بقلم- ماسين

شهدت الساحة الجامعية بجامعة فاس وملحقاتها دينامية نضالية منذ بداية الموسم الجامعي 2024- 2025،حيث خاض الطلبة- ات معارك نضالية استمرت أكثر من أربعة أشهر، شهدت وقفات ومسيرات ومعتصمات وحوارات تفاوضية، كما تعرضت للقمع.

أسباب الاحتجاج
تراكمت لعدة مواسم مجموعة من الإشكالات التي يعاني منها الطلاب- ات خاصة مع المخطط البيداغوجي الجديد، مثلتسجيل وإعادةتسجيل الطلبة، إضافة الوحدات، تفريغ الوحدات وتحيينها، إغلاق مرافق الكلية من مكتبة وملاعب، وضعية النقل الجامعي، السكن الجامعي، المطعم الجامعي، المنح … إلخ.تراكمت هذه المشاكل منذ موسم 2018/2019 بعد عدة معارك نضالية في الموسم الذي سبقه (إضراب عن الطعام دام 40 يوما، مقاطعة شاملة للامتحانات…) انتهت بحوار خلص الى بناء حي جامعي للطالبات بالقرب من المركب الجامعي ظهر مهراز (منطقة ويسلان) بطاقة استيعابية 1600 سرير، توفير خطوط النقل المباشر بين الأحياء السكنية للطلبة- ات والمركبات الجامعية مع تجويد خدماته، بناء مكتبات من داخل الحي الجامعي، توفير سيارة إسعاف من داخل الحي الجامعي. إلا ان هذه النتائج تم التراجع عنها، فتوقفتأشغال في بناء الحي الجامعي بـ»وسلان» خلال جائحة كورونا، وشركة النقل وتراجعت جماعة فاس عن تنزيل خطوط النقل المباشرة، حيث استغت الدولة جائحة كورونا سياسيا لتُجْهِز على مكتسبات الحركة الطلابية بفاس: تسقيف عدد الطلبة- ات المستفدين- ات من المطعم الجامعي، والتراجع عن كل الوعود المقدمة سلفا، والإجهاز على منح.
مطالب الحراك الطلابي
تتعدد المطالب المحركة التي دفعت بالطلبة/ات للاحتجاج على مدى أشهر وهي كما سلف الذكر مرتبطة بسنوات مضت، منها الشق البيداغوجي، المرتبط أساسا بالتعديلات والتغيرات الحاصلة في البنية التكوينية مع ما يسمى إجازات التميز، حيث خلف هذا التغير حالات عالقة للطبلة خاصة ما يسمى إعادة تفريغ الطلبة القدامى في الاجازات الجديدة، بما فيه من حيف وكذا ظلم في بعض الوحدات مما يضطر البعض لتكرار الوحدات مجددا. لذلك يطالبون بإخراج اللوائح وتحيين وضعية المتضررين- ات، إضافة لمشكل عدم تمكن الطلبة من التسجيل أو إعادة التسجيل، والمطالبة بتمكين الطلبة- ات من حقهم- ات في التسجيل ومتابعة الدراسة. إضافة لمجموعة من المطالب الأخرى يمكن اجمالها فيم يلي:
فتح اعادة التسجيل، التسجيل القبلي،اعادة التسجيل بعد الانقطاع،التسجيل ببكالوريا ما قبل 2019، “النظام البيداغوجي الجديد”، التفويج ، التفريغ؛
توفير الاطعام الجامعي؛
تمديد فترة التسجيل بالمطعم الجامعي بالنسبة لجميع لطلبة غير القاطنين بالحي الجامعي؛
توفير ممرض للمستوصف بالأحياء الجامعية؛
تجويد وزيادة الإنارة ليلا؛
توفير الستائر للغرف والحمامات؛
تعجيل بإسكان الطالبات بالحي الجامعي؛
فتح المرافق الحيوية (المطعم الجامعي، المقصف، الدكان…)؛
وقف معاناة الطلبة/ ات مع النقل الجامعي.
أشكال التقرير والاحتجاج
من أجل تدبير وتسيير معركتهم- هن النضالية يعتمد الطلاب- ات علىحلقات تفاعلية للنقاش لها صفة التقرير وتنزيل الخطوات المتفق عليها، ويتم ذلك في نهاية كل خطوة نضالية ، بحيث يتم تحيين المعطيات وتحديد الخطوات وآفاق المعركة، وضافة من داخلها يتمم انتخاب لجان الحوار مع المسؤولين.
اشكال الاحتجاج الطلابي
لتنزيل مخرجات النقاشات القريرية على مستوى الاحياء الجامعية الكليات، وحتى لا يدب الملل لصفوف المحتجيين- ات، وكذلك حتى لا يتم إنهاك قواهم- هن، أعطت فالنقاشات التفاعليةأكلها بتسطير مجموعة من الاشكال النضالية المتنوعة والإبداعية وذات التدرج الذي يواكب قدرات وتفاوتات الطلبة واقتناعاتهم/ هن النضالية حول مطالبهم/هن:
جرت المزاوجة بين المبيت الليلي داخل إدارة الحي أو أمام الرئاسة، وكذا مقاطعة خدمات الدكاكين والمقاصف إلى حين تخفيض الأسعار، مسيرات احتجاجية واعتصامات أما مقرات مؤسسات عمومية (العمالة، المجلس البلدي، الرئاسة …) أو خاصة (شركات النقل ستي باص وفوغال) أشكال وتظاهرات تصعيدية موازية داخل وخارج الكلية:مقاطعات متفرقة للدروس، اعتصامات داخل الكليات، مقاطعات متفرقة لحافلات النقل، تظاهرات داخل وخارج أسوار الجامعة، وقفات بالمناطق والأحياء الشعبية والأسواق الأسبوعية، وقفة أمام «جماعة» فاس، وقفة أمام «رئاسة» الجامعة، مسيرة نضالية صوب ولاية جهة فاس مكناس»تنظيم أيام ثقافية من داخل المركب الجامعي ظهر مهراز.
التفاوض
هذه المعركة النضالية التي قاربت في بعض الكليات الشهر، تخللتها حوارات مع المسؤولين بالجامعة وخارجها، غالبا لم تقدم الإجابات التي ينتظرها الطلبة- ات، وآخر هذه الحوارات بداية يناير بعد اعتصام ليلي مفتوح داخل المركب الجامعي سايس تم عقد حوار خلص لنتائج منها:
* اضافة الوحدات بالنسبة لطلبة الفصل الخامس والسادس بدون قيد او شرط، بالنسبة للفصل الثالث والرابع تم تقديم فيه وعد المقبل بدون تحديد عدد الوحدات المضافة؛
* إعادة التسجيل: على الطلبة الذين تعذر عليهم القيام بها التوجه صوب مصلحة شؤون الطلبة؛
* تغيير المجموعات فقط لذوي الاحتياجات الخاصة والطلبة السجناء ومن لديهم تداخل في الحصص؛
* التحويلات من كليات إخرى إلى كلية الشريعة: التوجه صوب شؤون الطلبة لتقديم طلب خطي؛
* بالنسبة لطلبة الفصل الخامس الذين انضافت لهم اللغات في الفصل الثالث سيتم تعديل وضعيتهم البيداغوجية؛
* إعادة فتح المنصة الخاصة بالتسجيل في البحوث؛
* قبول كافة الطلبة المنقطعين- ات وسيتم تعديل وضعيتهم البيداغوجية؛
* تقديم وعد بخصوص إعلانات تغيب الأساتذة؛
* المكتبة الجديدة: سوف يتم فتحها في وجه الطلبة، مع إعطاء وعد بخصوص تزويدها بالحواسب والكتب؛
* تقديم وعد بخصوص تزويد المقصف بشبكة(wifi)، سبورات نقابية، وكراسي وطاولات…
* الملعب: سوف يتم فتحه خلال أسبوعين؛
* وعد بتشييد طريق رابطة بين الملعب والمقصف، إضافة إلى تعزيز ساحة الكلية بكراسي للراحة؛
* إصلاح صنابير المياه من داخل الساحة الجامعية وفتح المرافق الصحية الجديدة؛
التضامن مع نضالات أخرى
الجيد في المعركة الطلابية أنها لم تبق منغلقة داخل اسوار الجامعة، إذ تعدت ذلك فانفتحت على المعارك النضالية التي تعرفها المدينة، خاصة دعم ومساندة معارك نضالية عمالية وشعبية.شارك طلبة جامعة فاس في القافلة التضامنية الثانية معمعركة المبيت الليلي والإضراب المفتوح عن الطعام التي يخوضها رفيقين بالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع تاونات، والتي دعا إليها المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين يوم اأحد 03 نونبر2024. إضافة للمشاركة بالوقفة التضامنية التي دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تضامنا مع معركة عمال وعاملات سيكوميك.
كما سُجل دعم المعارك التي يخوضها الطلاب- ات من طرف إطارات مناضلة وحقوقية منها الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع فاس والجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع فاس سايس.