تنسيقة التعاقد المفروض: بعد سبع سنوات من النضال (حوار مع سهام المقريني)

يفصلنا أقل من شهر على ذكرى تأسيس التنسيقية الوطنية للأساتذة- ات وأطر الدعم المفروض عليهم التعاقد، سيع سنوات من نضال مجيد بمكاسبه وانكساراته. للوقوف على حال ومآل هذا الإطار المناضل، أجرى موقع المناضل- ة حوار مع سهام المقريني، عضو سابق في المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للمفروض عليهم- هن التعاقد و كاتبة إقليمية للجامعة الوطنية للتعليم- التوجه الديمقراطي إقليم الدريوش.

1* ما السياق الذي تأسست فيه التنسيقية الوطنية للمفروض عليهم- هن التعاقد؟ (المقصود هنا: أ) السياق السياسي لفرض مخطط التعاقد؛ و2) الوضع النقابي الذي أدى إلى ظهورها خارج الهياكل النقابية التقليدية).
إن السياق العام العام لفرض مخطط التعاقد هو سياق الإجهاز على مكتسبات الشعوب طوال الفترة التي امتدت على الأقل منذ السقوط الفعلي للاتحاد السوفياتي وما تلاه من تراجع لحركة التحرر، بالإضافة إلى الإجهاض الذي طال انتفاضة 20 فبراير 2011 التي تحل علينا ذكراه هذا الأسبوع، والذي جعل الطريق مفتوحا أمام النظام لتنزيل مخطط الإجهاز على الوظيفة العمومية خاصة وسيادة الخط البيروقراطي داخل الإطارات النقابية؛ الشيء الذي أدرك معه مناضلو- ات التنسيقية الوطنية صعوبة القيام بمهام النضال ضد هذا المخطط من داخل الإطارات النقابية. فكان الحل هو تأسيس التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد في استلهام ضمني لتجربة التنسيقيات خاصة تنسيقية الأستاذة المتدربين (فوج الكرامة) موسم 2015/ 2016.
2* ما الإضافة النوعية التي أضافتها التنسيقية إلى نضال شغيلة التعليم؟
أسهمت الممارسة النضالية التي بصمت عليها تنسيقية المفروض عليهم التعاقد، على الرغم من علاتها، في:
– إعادة الثقة في النضال و ضرورته لتحقيق المطالب وتحصين المكتسبات؛
– إعادة القرار لجماهير الشغيلة لتقرير مصيرها من خلال الجموع العامة الموسعة والدورية مما شكل إحياء للتقاليد العمالية الصرفة؛
– إبراز البعد الكفاحي لنضال الشغيلة من خلال القدرة على الصمود في إضرابات طويلة المدى؛
– المزاوجة بين النضال الميداني والفكري من خلال عديد الإصدارات والكتابات التي قام بها مناضلو- ات التنسيقية؛
– السعي الدائم والمتواصل لدمج نضال الشغيلة في سيرورة نضال الطبقة العاملة.
3* منذ سنوات هناك موجة التحاقات للمفروض عليهم- هن التعاقد بالنقابات. كيف يمكن أن يساهم هذا الالتحاق في تطوير العمل النقابي؟
إن التحاق المفروض عليهم التعاقد بالنقابات لم يكن وليد لحظة معينة لكي نتحدث عن «موجة»، وعموما يمكن لهذا الالتحاق أن يعزز مكانة العمل النقابي والإطارات النقابية، من خلال انخراطهم في هياكلها التنظيمية – خصوصا وأننا نتحدث عن طاقات راكمت خبرات وتجارب مهمة- وأيضا عبر تسليط الضوء على بعض القضايا التي قد تعاني منها فئة الأساتذة والأستاذات ما بعد 2016 والتي تشكل قاعدة لا يستهان بها.
4* هل ترين أن للتنسيقية مستقبلا بعد تمرير النظام الأساسي الجديد؟
بالنظر إلى السياق العام الذي انبثقت منه التنسيقية، وإلى الأرضية التي شكلت مطالبها، التي ما تزال عالقة وإدانة الأساتذة والأستاذات، وإلى مجريات الحوار الإجتماعي الذي تعتبر النقابات إحدى الفاعلين فيه أعتقد أنه من الممكن أن تنبلج في الأفق بوادر للتنسيقيات على الرغم من الحصار القانوني المرتقب فرضه.

شارك المقالة

اقرأ أيضا