ايتها العاملة، أيها العامل الزراعيين، هذه بعض احتياطات السلامة وإجراءات الوقاية من مخاطر مبيدات الآفات:
بقلم : محمد أمين الجباري
سلط انتفاض عاملات الزراعة وعمالها، يوم 25 نوفمبر 2024 بكل من بيوكرى وخميس أيت عميرة بسهل سوس، ضوءا ساطعا على واقع الاستغلال المفرط والقهر التي تعيشه هذه الفئة من الطبقة العاملة. ومن أوجه تردي ظروف العمل وخطورتها على صحة الشغيلة الاستعمال الكثيف وغير المحتاط لمبيدات الآفات الزراعية ضمن ركض برجوازية القطاع المحموم الى الأرباح. هذا في ظل نقص انشغال المنظمات العمالية بهذا الجانب الحيوي من حياة الشغيلة ونضالهم: حياتنا أهم من ارباحهم. نورد فيما يلي ارشادات عملية لاتقاء اخطار المبيدات.
إن الجهل بأساليب الاستخدام الأمثل للمبيدات وطرق الوقاية من أضرارها أو عدم احترام التعليمات والاستخفاف بها يفضي إلى أن يصبح المستخدم أو المتداول المباشر للمبيدات والعملات والعمال مع عامة الناس والبيئة عرضة لأذاها بلا جدوى.
كما أنه يروق لشركات إنتاج وتسويق المبيدات، ومعهم أرباب عمل الزّراعة التجارية الكثيفة، عند الحديث عن أخطار وأضرار المبيدات، الادعاء أن السبب عائد إلى كون عاملات الزراعة وعمالها والمزارعين يتعرضون للحوادث والأمراض بسبب عدم اتخاذ إجراءات الواقية من التسمم، كما أنهم لا يعرفون تأثير المواد الكيماوية التي يستخدمونها، لا سيما عند خلطها ورشها، فيعرضون أنفسهم، وعاملات الزراعة وعمالها، وعامة الناس، والبيئة، بل وحتى المحصول المعالج، للضرر.
ولا تعتبر معدات الوقاية الشخصية بديلاً لإزالة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها العامل أو للتقليل منها إلى أدنى حد ممكن. فهي لا تمنع وقوع الحادث، ولكنها قد تمنع، أو تقلل من الضرر والأذى الناجم عنه. لذا لا ينبغي النظر إلى استخدامها كبديل عن أساليب التحكم الهندسي أو الإداري، أو تدابير التحكم المناسبة الأخرى، أو ممارسات المناولة المأمونة، بل ينبغي أن تعتبر كحل أخير والخيار الأقل تفضيلاً.
بيد أنه ينبغي توفيرها وصيانتها كي تُستخدم عندما لا تستطيع تدابير التحكم الجماعية ضمان الحماية. مما يعني ضرورة اختيار معدات الوقاية الشخصية بدقة وحرص، ومن ثم اختبار تلك المعدات ومدى قدرتها على تأمين الوقاية ومناسبتها وملاءمتها لمن يلبسها، حيث أن عدم ملاءمتها ومناسبتها وتكيفها مع الشخص المرتدي لها، وتكيفه معها، يؤدي إلى عدم الوقاية، حتى ولو ارتديت تلك المعدات. إن هذه بعض من المطالب التي على عمال تطبيق ورش المبيدات الإلحاح على تحقيقها والمطالبة بإدراجها في ملفاتهم المطلبية وفي مهام لجنة الصحة والسلامة.
وفيما يلي سرد موجز لمجموعة من النصائح حول الاستخدام الصحيح والممارسات الصحية عند التعامل مع مبيدات الآفات موجهه الى المستخدم أو المتداول المباشر للمبيدات، من شأنها أن تقلل من أضرار المبيدات الزراعية على الإنسان والبيئة، في حال تطبيقها بالشكل الصحيح، والتي يمكن على ضوئها صياغة مجموعة من المطالب، حسب حالة كل منشأة.
1. ملاحظات عامة:
– إن الأساس في الأمان هو إلغاء الخطر من أساسه، مثل عدم استخدام مبيدات سامة عالية الخطورة، أو الممنوعة أو المهربة أو المغشوشة، أو غير المسموح بها، أو مجهولة المصدر…، هذا ويحق لعامل مطبق الرش رفض تطبيق مبيد عالي الخطورة في حالة إمكانية توفر البديل، أو المهرب أو الممنوع أو المغشوش، أو المقلد أو المنتهي الصلاحية…
– تحاشى التعرض للمبيدات ما أمكن، باعتماد أساليب عمل تخفف من التعرض لكميات عالية من مواده، لذا ينبغي تبديل ظروف التعرض، بتقليص مدّة التعرض أو التخفيف من الكميّة المستخدمة، أو توسيع الفترة الزمنية بين تعرض وآخر.
– المُشَغل أو المزارع مطالب بالاهتمام بصحة مطبقي المبيدات والتأكد من عدم وجود أمراض أخرى تضعهم في خطر أكبر في حال تعرضهم لمخاطر مهنتهم. فمثلا العامل الذي يشكو من ضيق التنفس أو مرض في شرايين القلب أو فقر في الدم لا يمكنه تحمل معظم مخاطر مهنته إلا إذا كان تحت العلاج والمراقبة.
– التأكد من وجود بطاقة المعلومات على عبوة المبيد بمختلف أشكاله، وتوفر المعلومات، كالاسم التجاري والجهة المصنعة وعنوانها وبلد المنشأ وأن الشركة معتمدة من المكتب الوطني للسلامة الصحية (ONSSA) والسلطات ذات الاختصاص، وتاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية، فضلاً عن توفر العلامات التوضيحية والتحذيرية المناسبة، وإرشادات السلامة الخاصة بنوع كل مبيد على حدة، حسب درجة تركيز المادة الفعالة به، والتي لها تأثير سام على الإنسان.
– المعلومات المكتوبة على البطاقة الاستدلالية ذات قيمة كبيرة جداً لذلك قبل البدء في استخدام المبيد يجب قراءة ملصق المبيد جيدا ومعرفة تركيبته والطريقة الأنسب لخلطه واستعماله لتقليل مخاطر التعرض لأي حادث تسمم، والتقيد بإرشاداته: نسب الاستعمال وقابلية المزج مع المبيدات الأخرى. وفي حالة عدم فهم ما هو مكتوب على البطاقة الاستدلالية يجب الاستشارة قبل الاستخدام.
– الحرص على استخدام وسائل الوقاية الشخصية، وعلى أن تكون معايير الأمن والسلامة مطبقة في كافة المجال التي تعمل فيها دون الإضرار بصحة وسلامة الناس والبيئة أيضاً.
– ينبغي أن توفر معدات الوقاية الشخصية حماية كافية من المخاطر الناجمة عن مبيدات يتعرض لها المستخدم طيلة فترة يستلزم خلالها استخدام تلك المعدات، مع الأخذ بعين الاعتبار أنواع العمل.
– يجب أن تتوافق معدات الوقاية الشخصية المتوفرة مع القوانين الوطنية أو أن تكون وفقاً للمعايير التي أقرتها أو اعترفت بها السلطة المختصة وتعتمد على المعايير الوطنية أو الدولية.
– ينبغي أن تكون المعدات التي تم التزويد بها مناسبة للغاية التي تُستخدم من أجلها، كما ينبغي أن تتوفر بسرعة في مكان العمل بكمية كافية وبمقاسات ملائمة للعمالات والعمال الذين يحتاجون إليها.
– ينبغي تدريب العمالات والعمال الذين يحتاجون إلى معدات الوقاية بشأن استخدامها، كما ينبغي للعمالات والعمال أن يستخدموا المعدات طيلة الفترة التي يتعرضون فيها للمخاطر التي تستدعي استخدامها بهدف الوقاية.
– ينبغي لأصحاب العمل أن يوفروا الإشراف ليضمنوا أن المعدات تُستخدم على نحو ملائم. ينبغي لصاحب العمل أن يوفر ويصون كافة معدات الوقاية الشخصية اللازمة لتوفير السلامة أثناء استخدام المواد الكيميائية، وذلك دون أي تكلفة على العامل.
– ينبغي تنظيف وتخزين معدات الوقاية الشخصية في مكان العمل.
– ينبغي لأصحاب العمل أن يسعوا للحصول على النصح المهني المختص بشأن انتقاء ملابس الوقاية من مواد المبيدات.
– ينبغي لملابس الوقاية من مواد المبيدات أن تكون مناسبة تماماً للفرد الذي يستخدمها. ينبغي التشاور مع العمال وممثليهم بشأن الراحة والملاءمة بما يخص معدات الوقاية الشخصية.
– ينبغي لانتقاء ملابس الوقاية أن يأخذ بالحسبان قابلية المادة التي صنعت منها لمقاومة دخول المبيدات المعنية؛ ملاءمة التصميم، وما إذا كانت مناسبة للاستخدام الذي صنعت من أجله؛ البيئة التي ستُستخدم فيها؛ ما تسببه من حرارة أو حساسية أثناء فترة الاستخدام.
– يجب على من يقوم بالرش، مغادرة المكان فوراً بعد إجراء هذه العملية؛ ومراعاة فترات إعادة الدخول إلى الحقل المرشوش وآخر معالجة بالمبيد قبل حصاد المحصول.
2. عند خلط ورش المبيدات، يجب:
– ارتداء الملابس الواقية وهي الملابس الواقية لكامل الجسم، والقفازات والجزمة المطاطية، والكمامات والنظارات الواقية.
– عدم استخدام الملابس الواقية التالفة أو الملوثة فقد يكون استخدامها أخطر من عدمه.
– عدم تناول الطعام أو الشراب أو التدخين أثناء استعمال المبيدات.
– التأكد من أن أدوات الرش لا تسرب أي مبيد.
– تحضير محلول الرش المناسب، واستخدام مياه عذبة، وتجنب استخدام المياه المالحة.
– اخلاء المنطقة المزمع معاملتها، من الحيوانات والنحل والسكان.
– الانتباه لدرجات السمية لكل مبيد التي توضح عادة بالألوان والأرقام.
– عدم فتح العبوات بالقرب من الوجه كي لا يتم استنشاق المواد السامة.
– عدم الخلط قرب أماكن يمكن أن تتعرض للتلوث كمجاري المياه، الأنهر، الينابيع أو بالقرب من المنازل أو الحظائر.
– عدم استخدام اليدين المجردتين لنفض المساحيق من العبوات أو مزج الخليط بل استخدام عصا مخصصة لا تستخدم لأي شيء آخر.
– عدم النفخ أو شفط فوهة الرش لتسليكها بل تنظيفها بالماء أو بعصا رفيعة أو سلك رفيع.
– عند سكب المبيد، يجب تجنب إحداث رذاذ.
– القيام فقط بخلط الكمية التي سوف تستخدم لتحاشي أي كميات متبقية.
– الرش في ساعات الصباح الباكر أو المساء، وعدم الرش في حال هبوب الرياح أو الرياح الشديدة وفي ساعات الظهيرة أو ارتفاع درجات الحرارة أو هطول الأمطار.
– التوقف عن الرش أو التعفير في حال حدوث أي خلل في آلة الرش المستخدمة.
– الرش باتجاه الرياح ، وتجنب الرش بعكس اتجاه الرياح.
– عدم لمس العين أو الفم عند الرش.
– عدم الرش في حالة الإصابة بجرح.
التخلص من كميات المبيد التي تنسكب على الأرض في بعض الحالات.
تنظيف آلات الرش بعد الانتهاء من استخدامها.
– غسل الأماكن الملوثة بالمبيد، فور تلوثها.
– التأكد من توفر الماء والصابون للتنظيف والاغتسال وغسل القفازات والأحذية قبل خلعها.
– خلع الملابس الواقية فور الانتهاء من عملية الرش، وغسلها بالماء والصابون بعد خلعها مباشرة، وغسل كامل الجسم جيدا بًالماء والصابون، وارتداء ملابس نظيفة.
-أو جمع الملابس الواقية في وعاء منفصل للقيام بغسلها جيدا لوحدها بعد كل استعمال وليس مع باقي الملابس قبل استخدامها ثانية والتخلص من الأحذية الجلدية الملوثة.
3. محلول الرش المتبقي غير المستخدم:
– القاعدة الأساسية هي ألا يتخلف عن عملية الرش أية كميات من المزيج أو المخلوط. ولهذا يجب فقط تحضير الكمية الصحيحة للمساحة التي سيتم رشها. ويتطلب ذلك معرفة بالمساحة وجرعة استخدام المبيد وكمية المياه اللازمة واستخدام رشاشات معايرة بدقة.
– إذا تخلف شيء من المخلوط أو المزيج في الخزان في نهاية الرش يجب رشها في الحقل مع التعجل في السير عن المعدل المعتاد حتى لا يكون تركيز المبيد في المساحة المعالجة مرتين عاليا.
– لا يجب مطلقا التصرف في محلول الرش المتبقي بإلقائه في الترع أو على الأرض.
4. عند مرحلة ما بعد الرش، يجب:
– التقيد بفترة الانتظار، وهي الفترة بعد رش المبيد التي لا يجب خلالها دخول الحقل.
– التقيد بفترة الأمان، وهي الفترة بعد آخر رشة للمبيد التي لا يجب خلالها قطاف المحصول.
– عند استعمال غاز، مثل الفوسفين، يترك المكان لمدة يومين على الأقل، وعند الدخول يوضع قناع على الأنف والفم.
5. عند التخلص من فوارغ المبيدات، يجب:
– غسل العبوات البلاستيكية الفارغة بالماء ثلاث مرات ووضع المزيج في خزان الرش، ثم ثقبها، وحفظها في مكان آمن بعيدا عن مجاري المياه.
– عدم استخدام العبوات الفارغة مطلقا لأي غرض آخر مثل تخزين المياه أو المواد الغذائية، ذلك أنه من العسير إزالة كل المبيد حتى مع استخدام الشطف الثلاثي.
– عندما تكون العبوات الورقية فارغة افتحها بالقص وانثر بقايا المبيد في أحد أوعية الخلط، وتخلص منها.
– من الممكن التخلص من الأوعية الورقية أو البلاستيكية بالدفن أو بالحرق ولكن بعيدا من مصادر المياه والمباني وتأكد من عدم وجود أفراد أو حيوانات باتجاه الريح للدخان لتحاشي احتمال استنشاقهم له.
– كم من الممكن التخلص من عبوات المبيدات الفارغة، عن طريق الجهات المختصة بهذه المهمة، إن وجدت.
– يجب تخريم (أو ثقب) الأوعية المعدنية الفارغة وتهشيمها، لجعلها غير قابلة للاستخدام، ودفنها في حفرة لا يقل عمقها عن متر واحد، بعيدا من مصادر المياه (الترع….) أو المباني.
6. عند حفظ المبيدات، يجب:
– حفظها في عبواتها الاصلية.
– عدم وضع المبيد في عبوات المياه أو المشروبات الغازية أو أية عبوات أخرى.
– حفظها بعيدا عن رؤية ومتناول الأطفال وبعيدا عن المنزل.
– عدم السماح للأطفال باستخدام المبيدات أو الاقتراب منها.
– حفظها في أماكن مقفلة قابلة للتهوية وبعيدا عن أشعة الشمس.
– تخزين المبيدات السائلة أسفل المبيدات الأخرى لتجنب التلوث في حال انسكاب المبيد.
– احكام إغلاق عبوات المبيد بعد أخذ الكمية المناسبة منه.
اقرأ أيضا