مزيد من الظلم الاجتماعي في أوتوروت المغرب
بطش بشغيلة الصيانة و الأمن الخاص
من أجل تشتيت العمال للتمكن من استغلالهم اشد استغلال، يعمد أرباب العمل إلى شركات السمسرة في اليد العاملة ، سواء الوساطة في التشغيل او المناولة. وهو ما يطبق بالشركة الوطنية للطرق السيارة، حيث ثمة فئة من العمال مرسمة، وفئات أخرى غير مرسمة، موزعة بين شركات مناولة: منها مستخدمو التحصيل بمحطات الأداء، ومنها شغيلة الصيانة و الأمن الخاص…
وقد سبق لفئات أن ناضلت من اجل الخروج من وضع هشاشة التشغيل، كان أبرزها الإضراب البطولي لمستخدمي محطات الأداء في العام 2012.
ويخوض حاليا قسم من عمال الصيانة و الامن الخاص نضالا منذ أكثر من أسبوعين بعد أن عمدت الشركة الوطنية للطرق السيارة إلى تغيير طريقة تشغيلهم. فقد كانوا يعملون طبقا لصفقات تجدد كل سنة أو سنتين عبر ما يسمى شركات المناولة. وقد كان هذا الوضع يفرض عليهم الخضوع لاستغلال فاحش حيث ينعدم الحد الادنى للأجور، وتتراكم مشاكل الضمان الاجتماعي، و لا يطبق القانون فيما يخص الساعات الإضافية، وهي الحالة التي توجد عليها أوضاع معظم عمال شركات المناولة.
ويضطر العمال إلى العمل في هذه الشروط السيئة بضغط من شبح البطالة. وهذا من أدوار البطالة في اقتصاد مكرس لخدمة أرباح الأقلية: دور ترويض المستخدمين و تحميل ما لا يطاق من استغلال وقهر.
ولم تكتف الشركة الوطنية للطرق السيارة بهذا الإضطهاد الذي يجعل العامل، وأسرته، يعيش وضع عدم استقرار، تحت تهديد دائم بالبطالة، فقامت مؤخرا بتغيير طريقة تشغيل عمال الصيانة، مستحدثة ما يسمى العمل بطلبات السند . تؤدي هذه الطريقة إلى وقوع قسم من العمال في البطالة. حيث يؤدي التناوب الاضطراري الى أن العامل لا يشتغل سوى زهاء 8 ايام في الشهر، علاوة على الفترة الفاصلة بين طلبات السند ، حيث يضطر العمال الى الانتظار في وضع بطالة مدة 20 يوما .
لقد بلغ قهر البشر الكادر مستويات خطيرة: كيف ستكون حياة هؤلاء العمال: إنه الجحيم فوق الارض. لكن مسيري المغرب لا يهمهم مصير ملايين ضحايا نظام الاستغلال الرأسمالي، ولهم في ذلك ما يشاؤون من مبررات، ليس آخرها ان شركة الطرق السيارة تعاني من عجز ومن صعوبات ، الخ المعزوفة المألوفة.
بلدنا المغرب ضحية نهب من طرف البرجوازيين المغاربة و اصدقائهم الأوربيين، عبر شركات متعددة الجنسية، وعبر السياسة الاستعمارية لصندوق النقد الدولي، وهذا ما يحول مزيدا ومزيدا من المغاربة إلى فقراء يقاتلون من اجل لقمة خبز مرة ، و حياة مفعمة بالخوف من المستقبل، ومن المرض و المعاناة.
هذا الوضع غير المقبول يرفضه العمال، ويناضلون بكل ما يستطيعون لفرض حد ادنى من الحقوق. وفعلا لا سبيل لتحسين الوضع سوى النضال. لا جدوى من انتظار رحمة البرجوازيين و الحاكمين. لهذا من واجب النقابيين، من مختلف المنظمات العمالية، أن يساندوا عمال الصيانة و الأمن الخاص المقهورين في الطرق السيارة، ومن واجب قيادة نقابة الاتحاد المغربي للشغل أن تنظم حملة تضامن واسعة معهم في هذا الصيف حيث يكتظ الاتوروت بمستعمليه. يجب فضح الاستغلال الفاحش للعمال. يجب تعرية الوجه القبيح للرأسمالية التي لا هم لها غير الأرباح، مسببة العذابات لملايين البشر. يجب استنهاض القوة العمالية بمزيد من التنظيم و التضامن، فبدون هذا ليس ثمة غير المزيد من القهر الطبقي المستور بدخان الأكاذيب الرسمية حول حقوق الإنسان و الديمقراطية،…
إن مغربا مغايرا ممكن بتضامننا ونضالنا، نعم قد نُهزم، وقد نتعثر، لكن لا حل آخر غير تقيم نضالنا و الاستفادة من دروسه، وبناء منظمات النضال بديمقراطية وكفاحية ضد البرجوازيين ودولتهم، والمتعاونين معهم من سماسرة العمل النقابي.
إن النجاحات الجزئية و الخطوات الناجحة كالتي حققها طلاب الطب والاساتدة المتدربين، و العديد من القطاعات العمالية، هي المثال الذي يجب أن يُقتدى ويُعمم.
لا لقهر عمال الصيانة و الأمن الخاص بالطرق السيارة
لا لتشغيلهم بطلبات السند
كلنا معهم من أجل ارجاع المطرودين وضمان عمل وحياة لائقين
مزيدا من التضامن حتى النصر
أكادير مراسل جريدة المناضل-ة
اقرأ أيضا