إيران: أمير أميرقلي معتقل يساري مضرب عن الطعام
تشهد الحالة الصحية لأمير أميرقولي، الناشط الطلابي الإيراني السابق والمعتقل حاليا في الجناح 8 بسجن إفين شمال غرب طهران، تدهورا محرجا بعد أن أضرب عن الطعام منذ يوم السبت 9 أبريل من هذا العام(15 يوما) حسب وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان في إيران، وذلك احتجاجا على الظروف السيئة والضغوط اللا إنسانية التي يعيشها في السجن وضدا على عدم مراعاة مبدأ فصل المعتقلين السياسيين عن معتقلي الحق العام.
ويعاني المعتقل من هبوط ضغط الدم وضعف شديد في حين أن المسؤولين لم يعيروه أدنى اهتمام ولم يُتّخذ أي إجراء بعد تجاه مطالبه.
أمير أميرقولي مناضل يساري وناشط طلابي سابق، حكم عليه يوم 24 فبراير من هذه السنة ب 21 عاما سجنا في الفرع 15 للمحكمة الثورية في طهران برئاسة القاضي صلواتي أو الجلاد كما يسميه النشطاء الإيرانيون، حيث وجهت له تهم كثيرة كازدراء الدين وإهانة المرشد الأعلى والحشد والتواطؤ من أجل القيام ضد الأمن القومي والإخلال بالنظام العام من خلال مشاركته في التجمعات والتحريض ضد النظام…
وقد اعتقل أمير أميرقولي المعروف بدفاعه عن حقوق الأطفال يوم 1 دجنبر 2014 بسبب تعبئته ودعمه «كوباني» الكردية، ليزج به في السجن الانفرادي حوالي شهرين في الجناح 209 بسجن إفين الذي يشتهر باحتجازه للمعتقلين السياسيين، تحت الاستنطاق والضغط، ليتم نقله بعد ذلك الى الجناح 8 في نفس السجن حيث قضى أزيد من عام قبل النطق عليه بالحكم، أما بالنسبة لادعاءات الازدراء وإهانة المرشد الأعلى، حسب ما صرح به أحد أقربائه لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان بإيران، فكانت بسبب ما ينشره على حسابه الشخصي على الفايسبوك.
وقد اعتقل سابقا بسبب نشاطه السياسي والطلابي شتنبر 2008، ليطرد لاحقا من جامعة آزاد بمدينة قزوين التي كان يدرس فيها بشعبة الإدارة الصناعية.
أكيد أن الحكم عليه هذه المدة المبالغ فيها جدا هو كي يتم اخراسه وإبعاده عن الجماهير والميادين، ولعل إهماله وعدم الاستجابة لمطالبه وهو مضرب عن الطعام ويعاني من مشاكل صحية لهو دليل على أن النظام الايراني يود التخلص منه بشكل نهائي، عن طريق تركه يموت أو تعذيبه حتى الموت كما فعل سابقا مع معتقلين آخرين كالمناضل العمالي المعارض “شاهروخ زماني” شهر شتنبر من العام الماضي.
النظام الايراني يسعى لإخراس كل الأصوات الحرة والمعارضة المنادية بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وبالخصوص الأصوات الاشتراكية والشيوعية فهي كابوس بالنسبة لنظام الملالي، ويعد أمير أميرقلي واحدا من هذه الأصوات، والذي يرفض الخنوع ولا يتردد في قول لا في وجه الديكتاتورية والمتشبث بتحرر الطبقة العاملة، هذا ما تعكسه الرسالة الأخيرة التي أرسلها من داخل السجن: “نحن الشيوعيون لن نسكت ولن نتغاضى الطرف عن المضطهدِين الذين يستغلون العمال… نحن الجيل الجديد سنستمر في النضال ضد الديكتاتوريين كالأجيال السابقة التي ماتت من أجل الحرية والديمقراطية”. وفي رسالة أخرى سابقة مشتركة مع معتقل سياسي آخر بمناسبة الانتخابات، حيث دعيا فيها الشعب الايراني الى مقاطعتها لكونها وسيلة للاحتفاظ بالأقلية الحاكمة المتمتعة بالمصادر والمصالح الاقتصادية والتي لابد أن تصارع بقية الشعب. إنها رسالة تدل على مدى تعلقه بشعبه رغم اعتقاله.
إن عدم استجابة المسؤولين لمطالب أميرقولي المضرب عن الطعام وإهماله وعدم التدخل لإنقاذ حياته، لعار على جبين الدولة الايرانية.
إننا ننقل هذا الخبر كي يتعرف الثوريون-ات المغاربة على هذا المناضل وعلى معركته، تنديدا بما يطاله من تهميش وتعبيرا عن التضامن معه ومع كل المعتقلين السياسيين المعارضين الذين تعج بهم السجون الإيرانية، إيمانا منا بمبدأ “أينما وجد الظلم فذاك هو وطننا”. لكن كذلك لفضح تجاوزات النظام الايراني وانتهاكاته لحقوق الانسان داخل إيران وخارجها.
الحرية لأمير علي قولي وكافة الأصوات الحرة في إيران !
الحرية لكافة المعتقلين-ات السياسيين-ات في العالم !
عاش التضامن الأممي !
ح.فه
24/04/2016
اقرأ أيضا