الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في ذكراه الستين: بناء المنظمة الطلابية على اسس الديمقراطية والكفاحية سبيلنا للدفاع عن الحق في تعليم وحياة لائقين
للتحميل: unem 60
تحل متم شهر ديسمبر 2016 الذكرى الستون لميلاد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، منظمة طلابية مستقلة وجماهيرية وديمقراطية وتقدمية. كان لها عظيم الأدوار في تنظيم طلاب المغرب وطالباته، بالداخل والخارج، من أجل الدفاع عن مصالحهم كفئة اجتماعية، ومشاركتهم في النضال من أجل مجتمع بديل لحالة الاستغلال والاضطهاد والتخلف والتبعية للاستعمار الجديد، الموروثة عن الاستقلال الشكلي.
كان اتحاد الطلبة بوتقة انصهرت فيها كل مكونات اليسار المغربي المنتسب الى المشروع الاشتراكي، المراهنة منها على التدرج في الإصلاح إلى جانب المقتنعة أن لا حل غير القطيعة الثورية، ضمن تقاليد مجيدة من التضامن الطبقي مع محيطها المحلي والوطني والعالمي كما جسد ذلك شعارها الشهير “لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة”.
وبذلك كانت المنظمة الطلابية حلبة صراع ديمقراطي اتاح لكل المكونات التناوب على قيادة المنظمة. وطبعا لم يكن لنظام غارق في التبعية للإمبريالية وشديد العداء لتطلعات الكادحين إلا أن يصب جام قمعه على المنظمة الطلابية بهدف اجتثاثها ووأد كل توق لدى الشباب لجامعي الى التحرر. فكانت موجات الاعتقالات والاختطافات والنفي والاغتيالات في السجون، وحتى منع المنظمة سنة 1973. ثم من جديد شتى صنوف الفتك بعد انطلاقة رفع الحظر، إلى درجة تفكيك هياكلها والقضاء على اشتغالها التنظيمي المنتظم. وهذه الحرب الدائمة هي التي مكنت الدولة البرجوازية من تمرير خططها التصفوية المسماة “اصلاحات” والمدمرة مكاسب الطلاب، وأتاحت التقدم في تنفيذ برامج البنك العالمي وصندوق النقد الدولي الساعية الى جعل التعليم الجامعي تجارة تدر الارباح للرأسماليين على حساب الحق الشعبي في التعليم.
تحل اليوم ذكرى تأسيس هذه المنظمة العتيدة وقد بلغ تخريب التعليم العمومي والجامعة العمومية مستوى الكارثة الوطنية المكتملة، سواء فيما يخص ظروف دراسة الطلاب وحياتهم او المصير المقرر لمئات آلاف الخريجين والخريجات حيث تحكم عليهم السياسة النيوليبرالية المتبعة بالبطالة والعمل الهش اي عدم الاستقرار الاجتماعي واستحالة بناء حياة لائقة. كما تحل هذه الذكرى والدولة تتربص للإجهاز على آخر معالمها المتجسدة في مقرها الوطني بالرباط.
الآن، جماهير الطلاب والطالبات بحاجة لمنظمة مكافحة من الطراز الذي مثله الاتحاد الوطني لطلبة المغرب: مدرسة سياسية بامتياز، ومدرسة كفاح، ومختبر الديمقراطية المباشرة التي تضع مصير جماهير الطلاب والطالبات بأيديهم. مدرسة تقدمية تنير الأجيال من أجل مستقبل خال من الاستغلال والاستبداد والاضطهاد، وترسي أواصر الأخوة والتضامن الطبقي بين الشعوب التواقة للانعتاق والتحرر. بلوغ هذا الهدف هو ما يجب ان يضم جهود كل رافضي واقع القهر والإذلال المفروض على الطالب-ة المغربي-ة.
غياب هذه المنارة الطلابية المجيدة هو، ضمن عوامل أخرى، ما يشجع الدولة على مواصلة تعديها على تعليم ومستقبل أبناء العمال والطبقات الشعبية الكادحة، وهو ما يسهل تمرير دكاكها الذي تسميه إصلاحا على التعليم العمومي والجامعة العمومية. إنه ما يجعلها أكثر جرأة على ضرب واحدة من أسس تعليم المغاربة التاريخية: مجانية التعليم.
إننا في تيار المناضل-ة، إذ نحيي هذه الذكرى المجيدة، ندين بشدة إقدام الدولة على السطو على مقر المنظمة الطلابية أوطم. ونعتبر ذلك استكمالا لهجومها متعدد الجبهات على التعليم العمومي، وإعلانا صريحا على وقوفها ضد أي محاولة لتنظيم الجماهير الطلابية، فضلا عن كونه محوا لذاكرة كفاح مجيدة، ستستعاد حتما لمواصلة الارث المجيد لنضال أوطم.
نحن منخرطون في الجهود المبذولة في إطار اللقاء الوطني التشاوري من أجل وقف مصادرة المقر المركزي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ونحيي كل المتضامنين وطنيا ودوليا، وندعو للمشاركة المكثفة في المسيرة التي دعا لها اللقاء الوطني التشاوري تخليدا للذكرى 60 لتأسيس أوطم، يوم الأحد 25 دجنبر 2016 انطلاقا من ساحة باب الحد بالرباط ابتداء من الساعة العاشرة صباحا.
تيار المناضل-ة
23 ديسمبر 2016
اقرأ أيضا