لا مكان للاستسلام، معركة الأساتذة/ات المتدربين/ات، معركة حتى النصر
نظم الأساتذة المتدربون صباح يوم الخميس 24 نونبر 2016، وقفات ومسيرات (12 وقفة ومسيرة) احتجاجية، موحدة زمانيا، ومتفرقة مكانيا، أمام الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. احتجاجا على خرق محضر 21 أبريل الذي التزمت فيه الدولة بالإضافة إلى نقط أخرى، بتوظيف الفوج كاملا.
جاءت هذه الأشكال الاحتجاجية، في إطار البرنامج النضالي الذي سطرته التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، بعد عقدها لمجلسها الوطني، هذا البرنامج الذي دعا إلى إضراب ومقاطعة شاملة للدروس، بمختلف المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني انطلاقا من يوم الإثنين 14 نونبر إلى غاية نهاية الأسبوع المقبل.
شهدت الوقفة المتوجة بالمسيرة التي نظمت بجهة سوس ماسة، أمام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين حضورا وازنا للأساتذة/ات المتدربين/ات، الذين/ اللائي ناهز عددهم/هن 700 مشارك-ة، هذا الحضور الذي يدل على صمودهم وكفاحيتهم، وشهدت أيضا تنظيما جيدا كسابقيه، رفعوا/ن خلاله شعارات تندد بالسياسات والمخططات الطبقية التي تهدف إلى تسليع التعليم العمومي والهجوم على ما تبقى من الوظيفة العمومية، هذه الأخيرة التي أصبحت موضع تساؤل خصوصا بعد إعلان الدولة لمباراة التعاقد في هذا القطاع، كما نددوا بما لحق الأساتذة/ات في مركز العرفان من ترسيب، ونددوا بسياسة التجويع والتشريد التي تنهجها الدولة في حقهم من خلال تأخير مستحقاتهم وتعويضاتهم المالية. كما أعلنوا استمرارهم في النضال من أجل تحصين مكتسبات معركتهم التي مرت سنة على انطلاقها.
لم تسلم وقفات و مسيرات الأساتذة/ات المتدربين/ات من القمع، فقد حوصر البعض منها (الدار البيضاء)، وتجاوز الأمر الحصار في البعض الآخر(الراشيدية) ليصل إلى تكسير العظام والجماجم، الذي ترتبت عنه إصابات بليغة نقل على إثرها مجموعة من الأساتذة أإلى المستعجلات.
ليست هذه المرة الأولى التي تطال فيها هراوة دولة البورجوازية الأساتذة المتدربين، فقد تعرضوا لقمعها الوحشي خلال مسيرتهم النضالية الذي لا تزال آثاره قائمة لحدود الساعة.
فعندما تتضارب مصالح من هم في الأسفل مع من هم في الأعلى، تجند الدولة كل مؤسساتها وآلاتها، وتخلع عنها ثوب الديموقراطية، ليس للدفاع على من هم في الأسفل بالتأكيد، بل لتحافظ على مصالح المستبدين (بكسر الباء) ،الناهبين للثروات، والساحقين للحقوق .
لقد انتصرت معركة الأساتذة المتدربين، انتصارا أوليا بفعل صمودها، وكفاحيتها، وبفعل خلقها لميزان قوى أمال الكفة لصالحها في ظرفية مناسبة، ولكي يحصن الأساتذة المتدربون مكتسباتهم التي انتزعوها بدمائهم، لابد أن يحافظوا على وحدة صفهم، وكفاحيتهم.
إن كل ما يقدمه الاستبداد بيده اليمنى من تنازلات بفعل الضغط، يعمل بدون أدنى شك على انتزاعه باليد الأخرى في فترات التراجع النضالي.
لا بديل عن مواصلة النضال، فهو السبيل الوحيد للدفاع عن المكتسبات، وانتزاع الحقوق المسلوبة.
ما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد منه
نجية توناروز(ط-ث-ن-ت-م)
شارك المقالة
اقرأ أيضا