دونالد ترامب يخطط لتصفية القضية الفلسطينية

بقلم؛ أحمد أنور

قال ترامب للصحفيين مساء الإثنين 27 يناير 2025، إنه “يود نقل الفلسطينيين للعيش في مكان دون اضطرابات وثورة وعنف”، مضيفاً: “أتعلمون، عندما تنظرون إلى قطاع غزة، كان جحيماً لسنوات عدة كان هناك دائماً عنف مرتبط بالقطاع”. (1)

هدف دونالد ترامب تحقيق أحد أهداف حرب الدمار الأخيرة كما أعلنها اليمين الفاشي الصهيوني أي ترحيل واسع للسكان الفلسطينيين من غزة إلى سيناء بمصر أو إلى الأردن وحيازة الأرض لبناء مستوطنات صهيونية وإعادة حكم غزة وتشكيل إدارة فلسطينية عميلة لتدبير قطاع غزة دون السلطة الفلسطينية أو حماس لإقبار أي حديث عن دولة فلسطينية كما أقره مؤتمر أوسلو. 

يتطابق منظور الامبريالية الأمريكية عبر حكومة ترامب مع استراتيجية للفاشية الصهيونية في السعي لتصفية القضية الفلسطينية كقضية تصفية استعمار استيطاني عبر حل جذري لمعضلة وجود 7 ملايين فلسطيني فوق أرضهم وذلك بفرض الترحيل لقسم منهم وفرض السيطرة الكاملة لإسرائيل على كامل أرض فلسطين مع جيوب تضم نقاط التركزات البشرية الكبرى تمنح تدبيرا ذاتيا أقل من سلطة البلديات في دولة ديمقراطية.

يعول ترامب على جر أنظمة دول عربية أخرى إلى اتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني، خصوصا السعودية، لضرب الطوق الديبلوماسي والإغراء المالي بغاية خنق القضية الفلسطينية والاستفراد بها وفرض استراتيجية تصفوية مشار إليها أعلاه

لكن هناك عنصر حاسم في تحديد مصير الاستراتيجية الإمبريالية والصهيونية الخطيرة، التي لن تواجه اعتراضا جديا من أنظمة الاستبداد والتبعية بالمنطقة. نعني بعنصر الحسم ذاك طبيعة ردة فعل شعوب المنطقة أساسا ومداه في فلسطين وبالبلدان الرئيسية المجاورة في الأردن ومصر وسوريا. 

تواجه القضية الفلسطينية كماشة جهنمية تنصبها حكومة ترامب ونتنياهو في ظل ميزان قوى إقليمي جديد هو انعكاس لتغيرات حاسمة بالمنطقة أهمها تداعيات سقوط نظام الأسد ووضع حزب الله بعد المواجهات الأخيرة ضد إسرائيل  والدمار الشامل لقطاع غزة وارتعاد النظام الإيراني. يمكن الجزم أن طوق نجاة القضية الفلسطينية من مخطط التصفية الأشد خطورة منذ وعد بلفور 1917 رهين بتضامن أممي للشعوب وأساسا باندفاعة جديدة للسيرورة الثورية في قلب بلدان الجوار ببعد تحرري قومي كان غائبا في انطلاقاتها الأولى، ولا شك أن ذلك يتعارض مع المنظور السياسي للقوى الوطنية الفلسطينية ولمنظمات المقاومة الإسلامية التي تُجمع على شعارات خاطئة لفصل الساحات وعدم “التدخل في الشؤون الداخلية” المحدودة النظر والتي لم ينتج عنها غير الهزائم المؤلمة رغمة التضحيات الكبيرة.

هدف دونالد ترامب تصفية القضية الفلسطينية وواجب الشعوب عالميا  النضال العاجل لإفشال المخطط الاستعماري وفرض حق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاستعمار الاستيطاني، إنها معركة مركزية أممية كما كان التضامن الأممي مع الشعب الفيتنامي في الماضي ضد الإمبريالية الأمريكية.

  1. ) https://www.bbc.com/arabic/articles/c0jnqqnyg4vo

شارك المقالة

اقرأ أيضا