فرع فاس للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب (حوار)

الشباب و الطلبة10 ديسمبر، 2024

حوار مع نعمان محب الدين : رئيس فرع فاس- الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب.

1* هل يمكن أن تقدم لنا صورة عن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لمدينة فاس، وتأثير ذلك على الحق في الشغل؟
لا تزال مدينة فاس، كباقي مدن المغرب، تعيش أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، تنعكس بشكل سلبي على أبناء المدينة بشكل عام، وعلى حملة الشهادات بشكل خاص، حيث لا تجد هذه الفئة فرص شغل توازن الشهادات المتحصل عليها. وفي ظل هذا الواقع الاقتصادي الذي أثر بشكل واضح على قدرة السكان الشرائية، إضافة إلى تفشي البطالة، ومع هذه الأزمة الاقتصادية، بموازاة غياب المسؤولية في تدبير القطاعات الحيوية، سواء الصحة والنظافة والبنية التحتية. ولعل المحاكمات التي لحقت مسؤولية في مجلس المدينة دليل على غياب هذه المسؤولية.
أصدر فرع فاس تقريرا بتاريخ 21 نوفمبر 2024 حول التقرير الأخير الصادر عن «المندوبية السامية للتخطيط»، تضمن أرقاما حول البطالة، حيث حصلت جهة فاس-مكناس على الرتبة الثانية مما يفسر تفشي و انتشار البطالة في الجهة خصوصا في صفوف حاملي الدبلومات والشواهد.
2* متى تأسس فرع مدينة فاس؟ وما أهم المحطات النضالية التي خاضها؟
فرع فاس للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، منذ إعادة تأسيسه سنة 2018، يناضل من أجل التشغيل وضد هذه السياسات التي لم تنجح في تجاوز الأزمة من داخل مدينة فاس. ولمدة ثلاث سنوات قام الفرع المحلي بمجموعة من الأشكال النضالية (وقفات احتجاجية ومسيرات وإضرابات محدودة عن الطعام، اعتصام…).
مؤخرا خاض فرع فاس برنامجا نضاليا على الشكل الآتي:
* 29 أكتوبر 2024: شكل نضالي مرفوق باعتصام جزئي أمام ولاية الجهة.
* 31 أكتوبر 2024: شكل نضالي أمام جماعة فاس، تزامن مع شكل نضالي للجماهير الطلابية تحت لواء نقابتها العتيدة أوطم و تم تجسيد شكل موحد إلى جانبهم.
* 4 نونبر 2024: توزيع المناشير بوسط المدينة كوسيلة توعوية لشرح المطالب وفتح نقاش مع الرأي العام المحلي حول حقوق حملة الشهادات المعطلين، حيث عرف تفاعل إيجابي من طرف الجماهير الشعبية.
* 5 نونبر 2024: شكل نضالي آخر أمام ولاية الجهة، حيث واجه المناضلون تدخلاً قمعياً ومنعاً من التوجه نحو باب الولاية، ما يبرز التضييق على الحق في الاحتجاج.
* 6 نونبر 2024: وزيع جديد للمناشير، بالأحياء الشعبية ( عوينات الحجاج، اىنرجس، شارع بنعلي، حي ليراك) حيث لقي تفاعلاً إيجابياً آخر من الجماهير الشعبية، ما يعكس تنامي التعاطف و الدعم الشعبي لقضية المعطلين.
* 7 نونبر 2024: شكل نضالي أمام جماعة فاس، تم نقله إلى ساحة فلورانس تضامناً مع الحالة الصحية الحرجة التي يمر بها المضربون عن الطعام، بحضور مجموعة من الإطارات التي لبت الدعوة.
3* كيف تعاملت السلطة مع نضالات الفرع ومطالبه؟ وهل هناك مكاسب تم تحقيقها؟
لم يُبدِ على المسؤولون أي تجاوب مع مطالب المعطلين إلى أن دخل الفرع سنة 2021 في إضراب مفتوح عن الطعام وصل يومه السابع والعشرين، توِّج بالاستجابة لمطالب الجمعية، تمثلت في مناصب في التعليم الأولي والمشاريع، إضافة إلى عمال عرضيين، لكن مع تماطل كبير حول مجموعة من خلاصات حوارات عدة.
على سبيل المثال، فالعمال العرضيين تقاضون تعويضات هزيلة لا تصل حتى للحد الأدنى للأجور، دون أي وثيقة رسمية تثبت عملهم في المؤسسة. لمفاجأة الكبرى كانت في توقيفهم بدعوى غياب الميزانية، رغم أن هناك ميزانية تقدر بـ 18 مليار سنتيم مخصصة للأجور. هذا يثير تساؤلات حول مصير تلك الميزانية. من الجدير بالذكر أن رفاق الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع فاس الذين يشتغلون كعمال عرضيين، يعتمدون على هذا العمل كدخل رئيسي، و قد تم منحهم هذا العمل بعد معركة محلية وحوارات سابقة، مما يجعل من هذا الوضع حلاً مؤقتاً في أفق الولوج لأسلاك الوظيفة العمومية. ومع ذلك، لم يتم بعد إيجاد حل ممن يدعي المسؤولية، من غير استمرار المعاناة وعدم وضوح الآفاق المستقبلية.
بعد البرنامج النضالي الوارد أعلاه، والذي امتد على طول أسبوعين ،أيضا المراسلات التي أرسلت من طرف الفرع الى الجهات المسؤولة حيث لم نتلقى اي تفاعل إيجابي لا من طرف «ولاية جهة» فاس-مكناس او جماعة فاس. إذ صرح لنا ممثل ولاية فاس مكناس- اي باشا اكدال- أثناء تتبع الرفاق الوعود المقدمة سابقا أكد لنا على أن الساهرين على تدبير الشأن المحلي عاجزين عن تقديم أي حلول لملف التشغيل ولا يتوفرون عليها مطلقا. مضيفا على أن الوعود التي كانت قد قدمت من طرف الباشا السابق خصوصا تشغيل بعض المعطلين في الشركات التي فوض لها تدبير قطاعي النقل والنظافة في مدينة فاس حيث اضاف الباشا على أن المعطلين معروفين باحتجاجاتهم ولا يمكن إدماجهم في هذه القطاعات لأنهم «غيديرو الصداع» على حد تعبيره.
4* تشهد الجهة مجموعة من المتابعَات من طرف السلطة لمناضلي الفرع ياسين بوعملات، منعم الصاط، يحيى دراكو، بوشتى الجناتي ….). بماذا تفسرون هذه المتابَعات، وما سياقها؟
مع الدينامية النضالية التي عرفتها الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، تحاول السلطات المحلية لجم المناضلين بتحريك المتابعات في حق مناضلي الجمعية، ولعل الرفيق ياسين بوعملات عن فرع تاهلة والرفيق منعم الساط عن فرع واد أمليل والرفيق بوشتى الجناتي إدريسي لمثال على هذه المتابعات نتيجة شكايات كيدية. الهدف الأساسي من هذه المتابعات قمع وثني المناضلين عن تطوير الفعل النضالي والدفع بالفروع التي ينتمون إليها إلى القيام بالمزيد من المعارك.
5* يوجد فرع فاس في جهة تعرف دينامية نضالية لفروع الجمعية (تازة، قرية با نحمد، تاهلة، تاونات) هل هناك سعي لتنسيق الخطوات النضالية بين فروع الجمعية؟
كما يعلم الجميع أن هؤلاء المناضلين المتابَعين ينتمون إلى فروع الوسط التي تعرف معارك توعية (معركة الإضراب عن الطعام بفرعي تاونات وقرية با محمد…). وهذا ما يطرح السؤال لماذا لا يجري تشكيل تنسيق جهوي يضم كل هذه الفروع، يقوم بمعركة موحدة على المستوى الجهوي، وهذا ينطبق ويتماشى مع أوراق الجمعية؟ وكجواب على هذا السؤال فهو مطروح بين مناضلي هذه الفروع. لكن هناك مجموعة من المعيقات التي تواجه تشكيل هذا التنسيق الجهوي الموجود ميدانيا، لكنه لم يرَ النور بعد على مستوى الهيكلة.
فالتنسيق الميداني قائم من الناحية العملية، وقد خاضت فروع الوسط (فاس، تازة، قرية با امحمد، تاهلة، تاونات، أوطاط الحاج، واد أمليل) معركة تضامنية جبارة مع الرفيقين زهير الهواري ورضوان مرضي اللذين خاضا إضرابا عن الطعام (بلغ 42 يوما) واعتصاما مع مناضلي فرع تاونات، استطاعت هذه المعركة إجبار السلطة على الحوار والاستجابة لمطالب معطلي الفرع المشروعة.

شارك المقالة

اقرأ أيضا