحية حرجة، إذ تزداد حالات تقيؤ الدم، وضعف النظر، والدوران، والإغماءات وفقدان لقرابة (20 كلغم) من الوزن، ورغم ذلك فإن الأسرى يؤكّدون أنهم مستمرّون في الإضراب حتى تحقيق كافّة مطالبهم (توفير العلاج الطبي والتعليم والسماح للعائلات بالزيارة، والغذاء والهواء، واستعادة حقوق مكتسبة تاريخيا بنضالات بطولية وتضحيات جسام…).
وما زالت إدارة سجون الاحتلال تنتهج سياسة حجب الأسرى المضربين عن محيطهم الخارجي، وتماطل في السّماح للمحامين بزيارة غالبية الأسرى، كما وتدرج عددًا منهم من ضمن قائمة الممنوعين من الزيارة، وتحرمهم من التواصل مع عائلاتهم، وتقوم بتنقيلهم في زنازين مختلفة داخل السّجون أو إلى سجون أخرى.
السلطة الفلسطينية تتفرج، ومعها القوتان السياسيتان الرئيسيتان (فتح وحماس). هذه المؤسسات همها الأول نزاعاتها التي لا تخدم القضية الوطنية الفلسطينية في شيء، وهي لا تقوم بما يلزم لدعم معركة الأسرى وإبرازها وإسنادها بحملة تعبئة محلية ودولية لنصرتهم، وخدمة لقضية تحرر الشعب الفلسطيني من براثن احتلال عنصري غاشم.
الأنظمة الرجعية القائمة الجاثمة على صدور شعوبنا في المنطقة مكتفية بالشجب ودعوة نظام الاحتلال الغاشم للتعقل، ومطالبة عرابيه الإمبرياليين، على رأسهم أمريكا، للتدخل…
لقد تردّت أوضاع الأسرى، حالها كحال أوضاع الشعب الفلسطيني قاطبة وبين الاحتلال. لا يحترم نظام الاحتلال الصهيوني حقوق الإنسان ولا الاتفاقيات المنعقدة معه، فغطرسته فاقت كل حد وتفرض على الفلسطينيين معركة مفتوحة طويلة الأمد. يواصل الاحتلال الصهيوني سلب الأرض وهدم البيوت وتهجير الناس. وهذا كلّه يقع في إطار مشروعها الاستراتيجي لاقتلاع ما تبقى من الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، ولذا يصب هذا النظام اهتمامه على التنكيل الدائم بالأسرى والتقليص المستمر لحقوقهم…
الفلسطينيون يقاومون بكل الطرق، وهم يخوضون مسيرات شعبية متواصلة في الشوارع، يقاومون الاستلاء على الأراضي، ويقاطعون البضائع الإسرائيلية، ويطالبون بوقف التنسيق الأمني، ويدعمون بقوة إضراب الأسرى المتواصل، ويسعون بجهد من أجل بعث قوة ميدانية للجنة المركزية لإرساء مساندة شعبية للإضراب.
إن كل هذه المحاولات الإسرائيلية إنما تهدف لإجبار الفلسطينيين على استبطان لا جدوى المقاومة. ولعل الأخطر، هي تلك المحاولات التي تهدف للإساءة للأسرى الفلسطينيين وتجريم كفاحهم، وتقديمهم للعالم على أنهم “إرهابيون”، في إطار السعي لتجريم كفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة.
إننا في تيار المناضل-ة ندعم مختلف أشكال المقاومة التي يلجأ لها الشعب الفلسطيني الرازح تحت احتلال عنصري همجي مدعوما إقليميا وامبرياليا… ونتضامن بشكل مطلق مع نضاله من أجل حقوقه، ونعلن مساندتنا ودعمنا للإضراب البطولي الجاري الذي يخوضه المعتقلون في سجون الاحتلال.
ندعو القوى اليسارية ببلدنا للإسهام الفعال في الحملة الدولية لمقاطعة اسرائيل BDS، وتجسيد مساندة الكفاح الفلسطيني في خطوات موحدة.
النصر لمعركة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام
النصر لكفاح شعوبنا من أجل التخلص من أنظمة الاستبداد والاستغلال الرجعية المتواطئة ضدا على حقوق الشعب الفلسطيني…
تيار المناضل-ة، 18 ماي 2017
اقرأ أيضا