بيان مناهضي-ات الرأسمالية، بصدد النتائج الانتخابية ل 20 دجنبر. لنحتفل بالتقدم الانتخابي، لكن فلنستعد لمتابعة النضال من أجل القطيعة. و لنستمر في معركتنا.
لقد تم التعبير اليوم عبر الصناديق عن رفض سياسات التقشف والاعتداء على مكتسبات الطبقات المأجورة، وهو الرفض الذي انطلق منذ نضالات15 حركة ماي(حركة الناقمين-ات). إنه إذن تعبير جلي عن أن الكثير من الناس يستسلموا، وأن هناك قاعدة اجتماعية واسعة للاستمرار في العمل من أجل تغيير سياسي و اجتماعي جذري، يحسم مع فوضى البنوك، مع الاستغلال ومع هشاشة الشغل، مع العنف الذكوري ومع حرمان الشعوب من تقرير المصير، و مع الإبادة البيئية…
تصدر الحزب الشعبي (ح . ش) الانتخابات بعدد الاصوات لكنه عانى من تراجع في عدد المقاعد، مما يوضح بجلاء أن الغالبية الاجتماعية ترغب في تواجدهم خارجا، ولا تريد أن يستمر حزب Barcenas و Gürtel في الحكم (حالتين استغل فيهما ح.ش تواجده في الحكم لتوظيف محسوبين عليه).
إن الفساد والحكم لصالح الأغنياء ضد الطبقات العاملة يتم دفع ثمنهما. فها هو ذا الخبر الجديد: تغيير الجديد، توزيع برلماني جديد، واحتجاج اجتماعي.
لم يسقط بعد حزب العمال الاشتراكي الاسباني (ح.ع.ش.س) في بالوعات الصرف الصحي، وهذا خبر ليس بالجيد. إذ عرف تراجعا في الأصوات و المقاعد، لكن مقاومته هي كذلك دليل على حدود سيرورة التغيير، فبدون تعبئة من الصعب جرف هذا الحزب. والتحدي الذي ينتظرنا يكمن في أن التخلص من ح.ش ليس بشرعنة تواجد ح.ع.ش.س ، والذي ما هو إلا “يسار” يطبق السياسات النيوليبرالية ،و لطالما حكم لصالح النخب.
لقد برزت ظاهرة Ciudadanos (مواطنون) بمستوى أقل من المتوقع، فمركزه الرابع في الانتخابات هو بمثابة تذكير بأن الناس تفضل الأصلي على النسخة، و أن المركز، في ظروف التقاطب السياسي هاته، يعاني من صعوبات حقيقية كي يتطور. لأن برنامجه الذي هو نتاج القوات المسلحة و المختبرات النيوليبرالية، لم يتمكن من أن يصير بديلا للثنائية الحزبية.
فيما يخص مرجعيتنا الانتخابية، بوديموس و إلتقاءاتها ،ظللنا في المركز الثالث: تدفق مهم في الأصوات ،محَصّلين النّقَم المتراكم عن حركة 15 ماي و عن دورة النضالات السابقة، وعن السخط على السياسات التقشفية و عن عدم الرضى عن أحزاب اليسار التقليدي. و لا يفوتنا أن نوضح أنه في كاطالونيا عبر الناخبون عن توجههم لصالح حق تقرير المصير.
لدينا مبررات للاحتفال بالنتيجة، لكن من الضروري أن نتهيأ منذ هذه اللحظة للغذ، بعيدا عن رقصة الاتفاقات والتحالفات الممكنة .فالترويكا سترغب في تنزيل تقشفات أكثر تحكم من يحكم ، والفوضى ستستمر و سيظل الرأسمال محافظا على أسسه منيعة :هذا هو الصراع الذي ينتظرنا و لذلك علينا التقوي من الأسفل ( مع رفاق-ات آخرين-ات، من قبيل مناضلي الوحدة الشعبية ) ،و ذلك في جميع الأرضيات و الميادين. لقد انغلقت الصناديق، فليستمر الصراع الطبقي.
يفتح اللّاستقرار المؤسساتي، الناتج عن هذه الانتخابات، إمكانيات جديدة. حتى بالنسبة للناس الذين يراهنون علينا، فالتغيير السياسي لا ينتهي عند مرحلة معينة، إنما بثورة ديموقراطية تُمكّن الشعوب من التقرير الحر، و المواطنين من المشاركة في القرارات، مما يستدعِ العمل من أجل البدء في سيرورات دستورية جديدة. ثورة ديموقراطية تٌسائِل التوزيع الحالي للثروات ،و العلاقات الاقتصادية و التّملّكية، و تضمن المِلكية و الرقابة العمومية الديموقراطية لمصادر الطاقة و التمويل. ثورة ديموقراطية تطمح لتشييد مجتمع حر من القمع و الاستغلال.
لنحتفل بالتقدم الانتخابي، لكن فلنستعد لمتابعة النضال من أجل القطيعة. و لنستمر في معركتنا.
مناهضي-ات الرأسمالية-إسبانيا ،21 ديسمبر 2015
التعريب من الإسبانية القشتالية-جريدة المناضل-ة.
اقرأ أيضا