نشر هذا المقال في العام 2021 في موقع https://lanticapitaliste.org في ذكرى اغتيال مغني الروك الشعبي.

قُتل جون لينون منذ 40 عامًا، في 8 ديسمبر/ كانون الأول في العام 1980 في نيويورك.
قبل 50 عامًا، في 11 ديسمبر/ كانون الأول 1970، صدر ألبوم جون المنفرد لفرقة بلاستيك أونو باند Plastic Ono Band الذي احتوى من بين أغانيه الرائعة أغنية «بطل من الطبقة العاملة» الشهيرة.
في ديسمبر/ كانون الأول 2020، يتذكر طارق علي في مقابلة له تلك السنوات التي التقى فيها بصفته محررًا لمجلة «الخلد الأحمرThe Red Mole «، مجلة الأممية الماركسية (الفرع البريطاني للأممية الرابعة)، بجون لينون ويوكو أونو في عدة مناسبات. أصبحا صديقين، وفي 5 مارس 1971، نشرت مجلة The Red Mole مقابلة حصرية مع مؤسس فرقة البيتلز ويوكو أونو.

نبذة تاريخية
شكّل جون وبول مكارتني أحد أكثر ثنائيات تأليف الأغاني تأثيراً وإنتاجاً في تاريخ الموسيقى. كما كانت فرقة البيتلز أيضاً أول فرقة تشكل مجموعة يتشارك فيها جميع الأعضاء الخبرات الجماعية (الأصوات الجديدة، وكذلك المخدرات والديانات التأملية) مع احترام شخصيات بعضهم البعض (على سبيل المثال، كتب جورج هاريسون George Harrison بعض أجمل أغاني الفرقة الرائعة). استمرت هذه الوحدة الجميلة بين أبناء الطبقة العاملة في ليفربول ما يقرب من 10 سنوات، وهي المدة التي استغرقتها شخصياتهم لتختلف بين التمرد والثورة والدين. كان جون الأكثر تمردًا في الفرقة، وفي وقت مبكر من عام 1966، وخلافًا لنصيحة مدير أعمالهم، أصرّ على أن تتحدث الفرقة في منتصف جولة أمريكية ضد الحرب في فيتنام. وإذا كانت موسيقاهم ثورية بالنسبة لعصرها، فإن كلمات أغانيهم كان لا بد أن تجذب انتباه الثوريين. كان هذا هو الحال بالنسبة لرفاقنا البريطانيين.

«الثورة»، «الثورة رقم تسعة» والتزام جون الكامل
بعد إصدار «الألبوم الأبيض المزدوجDouble album blanc « في العام 1968، والذي أشار فيه فريق البيتلز إلى الثورة عدة مرات، أرسل طارق علي رسالة إلى فرقة البيتلز، وعلى عكس كل التوقعات، ردّ جون لينون شخصيًا. بدأت علاقة سياسية حقيقية على مدى عدة سنوات. لكن دعونا ندع طارق علي وجون ويوكو يروون قصتهم.
جون: «فيما يتعلق بالثورة، هناك نسختان من تلك الأغنية، «أعتبرني خارجاً Count me out « و»تعالوا معي Come me in «( خارج/ داخل). وضعت كلاهما لأنني لم أكن واثقًا من نفسي، ولكن الآن»…
في نهاية العام 1970، يتصل جون هاتفياً بطارق علي ويخبره أنه لحن للتو أغنية لـ»الحركة»، ويغني له «السلطة للشعبPower to the People «، مشيراً إلى أنه يريد من الحركة أن تغنيها معه.
وبعد ذلك بقليل، وبحضور ريجيس ديبرايRégis Debray ، غنى أغنية «تخيلImagine « التجريبية أمام هيئة تحرير الصحيفة. كانت الأغنية ولا تزال أغنية ناجحة في جميع أنحاء العالم. وقارنها الكثيرون بالبيان الشيوعي. كان السقف مرتفعًا للغاية، لكن طارق وجون فضّلا أغنية «بطل الطبقة العاملة» الأكثر تقشفًا.
بطل الطبقة العاملة
جون: «لطالما كُنتُ سياسيًا، كما تعلم، ومعارضًا للوضع الراهن. من الأساسي جدًا أن تكره وتخاف من الشرطة كعدو طبيعي وتحتقر الجيش كشيء يعزل العالم ويقتل في مكان ما… من الأمور الأساسية أن تعتقد أن [التمرد] يبدأ في التلاشي مع تقدمك في السن وتكوين عائلة وابتلاع النظام لك… لقد كنت أحتال على النظام منذ أن كنت طفلًا… كنت واعٍ جدًا بطبقتي الاجتماعية وكنت أعرف أن القمع الطبقي سيأتي علينا»…
«بطل الطبقة العاملة» هو إذن تجربة مركزة لشاب من الطبقة العاملة في ليفربول لم ينسَ أبدًا من أين أتى وأصبح زعيمًا للمعارضة لحرب فيتنام وللمجتمع الرأسمالي، إلى درجة أنه مُنع من دخول بلد «الأعمال» لعدة سنوات.

رابط المقال الأصلي : https://lanticapitaliste.org/opinions/culture/40-ans-apres-john-lennon-toujours-actuel