المعطلون في كلميم نضالات في مواجهة القمع والتضييق
أجرت جريدة المناضل-ة حوارا مع الحسين بوحريكة أحد مناضلي التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين في مدينة كلميم للوقوف على أخر المستجدات النضالية المتعلقة بكفاحات هذا الإطار من أجل التشغيل وكذلك من أجل كشف حقيقة استشهاد إبراهيم صيكا.
وفي مايلي نص الحوار
- متى تأسس التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين وماهي أهم الفئات المكونة له؟
- تأسس التنسيق في أواخر سنة 2015 وهي تجربة جاءت لجمع شتات المعطلين بمختلف شواهدهم الجامعية والتقنية، مع العلم أن التنسيق الميداني جاء في سياق حراك المعطلين في مختلف المداشر الصحراوية، الذين شكلوا تنسيقيات ميدانية للمعطلين الصحراويين ومن هنا جاءت التسمية. وهدفنا من هذا الإطار هو جمع المعطلين بجميع فئاتهم من حملة الشواهد سواء كانت جامعية أو تقنية.
- ما هو الملف المطلبي الذي تناضلون من أجله؟
- ملفنا هو التشغيل المباشر والفوري في أسلاك الوظيفة العمومية، ونعتبر ذلك حق لنا في منطقة مهمشة كانت الدولة هي المستثمر الوحيد فيها وترفض استثمارات خاصة أو أجنبية، وتعمل الدولة على معالجة الملفات الاجتماعية بالمقاربة الأمنية.
- ما هي أهم المحطات النضالية التي خاضها التنسيق؟
- التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين هو امتداد لحركة المعطلين وأبرزها هي: تنسيقية الأطر العليا المعطلة وحركة معطلو كليميم وتنسيقية معطلو كليميم وأحرار معطلو كليميم ومجموعة الشيلة للمجازين الصحراويين. كل هذه الإطارات كانت تناضل منذ أواخر سنة 2010 من أجل التشغيل، وجاءت فترة سنة 2015 التي نعتبرها مرحلة تراجع حركة المعطلين إلى أن ظهر من جديد التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين ليقود كفاحات المعطلين بالمنطقة.
- كيف تعاملت الدولة مع نضالاتكم؟
- منذ بداية التأسيس كانت السلطات المحلية ترفض الحوار مع التنسيق الميداني فيما يخص مطالبهم العادلة وعلى رأسها التشغيل رغم وضعنا طلبات من أجل فتح حوار. وكانت الولاية دائما ترفض الجلوس إلى طاولة الحوار. والطرف الوحيد الذي دخل معنا في حوار هي الجهة. وفي كل مرة يقول رئيس الجهة أن الحوار مفتوح دائما ولكن اتضح بأن الجهة لا تملك أي حلول لقضية التشغيل.
- ماهي مواقف المنتخبين من قضية تشغيل المعطلين؟ وكيف تعاملوا مع مطالبكم؟
المنتخبون بشكل عام بعيدون كل البعد علىأن يهتموا بقضية المعطلين، ما يسمى بالأغلبية أو ما يسمى بالمعارضة لم يستدعوا المعطلين لأي حوار أو نقاش حول ملفنا، وكما قلت بعيدون عن ملفنا كليا ويتجاهلون واقع البطالة في المنطقة التي تسجل بها أكبر نسب البطالة في المغرب.
- هل هناك تضامن مع نضالات سواء من قبل الإطارات أو تعاطف الساكنة؟
- طبعا هناك تضامن معنا وأبرز المتضامنين هم الأحزاب التقدمية والنقابات والجمعيات المحلية وهناك تعاطف الساكنة معنا كذلك، لاسيما في الوقفات الاحتجاجية التي ننظمها في الأحياء الشعبية التي تشارك معنا بعض شرائحها. وحدث مرة أن تدخل أب لمعطلين حيث تكلم عن أوضاع أبنائه المعطلين الذين أفنوا حياتهم على مقاعد الدراسة ولم تعد بإمكانهم فرص عمل في مجالات أخرى. كما نحظى بتعاطف عائلات المعطلين بشكل كبير.
- ما هي حيثيات اعتقال إبراهيم صيكا واستشهاده؟
- جرى اعتقال الشهيد على خلفية نيته المشاركة في وقفة سلمية يوم الجمعة 1 أبريل سنة 2016 حيث دعا إليها التنسيق الميداني بشارع الشهيد إبراهيمصيكا (شارع المختار السوسي سابقا) على الساعة الخامسة والنصف مساءا. وهي الخطوة التي جاءت في وقت إعلان التنسيق انفتاحه على الأحياء الشعبية للتعريف بالبطالة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الاستقرار، واعتقال الرفيق الشهيد إبراهيم صيكا كان برفقة رفيقين آخرين هما لمهابا الدرعي ومصطفى برباش. هذين الأخيرين تم إبعادهما من المكان بواسطة الدفع والسب والشتم في حين تم تصفيد الشهيد إبراهيم واقتحام بيت عائلته الذي لا يبعد إلا أمتار قليلة عن مكان الاعتقال. وواقعة اقتحام البيت لم يتم ذكرها في المحضر الملفق للشهيد. هذا المحضر الغريب الذي فيه توقيت الاعتقال في الخامسة والنصف مساءا والشهادة الطبية المسلمة للشرطي الذي ادعى بأن إبراهيم صيكا اعتدى عليه سلمت له على الساعة الخامسة مساءا. وهنا يظهر الفرق بين التوقيت الذي اعتقل فيه الشهيد والشهادة الطبية المسلمة للشرطي. وهذا يبين أن الشهادة الطبية كانت جاهزة ما يوضح أن الملف كان كذلك جاهزا ويؤكد على أن هذا الاعتقال تعسفي وسياسي يهدف إلى إخراس صوت الرفيق صيكا إبراهيم الذي كان ناشط إعلامي وحقوقي وأيضا كان مناضلا ومتضامنا مع الحركات الاحتجاجية المختلفة.
- لوحظ مؤخرا اقتصار نضالات التنسيق الميداني حول ملف الشهيد صيكا ابرهيم، كيف تفسرون الأمر؟
- بداية ملف الشهيد ليس ملف المعطلين وحدهم بل هو ملف كل الأحرار حيث لقي تضامنا كبيرا سواء في كلميم وفي كل المداشر الصحراوية وفي مدن الداخل وفي بعض البلدان الأوربية وأمريكا وفي بلدان عربية وإفريقية عدة، أي أن هناك تبني واسع للملف ونضالنا على الملف جاء لكون الشهيد أحد القيادات البارزة في التنسيق الميداني ولا يمكن تجاوز هذا الملف والتركيز على أشياء أخرى إلا عند ظهور حقيقة استشهاد إبراهيم ونناضل على مطلب الشغل كحق لا يمكن تجاوزه.
- هل تسعون إلى تنسيق نضالات كل المعطلين بالمنطقة وباقي المدن؟
- من النقاشات الدائرة بين مختلف مناضلي التنسيق هي مسألة وحدة النضالات الجهوية وعلى مستوى الجهات الثلاث وفي هذا الإطار تم تشكيل لجنة نقاش جهوي مع التنسيقيات المحلية بكل من افني وطانطان وأسا. وفي مرحلة ثانية الدخول في نقاش مع التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين في مدينة العيون لكي يشمل في محطة أخيرة الجهات الثلاث بهدف إعطاء زخم أكبر لملفنا.
شارك المقالة
اقرأ أيضا