إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: حراك شغيلة التعليم 2023 تقييم ودروس للمستقبل

صدر ضمن منشورات جريدة المناضل-ة إصدار جديد بعنوان: حراك شغيلة التعليم 2023 تقييم ودروس للمستقبل، نوفمبر 2024.

انطلقت بدءً من أكتوبر 2023 موجة نضال هي الأكبر في تاريخ النضال العمالي بالمغرب، سواء بمقياس المدة أو حجم المشاركين والمشاركات أو أشكال تدبير المعركة. استمرت تلك الموجة حتى الأسبوع الأول من يناير 2024، حيث تفككت تحت وقعِ تنازلات الدولة الجزئية وضرباتها العقابية (اقتطاعات من أجور المضربين- ات وتوقيفات عن العمل)، ومكامن ضعف ذاتية، فضلا عن تعاونِ كل القيادات النقابية معها من أجل إطفاء هذه الموجة الصاعدة من أعماق المجتمع.
بعد تراجع تلك الموجة النضالية العظيمة، تُطرح على عاتق المناضلين- ات العماليين- ات مهمةُ تقييمها واستنتاج دروسها والإعداد البرنامجي والتنظيمي لانطلاق موجة أخرى. هذه المهمة، أو بعضها، سعى العديد من المناضلين- ات إلى النهوض بها، كل من موقعه وبِعُدَّتِه، نَضُم جهودنا إلى جهودهم- هن، متطلعين- ات إلى توسيع دائرة النقاش وتعميق محتواه بما يكرس هذا التقليد الحميد، ويعزز منظورات كفاح الشغيلة. والقصد هو استنتاج دروس جولة نضال انقضت استعدادا لجولات مُقبلة.

**********************************

الفهرس
تقديم…………………………… 4
أولا- سياق انطلاق الحراك………………………… 7
ثانيا- سمات حراك 2023……………………………. 12
ثالثا- مكاسب الحراك……………………………….. 16
رابعا- نواقص الحراك………………………………… 24
خامسا- آفاق النضال……………………………….. 51
إحالات:………………………………………………… 55
ملحق؛ افتتاحيات المناضل-ة………………………… 59

********************

التقديم 

لا يسع كل متتبع نبيه للمخاض الاجتماعي بالمغرب إلا أن يقر بكون حراك التعليم (أكتوبر 2023 إلى يناير 2024) من أهم الهزات النضالية في العقود الثلاثة الأخيرة، إن لم يكن أرقى ما بلغ نضال نقابي بالمغرب.

فمن زاوية نظر محض مطلبية، لم يسبق أن شهد قطاع التعليم كفاحا بهذه الأهمية البالغة، مدةً وعدداً وأشكالَ نضال وإسهاما نسائيا ومن زاوية نظر إجمالية كان ذلك الحراك، بكل ما يسم عادة الرجَّات الكفاحية الصاعدة من الأعماق، فرصة تاريخية لقلب المسار التراجعي المفروض على حركة النضال العمالي والشعبي، التراجع الذي بلغ أعمق مستوياته مع قمع حراك الريف ونجاح الدولة في احتواء شبه ناجز للقيادات النقابية، بنحو بات يهدد هوية المنظمات العمالية.
هذا لأن هجوم الدولة على شغيلتها، بعد تهدئة تكاد تتم للصراع بالقطاع الخاص بفعل تعميم الهشاشة وقمع أجنة التنظيم، بلغ درجة من الشمول والحدة أيقظت مختلف قطاعات التشغيل العمومي. إذ لم يعد التعدي مقتصرا على قضم المكاسب وتجميد الأجور، بل استهدف جوهر علاقة الشغل ذاتها بغية تكثيف الاستغلال بتقنيات تدبير قوة العمل المستوحاة من منهج نيوليبرالي خالص، يُطلَق عليها «تدبيرا عموميا حديثا».
بيد أن ذلك الإيقاظ لم يصادف، ويا للأسف، تنظيما عماليا يجمعه، بمنطق كفاحي وحدوي يتخطى النزوع الفئوي المستشري، نحو بناء حركة نضال عمالي شعبي تحوز مقدرة فعلية على صد العدوان الشامل، وتحصين المكاسب، وانتزاع الحقوق، سيرا نحو تغيير شامل وعميق يُؤمِّن لجماهير المغرب الشعبية الحريَة والحياةَ اللائقة في بيئة مصونة.
ما حصيلة تلك الأيام المجيدة، بعد استعراض خصائص الحراك، قوةً وضُعفاً، وما عِبرُ التجربة لتنفع القادم حتما من كفاحات عمالية؟ استجلاءُ أجوبة لهذه الأسئلة، تلكم غاية هذا الكتيب، الناتج عن جهود مناضلات ومناضلين من قطاع التعليم، في تفاعل دائم مع مناضلين- ات من قطاعات عمالية أخرى، وعن انشغال لا يلين بواقع طبقتنا وبأدوات نضالها، وفق المنظور الطبقي الذي تسترشد به جريدة المناضل-ة، في سعيها، الذي أكمل هذا الشهر سنته العشرين، لتتزود طبقتنا بإعلام كفاحي بما هو أداة أساسية لبناء منظمات النضال، وبالقلب منها حزب الشغيلة.
سيحقق هذا الكتيب كامل مبتغاه إن ساعد على توسيع دائرة النقاش، بقطاع التعليم وخارجه على السواء، وتعميق النظر في أسئلته، ومد الجسور بين مناضلي-ات مختلف المنظمات النقابية وغيرها من تنظيمات النضال وحِراكاته، ليكون له كتيب تال على درب استعادة تقاليد الحركة العمالية في النقاش والبناء.

شارك المقالة

اقرأ أيضا