الطلبة المهندسين نضال حازم ضد التقشف ودعوة إلى التضامن
بلغت التعديات البرجوازية، على قطاع التعليم حد إعلان الحرب على المدارس الوطنية، يدنو الهجوم إذا من الطلبة المهندسين وأصبح مصيرهم على المحك. يتطلب الولوج إلى المدارس الوطنية شروط صارمة (معدلات مرتفعة وانتقاء أولي وامتحانات…الخ)، فئات قليلة من الشباب تستطيع النفاذ إلى هذه المدارس التي تبلغ مدة الدراسة بها خمسة سنوات.
منذ بداية الموسم الدراسي الحالي وطلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية «ENSA ” يخوضون مقاطعة شاملة لدروس، احتجاجا على المرسوم الوزاري رقم 2.15.644 القاضي بتوحيد ودمج المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية والمدارس العليا للتكنولوجيا وكليات العلوم والتقنيات تحت مسمى ” البوليتكنيك”.
ينص المرسوم الوزاري الذي أعلنت عنه الحكومة يوم 8 غشت 2016، على إحداث حوالي 15 مدرسة “بوليتكنيك ” موزعة على 11 جامعة، حيث تغيب الأهداف الحقيقية من المرسوم إذ لا يشمل حيثيات وتفاصيل الدمج، ومدى تأثر المسار الدراسي والتكويني للطلبة المهندسين الذين يحصلون على دبلوم مهندس بعد خمس سنوات من الدراسة.
لكن غموض وعدم وضوح المرسوم الوزاري حول الدمج ترك تخوفا لدى الطلبة بعد نهاية المشوار التعليمي الطويل من حصولهم على شهادات تقنية، بدل شهادة مهندس دولة.
يأتي الهجوم على المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية في سياق خطة تقشف صارمة، تهدف إلى الحد من نفقات الدولة على التعليم العمومي وكافة الخدمات الاجتماعية، فالمناخ العام السائد بالبلد (تراجع حركة النضال) يسمح بالعصف بالمكتسبات التعليمة لأبناء الكادحين.
كذلك تفتح الدولة شهية المستثمرين أصحاب رؤوس الأموال عبر دمج كل تلك التخصصات بتوسيع قاعدة شغيلة مستقبلية موحدة التكوين وسهلة الاستغلال على الصعيد العالمي، بربط النظام التعليمي وتوحيده مع متطلبات السوق الدولية.
رد وزير التعليم العالي على نضالات الطلبة الرافضين للمرسوم، بكون المدارس الوطنية تعرف ضعف في التجهيزات والمعدات ونقصا في الأساتذة، لكن هذه الحجة مردودة عليه، إذ يتطلب الأمر إذا زيادة في ميزانية التعليم والبحث العلمي وفتح باب تشغيل الأساتذة عوض التضحية بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، ففي ذات التصريح للقناة الثانية يدافع وزير التعليم العالي عن تبعية المغرب لفرنسا حين أشار إلى التجربة الفرنسية القاضية بتوحيد المدارس الباريسية في إطار ” البوليتكنيك “.
إن ما يحدد سياسات الدولة هو املاءات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي من أجل رفع اليد عن الخدمات العمومية أي بالإجهاز على مكتسبات شعبية حصنت بالكفاح على مدى عقود.
ينضم الطلبة المهندسون أنفسهم في إطار مجموعات نضال محلية منضوية تحت لواء “التنسقية الوطنية لطلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية”، وتنسق فيما بينها على الصعيد النضالات الوطنية التي تخاض بشكل جماعي وموحد، (الوقفة الوطنية في الرباط يوم 30 شتنبر 2016)
يطالب الطلبة المهندسين بالإلغاء الفوري للمرسوم المشؤوم، الذي يقضي بالتضحية بالمسار المهني للأجيال الحالية والقادمة، ولازال نضالهم قائما بالمقاطعة الشاملة للدروس، إنه مسار كفاح يذكرنا بنضالات طلبة الطب وصمودهم أمام قانون ” الخدمة الإجبارية “.
إن دور النقابات العمالية جلي في مثل هذه المعارك، التعبئة وحشد التضامن نصرة للطلبة المهندسين مسؤولية آنية على وجه الاستعجال، كذلك للوقوف ضد رجال الأعمال والرأسماليين الكبار من أجل استقلالية المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية. التضامن مع الطلبة المهندسين واجب كل المناضلين العماليين بالدعم والمؤازرة الميدانيين والدفاع عن المدرسة العمومية إجمالا.
الرفيق أحمد
اقرأ أيضا