الإبادة الجماعية في غزة: حياة النساء في مرمى النيران

النساء8 مارس، 2025

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2025، نعرض في ما يلي تسليط ضوء على تقرير مؤثر حول تأثير الإبادة الجماعية التي وقعت خلال الستة عشر شهرًا الماضية على النساء الفلسطينيات.

صدر تقرير قوي عن مركز الميزان لحقوق الإنسان بعنوان “تدهور الأوضاع الصحية والمعاشية في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية وانعكاسها على الصحة الإنجابية للنساء”. يلخص التقرير (مرفق للتحميل) الأشهر الستة عشر من حرب إسرائيل على غزة وعواقبها على صحة 50000 امرأة حامل وعلى حياتهن.

يقوم التقرير “بفحص دقيق للتعطيل شبه التام للرعاية الصحية للأمهات الناجم مباشرة عن تدمير إسرائيل للمستشفيات والعيادات والصيدليات، المفاقَم بسبب نقص الإمدادات الطبية والمعدات والكهرباء… وتشمل الموضوعات المتناولة العواقب الكارثية لسوء التغذية على النساء الحوامل وما بعد الولادة، وارتفاع عدد الولادات المبكرة، والمصاعب المرتبطة بعملية الولادة في أثناء إبادة جماعية”.

التفاصيل مستمدة من شهادات مباشرة وملاحظات خبراء ومقابلات و”تجارب حية لمِلاَك مركز الميزان النسائي في غزة اللاتي عانين من هذه الظروف ووثقنها”.

من الشهادات ما أدلت به تهاني عبد الرحمن، عمرها 40 عاماً، أم من مخيم جباليا للاجئين المدمَّر حالياً، والتي عانت من حمل رحوي (ورم ينشأ في الرحم نتيجة حمل غير قابل للحياة) ما أدى إلى ألم شديد “أسوأ من المخاض” وعملية جراحية في مستشفى العودة في غرفة محطمة النوافذ. وعند انتكاس، اضطرت لعملية جراحية طارئة إضافية دون تخدير. وبرغم العلاج الكيميائي، ونقص الإفادة من المكملات الغذائية، ومن فحص الرنين المغناطيسي الذي كانت بحاجة ماسة إليه، تقول “أعاني من دوخة وفقر دم وضعف”. “تواصل صحتي التدهور، ولا أعرف ما يخبئه لي المستقبل”.

ظروف قاسية

يعرض التقرير حالات نساء يلدن في ظروف خطيرة على حياتهن، ويخضعن لعمليات قيصرية دون تخدير، ويضعن مواليدهن في خيام مفترة إلى “المعدات الطبية الأساسية والظروف الصحية ومنتجات النظافة والخصوصية”.

تقول الدكتورة تغريد الأموي، طبيبة التوليد وأمراض النساء في مستشفى كمال عدوان – الذي اختطفت القوات الإسرائيلية مديره حسام أبو صفية عندما دمرته:

“قدمت رعاية طبية لنساء حوامل في المدرسة التي لجأت إليها بعد تدمير منزلي”، معتمدة “الأدوات الأساسية القليلة التي تمكنت من حملها معي… اضطر العديدُ من النساء الحوامل إلى السير على الأقدام إلى النقطة الطبية للولادة، لأن حركة سيارات الإسعاف ممنوعة بعد الساعة السابعة مساءً. وقد أصيبَ بعض النساء في الطريق”.

ما يثير الدهشة هو الظروف التي لا توصف التي تواجهها النساء من حيث البنية التحتية الطبية المدمَّرة، وإصرار الطواقم الطبية على مواصلة العمل دون اعتبار لسلامتها – وهو مؤشر آخر على فشل إسرائيل في تدمير إرادة المجتمع في البقاء على قيد الحياة.

ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حتى يناير 2025، تعاني حوالي 46300 امرأة حامل في غزة من الجوع الشديد، في حين قدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة (www.unwomen.org) أن 557000 امرأة عانت من انعدام الأمن الغذائي الشديد.

“يتسبب سوء التغذية في فقدان مزيد من النساء وزنا أثناء الحمل، ما يشكل مخاطرا جسيمة على صحة الأمهات وأطفالهن المنتظَرين وبقائهم على قيد الحياة. يولد العديد من المواليد الجدد بوزن أقل من 2.5 كيلوغرام (ستة أرطال)… وتسلط هذه المؤشرات الضوء على التأثير الحاد لسوء التغذية على صحة الأمهات والرضع في غزة”.

ويطالب التقرير بتدخل دولي لتحقيق الأهداف التالية:

– إنهاء الأعمال العدائية، ورفع الحصار عن غزة، واستعادة حرية الحركة ووصول المساعدات الإنسانية؛

– حماية مرافق الرعاية الصحية وضمان قدرتها على تقديم الرعاية دون تدخل أو استهداف؛

– ضمان الوصول الإنساني للإمدادات الطبية والموارد الأساسية الأخرى للنساء والأطفال حديثي الولادة؛

– استعادة الخدمات الأساسية من كهرباء ووقود ومياه للمستشفيات والعيادات؛

– إنفاذ القانون الدولي على النحو الذي أوصت به محكمة العدل الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية؛

– توسيع نطاق المناصرة والمراقبة من قبل هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتوثيق الانتهاكات؛

– دعم التعافي طويل الأجل للبنية التحتية للرعاية الصحية في غزة، والدعم المستدام لرعاية الأمومة والإنجاب، وبرامج معالجة الصدمات النفسية التي تواجهها النساء في غزة.

مصدر: https://anticapitalistresistance.org/the-gaza-genocide-womens-lives-in-the-crosshairs/

التقرير للتحميل: تقرير الصحة الإنجابية للنساء في قطاع غزة 

شارك المقالة

اقرأ أيضا