الكراس العمالي-كلميم، العدد الخامس مايو 2017
لتحميل الكراس، اضغط/ي هنا: الكراس العمالي-كلميم العدد الخامس
افتتاحية: من أجل وحدة كل الكادحين في وجه عدوهم الطبقي
يؤدي الوضع السياسي في الصحراء، بفعل تضمنها منطقة متنازع عليها، إلى ظهور أفكار ومواقف تضر كثيرا بنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها وكفاحها ضد الرأسماليين والاستغلال وتنحو به اتجاها رجعيا.
يجهد أنصار تقرير المصير في منطقة الصحراء للتأكيد على أن الصحراويين يجب أن يكونوا موحدين (شعب واحد) وتأجيل كل القضايا الأخرى حتى إنجاز المهمة الرئيسية وهي تقرير المصير.
بينما يؤكد أنصار النظام المغربي على أن الأولوية الحالية هي استكمال الوحدة الترابية وبالتالي ضرورة الاصطفاف وراء الملكية وفق منطوق “الإجماع الوطني” القديم منذ سبعينيات القرن العشرين.
يشترك كلا الموقفين في غض الطرف عن الحرب الطبقية اليومية والحادة بحيث، ينفي جزء عريض من أنصار تقرير المصير وجود صراع طبقي في معسكرهم مؤكدين على وحدة الصحراويين، وهي سمة خاصة لكل الحركات القومية البورجوازية والشعبوية التي تدعي تمثيل الشعب كله، الذي يجب أن يكون موحدا وتفادي كل ما سيقسمه في وجه المضطهد الأجنبي وأيضا كل ما يميز بين البروليتاريين والبورجوازيين في مسيرتهم نحو الاستقلال المنشود.
وفي الجهة المقابلة يستعمل النظام المغربي نفس الحجة لقمع كل معارضة وكل احتجاج شعبي وكل طرح يناصر كفاح الطبقة العاملة ومطالب الفقراء المعدمين بمبرر أولوية استكمال الوحدة الترابية.
إن الطرحين المعلنين أعلاه، مضران بالنضال العمالي والشعبي ووحدة الكادحين، فهما يقيمان جدار فصل كبير بين كادحي الصحراء وباقي كادحي المغرب، ويكرس النزعات القبلية والعنصرية الموروثة عن التجزئة ما قبل الرأسمالية والحقبة الاستعمارية البغيضة انتهاء بالحرب المدمرة في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين التي كان الفقراء حطبها.
ينتج عن طمس الحرب الطبقية عن قصد أو على الأقل تأجيلها، استعمال وتوظيف سياسي للطبقة العاملة التي يجب أن تفرط في مصالحها الطبقية بمبرر وحدة الأهداف القومية لصالح الرأسماليين والبيروقراطية الإدارية والعسكرية المستفيدة في كلا المعسكرين.
إن الصراع بين الكادحين والمستثمرين، بين العمال والرأسماليين، لن ينتفي في منطقة الصحراء وباقي مناطق المغرب بمجرد ترداد عبارات الإجماع الوطني ضد العدو الخارجي.
سيتسمر هذا الصراع رغم قمعه ونفيه، فهو صراع موضوعي مادي ناتج عن انقسام المجتمع إلى طبقات مستثمرة وأخرى كادحة.
يتجلى واجب اليسار الماركسي الثوري في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة أينما وجدت، دون السكوت عن كل أشكال الاضطهاد، ويعلن مناصرته للنضالات ضد أشكال الاضطهاد هاته سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو قومية.
معا لبناء وحدة الطبقة العاملة في كل المنطقة.
اقرأ أيضا