هيثم محمدين: اعتقال صوت شباب الثورة
رعب وخوف يدب في نفوس العسكر الحاكم بمصر تحت إمرة الديكتاتور عبد الفتاح السيسي سفاح الثورة المضادة.
فمنذ إعلان الشباب المصري رفضه واستنكاره الشديدين بيع جزء من الأراضي المصرية “تيران وصنافير” إلى أمراء المملكة السعودية، وخروجهم في مظاهرات حاشدة أحيت من جديد الحماسة الثورية والجرأة على الوقوف أمام استبداد ديكتاتورية المجلس العسكري قائد الثورة المضادة والمتواطئين معه
لقد دفع رفض تسليم الأراضي المصرية وانهيار الجنيه المصري وتبعات ذلك المعيشية، واشتداد القبضة البوليسية المجنونة والفضائح المتلاحقة للديكتاتورية العسكرية في القتل والقمع والتضييق على الحريات… قسما من الشباب المسيس إلى الإعلان عن مبادرات تحرك ميداني على الأرض.
هكذا خرجت مظاهرات يوم الجمعة الماضي في تحد بطولي لقانون منع التظاهر الذي سجنت بموجبه رفيقتنا “ماهينور المصري” عضو فصيل الثورة “الاشتراكيون الثوريون”.
عادت الجموع للاحتشاد الجماهيري لتذكر الكل أن الثورة باقية، وحية في الأعماق تنتظر فرصة للنهوض من انكسارها المؤقت.
صدحت الجموع ملئ الحناجر وكان أحد روافد الثورة المصرية يسلك مجراه الطبيعي من جديد ولو ببطء. تململ الشباب هذا خلف موجة سخط في معسكر الثورة المضادة فانطلق بسعي محموم لإيقاف انطلاق القطار مدركا أن انطلاقه هذه المرة لن توقفه آلة القمع كما في السابق.
بدأت الاعتقالات في صفوف الداعين للحراك المرتقب يوم 25 أبريل احتجاجا على بيع جزيرتي تيران وصنافير للملك السعودي القائد الرئيس للثورة المضادة المصرية وراعي مجرمي المؤسسة العسكرية وممول رصاصهم القاتل.
من بين من اعتقل اليوم الجمعة 22 أبريل رفيقينا “هيثم محمدين” أحد أشد المعارضين الجذريين لسياسة السفاح العسكري وأحد المنادين بالثورة عليه منذ أول يوم من انقلابه الدموي.
يأتي اعتقال هيثم محمدين في سياق الأزمة الخانقة للنظام المصري ورعبه الشديد من انتفاضة وشيكة تقضي عليه وعلى من ولاه، وينتظر النظام من الاعتقالات وقف زحف الشباب الثائر وأكيد أنه رجاء مستحيل.
هيثم محمدين مناضل ماركسي ثوري، مشهود له بالروح القتالية الثورية في الساحات والميادين مع أقرانه من الشباب ومحفزا لإرادتهم بالنصر ومحرضا للجماهير بشعاراته الثورية وقائدا للخطوات النضالية الصغيرة قبل الكبيرة مدفوعا بأمل فتح ثغرة في سور الديكتاتورية الصلب لينفذ منها ألاف المضطهدين نحو النصر.
هيثم محمدين محامي عمالي متفرغ للدفاع عن قضايا المقهورين والمضطهدين والعمال حاملا مشعل نصرة الكادحين والوقوف في صفهم ضد أرباب العمل، علاوة على أنه أحد محاميي الشهيد “خالد سعيد” الذي عذبته أجهزة مباحث أمن الدولة حتى الموت.
اعتقال هيثم محمدين هو اعتقال أحد أصوات الثورة الهادر الذي يحظى بصدقية لدى الشباب والحركات الثورية في مصر هو كذلك علامة بارزة على ما يخالج الحاكمين من يأس ورعب من القادم في المستقبل القريب من اقتحام جماعي للساحات والميادين في ثورة مصرية ظافرة تلوح أمارات انطلاقها في الأفق.
قبل اعتقال الرفيق هيثم محمد عضو حركة الاشتراكيون الثوريون، تم اختطاف المناضل “طاهر مختار” أحد الماركسيين الثوريين الشباب لما قام به من نشاط ثوري في نقابة الأطباء. لن يوقف سجن كل هؤلاء وغيرهم من الشباب الثائر مسيرة الأجيال الشابة الرافضة للظلم ولن يوقف عزيمة المضطهدين نحو الثورة والتحرر من أغلال ومصائب السيسي والمجلس العسكري ومماليك الخليج من ورائهم.
إطلاق سراح هيثم محمدين وطاهر مختار ومهينور المصري وكل الشباب الثائر مطلب فوري لا ينفصل عن مطالب العدالة الاجتماعية وإسقاط النظام.
الحرية للمعتقلين السياسيين في سجون العسكر
ثريا مقدام
اقرأ أيضا