انهيار نظام الأسد: مقابلة مع جلبير الأشقر

غير مصنف4 يناير، 2025

أجراها : س.ر. شالوم SHALOM Stephen R

س.ر.شالوم: كان الأسبوع، والحالة هذه، خارقا للمألوف تماما!

ج.الأشقر :يمكن حتى القول إنها نهاية أسبوع خارقة للمألوف تماما.

س.ر.شالوم: بالفعل.دعني أبدأ بالحديث عن دور إسرائيل والولايات المتحدة.

شهدنا في الأيام الأخيرة قوات إسرائيلية تعبر حدود الجولان المحتل، وتستولي على أراضٍ سورية جديدةيعتبر بعض المحللين الأمر دليلا على أن إسرائيل وداعمها الرئيسي، الولايات المتحدة، هما المحركان الرئيسيان لما جرى في سوريا في الأسبوعين الأخيرين.

ج. الأشقر: هذا تفسير للأموريشوبه زيغ كبير،حيث إن دل ذلك على شيء، فعلى أن إسرائيل بالغة الحذر إزاء ما يجري. وما حدا بها إلى الاستيلاء بالقوة على المنطقة العازلة، المحدثة في العام 1974 في أعقاب حرب العام 1973، هو الحؤول دون اقتراب القوات الجديدة الناشئة الآن في سوريا من حدود الأراضي السورية التي ضمتها إسرائيل، وهي ذلك الجزء من مرتفعات الجولان المحتلفي العام 1967. وقد ضمته رسميًا في العام 1981، وهو ضمّأقرّه دونالد ترامب رسميًا في ولايته الأولى، وهو ما لم يفعله قبله أي رئيس أمريكي. هذا إذن ما يفعل الإسرائيليون.ويقصفون أيضا منشآت النظام السابق العسكرية، التي يبدو بعضها مرتبطا بإنتاج أسلحة كيميائية، وذلك لمنع المتمردين من الاستيلاء عليها. وبهذا النحو، تخلق إسرائيل في الواقع ظروفاً غير مناسبة لعلاقات جيدة مع أي حكومة مستقبلية في سوريا، هذا إنْ كان هذا الاحتمال واردا.

أما الولايات المتحدة الأمريكية، فتعاين تطور الوضع وتراقبهبحذر. وهي مثل إسرائيل، مغتبطة بتضرر إيران الشديد من سقوط نظام الأسد. لكنها، على غرار الجميع، تتساءل عما سيحدث بعد ذلك. وتتخوف من سلوك القوة المتمردة الرئيسية، هيئة تحرير الشام (هتش)، في حال تمكنها من السيطرة على هذه المساحة الكبيرة من الأراضي التي وقعت في أيديها. وتخشى حتى أن تغتنم داعش الفرصة لشن هجوم جديد في شمال شرق سوريا.

يعتقد بعض الناس أن الفاعلين المحليين مجرد دمى طوع بنان فاعل خارجي. لا يستطيع هؤلاء الإقرار بوجود مقدرة قرار ذاتي لدى الفاعلين المحليين. هذه بالطبع طريقة نظر إلى الوضع سيئة للغاية.

س.ر.شالوم: لكن لا شك في أن وضع القوى الخارجية، إيران وحزب الله وروسيا، أي الفاعلين الخارجيين – كان له دور مهم في انهيار الأسد.

ج. الأشقر:بالطبع. لا شك في ذلك. وهذا دحض قوي لكل من زعم طيلة سنوات عديدة أن الأسد كان قائداً ذا شعبية حقيقية، وأن شعب سوريا كان يدعم نظام آل الأسد بقوة، وأن ذلك هو ما مكن هذا النظام من البقاء. طيب، لدينا الآن دليل على أن نظام الأسد كان مدينا ببقائه كليا لتدخل إيران التي حالت دون انهياره في العام 2013 – لمّا دخل حزب الله سوريا بطلب من إيران، مرسلاً آلاف المقاتلين لدعم النظام. وحتى مع الدعم الإيراني، كان النظام على حافة الانهيار مرة أخرى بعد عامين، ما حدا بموسكو إلى التدخل في أيلول/سبتمبر 2015. وعظّمت روسيا بنحو كبير التفوق الرئيسي الذي كان لدى النظام، ألا وهو احتكار الجو. وقد استفاد من هذا الاحتكار بفضل الحكومة الأمريكية التي منعت في عهد باراك أوباما مد المعارضة السورية بأي نوع من الأسلحة المضادة للطائرات. ولهذا السبب لم نسمع قط حتى عن إسقاط قوات المعارضةلطائرات هليكوبتر، أي مروحيات، ناهيك من طائرات نفاثة. لم تستطع المعارضة حتى مواجهة المروحيات. واستعمل النظام أسطول مروحياته لإلقاء براميل متفجرة في هجمات همجية وعشوائية على المناطق الحضرية، أدّت إلى  قتل أعداد كبيرة من الناس. ولم يستطع مقاتلو المعارضة السورية فعل أي شيء. فلم تكن لديهم أسلحة مضادة للطائرات، ولا حتى أجهزة دفاع جوي محمولة على الكتف. لم تزودهم الولايات المتحدة بها، ولم يُسمح لأي من حلفاء الولايات المتحدة المجاورينلسوريا إرسال هذا النوع من الأسلحة. وقد شمل المنع الأمريكي تركيا التي تنتج هذه الأسلحة بنفسها. هل تتذكر صواريخ ستينغر الشهيرة (المضادة للطائرات) التي مدت بها الولايات المتحدة مجاهدي أفغانستان لمّا كانوا يقاتلون الاحتلال السوفييتي؟ فتركيا تصنع هذه الصواريخ بترخيص أمريكي، لكن لم تُمنح حق تسليم صاروخ واحد للمعارضة السورية.

كان تدخل روسيا في العام 2015 ثاني مرة يُنقذ فيها فاعلٌ أجنبي النظام السوري – إيران أولا ثم روسيا. وقد نجا النظام بفضل دعم مشترك من روسيا وإيران. تمثل إسهام روسيا الرئيسي في قواتها الجوية، مع بعض القوات البرية أيضًا. أما إيران، فقد أرسلت علىالأخص قوات من لبنان والعراق وإيران ذاتها، منها قوات من الأفغانيينالمقيمين في إيران. وبهذا النحو نجا النظام. وطالما جرى التندر على بشار الأسد بالقول إن الأرض الوحيدة التي له سيادة عليها هي قصره الرئاسي. أما خارج قصره، فكانت أراضي النظام السوري تحت سيطرة روسيا أو إيران. وما حدث مؤخرًا هو اضطرار روسيا إلى سحب معظم قواتها الجوية من سوريا بسبب احتلالها لأوكرانيا وحربها هناك. لم يتبق، وفقًا لمصادر إسرائيلية، سوى خمس عشرة طائرة روسية.

بقيت إذاً وسائل قليلة جدًا لدعم الأسد، لأن القوة الإيرانية الرئيسية الداعمة للنظام السوري، أي حزب الله، تعرضت لضربة بالغة الشدة في لبنان، ولم يعد بوسعها إنقاذ النظام. وهنا قررت هيئة تحرير الشام اغتنام الفرصة. وقد كانت تستعد لها. وقد ظهرت فرصة سانحة مع انسحاب روسي ونكسة حزب الله الخطيرة منذ أيلول/سبتمبر الماضي. لذا بدأتهتش الاستعداد. وفور توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، شنت هجومها. وبالطبع، تفادوا الهجوم فيما كانت الحرب دائرة في لبنان، لكي لا يعطوا انطباعًا بأنهم يشاركون إسرائيل في القتال. لذا انتظروا انتهاء الحرب لشن الهجوم. وبفعل افتقاده إلى الدعم الأجنبي، انهار النظام مثلما انهار النظام الدمية للولايات المتحدة في أفغانستان في العام 2021. كان الانهيار من النوع نفسه تمامًا.

نحن ضد الإمبريالية الأمريكية، وضد الإمبريالية الروسية، وكذلك ضد التدخل الإيراني الرجعي في الخارج. فإن نتيجة السيطرة الأجنبية هي نفسها دائمًا. وسواء كان محرك الدمى روسيا أو أمريكيا، تظل الأنظمة الدمى أنظمة دمى. وقد كان نظام الأسد نظامًا دمية منذ أمد بعيد، إلا أنه كان دمية بمحركين متنافسين، ما أتاح له مساحة محدودة. انهار كل ذلك، وانتهى الأمر الآن.

س.ر. شالوم: كان يبدو سابقا أن ثمة اتفاقا بين إسرائيل وروسيا، يقضي بأن تسمح روسيا، برغم دعمها لسوريا، بهجمات إسرائيلية على أهدافٍ في سوريا، دون توجيه روسيا أنظمتها المضادة للطائرات ضد طائرات إسرائيل المهاجمة.

ج. الأشقر: أجل، وهذا الأمر مستمر منذ عدة سنوات، حيث تقصف إسرائيل بشكل متكرر الأراضي السورية، وبالتحديد تجمعات إيرانية أو موالية لإيران على تلك الأراضي، مثل قوات حزب الله، و لم تعترض روسيا بالطبع أياً من هذه الطائرات أو تطلق أياً من صواريخها المضادة للطائرات المنتشرة على الأراضي السورية. جليٌ أنه كان ثمة اتفاق بين الدولتين، إسرائيل وروسيا، على ذلك. ما يفسر أيضًا عدم اتخاذ إسرائيل موقفًا من الحرب في أوكرانيا. فهي لم تدعم الأوكرانيين، كما فعلت الكتلة الغربية. نهجت إسرائيل موقفا حياديا بنحو ما من تلك الحرب بسبب اتفاقها هذا مع روسيا. اليوم، انتهى ذلك بالطبع بفعل تقلص بالغ لوجود روسيا في سوريا. لم يعد بوسع موسكو أن تأذن لإسرائيل بمهاجمة الأراضي السورية ولا أن تمنعهامن ذلك. ولا أراهن على قدرة احتفاظ روسيا بقاعدتيها – الجوية والبحرية – في سوريا لفترة طويلة. هذا إن لميتم ذلك بوضع شبيه بقاعدة غوانتانامو في كوبا، التيتحتفظ بها أمريكاعلى الرغممن العداء القائم بينها والحكومة الكوبية. لا يمكن للمعارضة السورية أن تقيم علاقات ودية مع موسكو المضرجة يداها  بدماء سورية كثيرة. سيكون ذلك محرجاً لها للغاية.

س.ر. شالوم: هل لا تزال لروسيا صواريخ مضادة للطائرات في سوريا؟

ج. الأشقر:أجل، بالطبع، ولو لحماية قواعدها وحسب. أفترض أن قواتها المنتشرة في أجزاء أخرى من البلد قد جرى سحبها إلى القاعدتين على الساحل. ولا أعتقد أنهم سوف يُبقوا قوات معزولة في أماكن أخرى. وكذلك، سحب الإيرانيون كامل قواتهم إلى العراق، ومنه إلى إيران. وعاد مقاتلو حزب الله المتبقون في سوريا إلى لبنان. وهذا كل ما في الأمر. أشارت مقالات عديدة في وسائل الإعلام إلى أن ما جرى هزيمة نكراء لإيران ولمحور المقاومة المزعوم. وهذا وصف صائب لما حدث. لا شك في الأمر.

س.ر. شالوم: هل لك أن تصف بعض الفاعلين الرئيسيين ضمنالقوى المنتصرة في سوريا، فيما عدا هيئة تحرير الشام؟

سوريا اليوم فسيفساء سياسية وعسكرية. ثمة أولاً قوات أجنبية عديدة. سحبت إيران قواتها، لكن لا تزال هناك قوات روسية. و توجد قوات تركية على الحدود الشمالية تحتل أجزاء من الأراضي السورية. ثم هناك قوات أمريكية منتشرة في الشمال الشرقي دعماً للقوات الكردية المسيطرة على جزء كبير من البلد،  يمثل ربع الأراضي السورية. وفي الجنوب، على الحدود الأردنية، منطقة تهيمن عليها قوات المعارضة المرتبطة بالولايات المتحدة. وثمة أيضًا انتفاضة شعبية حقيقية في محافظة السويداء الدرزية الجنوبية، حول بلدة السويداء، متحالفة مع القوات المحلية في محافظة درعا.

وبالطبع، ثمة المنطقة الشمالية الغربية التي كانت تحت سيطرة هيئة تحرير الشام. وقد انتشرت قوات هتش الآن في أجزاء أخرى من البلد حيث انهار النظام. بيد أن جيشها أصغر مما يلزمللسيطرة على جميع الأراضي التي سقطت في أيديها. ما حدث هو أن النظام انهار، تمامًا كما جرى في أفغانستان، سوى أن هتش تعوزها قوة حركة طالبان، فهي أصغر مما كانت طالبان وأضعف. وسيصعب عليها فرض نفسها على الكُرد، وكذا التخلص من قوات المعارضة السورية الخاضعة كليا لتركيافي الشمال. وبالمثل، لا أعتقد أنهتشستنجح في فرض سيطرة تامة على دمشق وحلب وحمص وحماة وكل تلك المدن، ولا على المنطقة الساحلية حيث لا تزالقوات روسية مرابطة. لم تنتشرهتش في كل الأماكن، برغم انهيار الدولة في كل مكان.

ثمة مناطق انهارت فيها الدولة ونشأ فيها فراغ. وهذا مرتبط بطبيعة الدولة، فهي من طراز شبيه بما كان في ليبيا القذافي أو العراق في عهد صدام حسين، وهي في الواقع دول تديرها عائلات، دول تملكها عائلات. أسميها، هي وكافة الأنظمة الملَكية في المنطقة، دولاً ميراثية. فهي تعمل في الحقيقة مثل الأنظمة الملَكية، حيث يرتبط جهاز الدولة ارتباطًا عضويًا بالعائلة الحاكمة إلى حدّ أن انهيار النظام  يعنيانهيار الدولة بأكملها. ما شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية في سوريا ليس انهياراً للنظام. إنه انهيار للدولة. إنه انهيار كامل للدولة، بما يجعل أي تصوّرلانتقال سلس مجرد وهم.

هكذا انتقال مستحيل، بكل بساطة، بالنظر إلى وضع البلد وعدد قوات الاحتلال على أراضيه. وأسوأ الاحتلالات بالطبع هو الاحتلال الإسرائيلي، فقد باتت إسرائيل مهيمنة في المنطقة بعد كل ما فعلت في غزة و لبنان ثم سوريا، وعينها الآن على إيران.

دعني أكون واضحًا. إنني أشاطر تمامًا فرحة عشرات آلاف الناس المفرج عنهم من السجون، الذين تحرروامن قيود نظام الأسد. ومن دواعي الارتياح الكبير أن ينتهي نظام السجون هذا، وأن تُتاح لعدد غفير من الناس العودة إلى مدنهم، إلى منازلهم، وتتاح للاجئين العودة إلى بلدهم. لكن هذه ليست ثورة. إنه انهيار نظام  بلا استعاضة عنه بأي شكل من أشكال التنظيم الديمقراطي الشعبي. يجب، من وجهة نظر اليسار، والحالة هذه، التوجس من المستقبل.

يجب بالأقل توخي الحذر البالغ من فرط الاغتباط الذي حدا بالبعض إلى اعتبار الأحداث استئنافا للثورة السورية. فالثورة السورية التي بدأت في العام 2011 ماتت للأسف منذ زمن طويل. كان إمكان استئناف هذه الانتفاضة الوحيد في العام 2020 في السويداء، تلك المنطقة ذي الغالبية الدرزية التي نوهتُ بها والتي كان النظاميسيطر عليها، ويقوم فيها الآن نوع من السلطة الشعبية. وقد تكررت انتفاضات شعبية ضد النظام منذ العام 2020، مجددةً شعارات الانتفاضة الشعبية لعام 2011. وقد امتدت لفترة وجيزة إلى أقسام أخرى من سوريا، لكن غياب أي شكل من أشكالالتنظيم القادر على تعميم هذه الانتفاضة الشعبية على البلد برمته – أو على الأقل على كامل الأراضي السورية ذات الأغلبية العربية، لأن الجزء ذا الأغلبية الكردية ينتمي إلى فئة سياسية مغايرة. لذا، وللأسف، لم تمتد انتفاضة السويداء، وقمعها النظام بقسوة كالعادة. لكن أهلها أعادوا اليوم، مع انهيار النظام، إطلاق حركتهم، لكنها مقتصرة على جزء واحد، محافظة واحدة من سوريا.

يسعى التقدميون، في أجزاء أخرى من البلد، إلى تنظيم شيء ما على صعيد المجتمع المدني، على الصعيد الشعبي، للنضال من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية والمطالب الاجتماعية. إلا أن جهودهم محدودة لكون طغيان نظام آل الأسد الرهيب لم يتركسوى القليل منالطاقات. فقد غادر معظم المعارضين البلد. جرت هجرة كثيفة من سوريا على مر السنين. إذ غادر ربع السكان البلد، إن لم يكن أكثر من ذلك. ناهيك من النازحين داخلياً الذين يشكلون ثلث السكان تقريباً.

أخشى أن تكون أسباب التفاؤل ضئيلة. ولكن لا تزال ثمة بواعث علىالأمل.

…………………………..

المصدر الأول:

https://newpol.org/the-collapse-of-the-assad-regime-an-interview-on-syria-with-gilbert-achcar/

============

  • [*] جلبير الأشقر محلل يساري بارز للشؤون الدولية منذ سنوات عديدة.

 نشأ في لبنان، وعاش ودرّس في باريس وبرلين ولندن. تقاعد مؤخرًا من عمله كأستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن.

من مؤلفاته:

  • صدام الهمجيات، الإرهاب و الإرهاب المقابل والفوضى العالمية قبل 11 أيلول وبعده. دار الطليعة. 2002
  • الشرق الملتهب،الشرق الأوسط في المنظور الماركسي، دار الساقي. 2004
  • حرب الـ 33 يومًا، حرب إسرائيل على حزب الله ونتائجها

باشتراك معميخائيل فارشفسكي دار الساقي .2007

  • السلطان الخطير، السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط

باشتراك مع نعوم تشومسكي . دار الساقي. 2007

  • العرب والمحرقة النازية، حرب المرويات العربية-الإسرائيلية، دار الساقي (2010)
  • الشعب يريد،بحث جذري في الانتفاضة العربية، دار الساقي،طبعة ثانية، 2013
  • الماركسية والدين والاستشراق ، دار الآداب. 2015
  • انتكاسة الانتفاضة العربيّة، أعراض مرضيّة. دار الساقي ، 2016
  • الحرب الباردة الجديدة دار الساقي .2024

سيصدر كتابه الجديد عن غزة عن دار الساقي في الربيع القادم.

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا