مستجدات نضال فروع الجمعية الوطنية لحملة الشواهد في المغرب
مستجدات نضال فرع تاهلة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين
حوار مع محمد هجامي، رئيس فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب- فرع تاهلة. أجري الحوار بتاريخ 31 أكتوبر 2024.
1* نظَّمت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب مجلسها الوطني الترتيبي يوم 26 أكتوبر 2024، حيث خلَّت ذكرى استشهاد كمال الحساني. هل يمكن أن تحدثنا عن فعاليات هذه المحطة؟
نظمت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب مجلسا وطنيا ترتيبيا يوم 26 أكتوبر 2024 في الحسيمة بمقر الاتحاد المغربي للشغل. مرَّ المجلس الوطني في جو رفاقي بامتياز، ومن أبرز خلاصاته: حلحلة الإشكالات التنظيمية التي تعرفها بعض الفروع وتخليد ذكرى الشهيدة نجية أداية في قرية با محمد والتفكير في معركة وطنية موحَّدة زمنيا ومتفرقة مكانيا، وأيضا من خلاصات المجلس تنظيم قافلة تضامنية مع رفاقنا المضربين عن الطعام بفرع تاونات يوم 03 نوفمبر 2024.
كما تناول المجلس الوطني ترتيبات تخليد ذكرى الشهيد كمال الحساني في بني بوعياش، الذي اغتالته أيادي قوى القمع عن طريق عنصر بلطجي يوم 27 أكتوبر 2011، مباشرة بعد حضوره في مؤتمر الجمعية في الدار البيضاء يوم 26 أكتوبر 2011.
الشهيد كمال الحساني، فكرة وقضية لا تزال حية بيننا، ويظل اسمه مسجلا في السجل النضالي الحافل للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، كشهيد للجمعية وللشعب المغربي.
قمنا- كما قررنا في المجلس الوطني- بزيارة قبر الشهيد ببلدة بني بوعياش، وقد حضرت فروع فاس وتازة وتاهلة ووادي أمليل وبركان والناظور وميضار وبني بوعياش وسلوان… إلخ، وبحضور طلبة فصيل الطلبة القاعديين القادمين من جامعة سلوان.
شهدت البلدة، حتى قبل انعقاد المجلس الوطني، إنزالا قمعيا رهيبا، نظرا لحساسية المنطقة وخصوصيتها. طوَّقت قوى القمع (العلنية والسرية) المداخل نحو المقبرة التي تضم قبر الشهيد. وليس فقط المقبرة بل المدينة كلها، وداخل المقاهي كانت قوى القمع متواجدة.
بعد زيارة قبر الشهيد، جسدنا وقفة احتجاجية في ساحة الشهيد كمال الحساني، وأثناءها تفاجأنا بالأسطول القمعي الرهيب جدا، الذي ذكَّرَنا بالإنزال القمعي الذي واجهت به الدول حراك الريف. كانت وقفتنا الاحتجاجية مطوَّقة بشكل كامل. ورغم هذا التطويق والحصار، إلا أننا تمكنا من تنفيذ وقفتنا الاحتجاجية، وعبَّرنا في شعاراتنا عن مضامين وتصورات ومطالب الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وقضايا الشعب المغربي الذي يعاني الفقر والاضطهاد التهميش جراء السياسات المنتهَجة من طرف النظام القائم في البلاد. وأُلقيَت كلمات من طرف المكتب التنفيذي للجميعة وفصيل الطلبة القاعديين.
2* لا يزال نضال فرع تاهلة مستمرا من أجل ملفه المطلبي. ما هي الخطوات النضالية التي خضتموها مؤخرا؟
لا يزال نضال فرع تاهلة مستمرا من أجل ملفه المطلبي، في إطار برنامج نضالي منذ شهر سبتمبر 2024، بداية باعتصام جزئي أمام الباشوية، وعلى إثره وعدٌ بعقد حوار من طرف باشا المدينة ، الذي عُقد يوم 17 سبتمبر، بحضور لجنة من عمالة تازة ولجنة حوار فرع تاهلة للجمعية الوطنية، أعطيت فيه مجموعة من الوعود إجابة على مذكرتنا المطلبية. لكن تلك الوعود لم يجر تنفيذها، باستثناء بعض الاستفادات الجزئية، عبر حلول ترقيعية نسميها تعويضا عن البطالة (عقود عمل مؤقتة مع جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة)، لكن لا جواب عن الحق الشغل القار الضامن للكرامة. ولا نزال ننتظر تنفيذ وعود السلطة المحلية على أرض الواقع.
رفض فرع تاهلة هذا التماطل في تنفيذ وعود الاستجابة لمذكرتنا المطلبية، التي تتضمن في شقها الأول التوظيف في الوظيفة العمومية وضمان الشفافية والنزاهة في المباريات إلى تلك الوظيفة، لأننا على يقين بأن المنطق الذي يسود في المباريات، هو منطق الزبونية والمحسوبية والفرز الأمني، وهناك الشق المتعلق بمطالب التعويض عن البطالة، أو ما نسميه حلولا ترقيعية، وعلى رأسها التعليم الأولي والمشاريع الصغيرة… إلخ. لكن لحدود الساعة لا شيء تحقق في هذه المذكرة المطلبية، فالإجابة التي تلقيناها من باشا المدينة هي الانتظار… لذلك نفكر من داخل الفرع في تسطير برنامج نضالي تصعيدي في ضوء التماطل وسياسة اللامبالاة مع ملفنا المطلبي.
3* تعرض الرفيق ياسين بوعملات مؤخرا لمضايقات السلطة. ما حيثيات هذه المضايقات؟ وما أشكال التضامن معه؟
صحيح أن رفيقنا ياسين بوعملات تعرض ليس للمضايقات والترهيبات، فهذه نتعرض لها جميعا، خصوصا من طرف رجال السلطة المحلية (المقدمين والدرك الملكي). ولكن رفيقنا ياسين بوعملات تلقى شكاية كيدية من طرف قائد ملحقة الدائرة الثانية، وفي ضوئها التحق الرفيق ياسين بمركز الدرك الملكي في تاهلة يوم 28 أكتوبر 2004، وجرى استنطاقه لأزيد من أربع ساعات وُجهت له تهم واهية وملفَّقة: تحريض السكان على المشاركة في وقفة غير مرخَّص لها، وتوزيع مناشير داخل مقاهي المدينة لدعم عمال وعاملات سيكوميك بمكناس الذين واللواتي يعانون التشريد والويلات.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الرفيق ياسين لهذه المتابعات، بل سبق وحوكم في جلسات صورية من داخل محكمة مدينة تازة أثناء معركة الفرع سنة 2022، المتمثلة في الإضراب عن الطعام الذي بلغ آنذاك 38 يوما، مرفوقا باعتصام ومبيت ليلي مفتوح وصل 40 يوما.
ولأن فرع الجمعية كان دائم الانخراط إلى جانب الجماهير الشعبية، لأننا جزء واحد في تلك الجماهير مثل تلك السمكة التي تعيش في البحر. وآنذاك كان سكان قرية عين كنون محرومين من الماء الصالح للشرب، وانخرط فرع الجمعية إلى جانب سكان عين كنون وشارك في اعتصاماتها ومبيتاتها الليلية لعائلات (أطفال ونساء وشباب وشيوخ). آنذاك كانت قائدة ملحقة الدائرة الأولى قد توجهت بالخطاب مباشرة إلى رفاق الجمعية وإلى الرفيق ياسين قائلة: «ابتعدوا عن الناس، وسنستجيب لمطالبكم». رفض الرفيق تلك المساومة، وقال لها: «آش كتخربقي؟». وأثناء الإضراب عن الطعام الذي كان يخوضه الرفيق ياسين، توجهت القائدة إلى منزل عائلته، مهددة بهدم منزله بمبرر انعدام رخصة البناء، وكانت تلك فقط حيلة لاستدراج الرفيق ياسين لكي يغادر المعتصم ويعلق إضرابه عن الطعام. وبالفعل اضطر الرفيق ياسين إلى التوجه نحو منزل عائلته، حيت وجد السلطة المحلية والدرك، وعلى إثر ذلك جرى استدعاؤه ثم متابعتها أمام القضاء.
كانت تلك المتابعات جزءا فقط من متابعات أخرى في حق مجموعة من الرفاق الآخرين أعضاء فرع الجمعية بتاهلة، انتهاء بالمتابعة الأخيرة في حق الرفيق ياسين، بتهم واهية لا أساس قانوني لها.
تندرج هذه المتابعات في سياق عام من القمع. مؤخرا جرى الحكم على الرفيقة سميرة القاسمي مناضلة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع صفرو، بسبب دعمها وانخراطها إلى جانب عمال وعاملات سيكوميك بمكناس، إضافة إلى مواقفها ومبادئها الواضحة في تدويناتها الفايسيبوكية. اعتُقلت الرفيقة سميرة وحُكِم عليها بثلاثة أشهر سجنا نافدة و3000 درهم غرامة، بتهم: التحريض على الاحتجاج غير المرخص باستعمال دعامة الكترونية وإهانة هيئة دستورية.
وفي هذا السياق القمعي، هناك هجوم منظم على رفاقنا من داخل الجمعية الوطنية من طرف النظام القائم، الرفيق ياسين من فرع تاهلة، الرفيق منعم الساط والرفيق الدراجي ورفاقنا بفرع واد أمليل وبوشتى الجناتي من فرع فاس. هذا هجوم منظم على مناضلي فروع الجمعية بالمنطقة، محاولة من الدولة للضرب في نفسية المناضلين واقتناعاتهم من أجل التراجع والقضاء على الدينامية النضالية التي تعرفها هذه الفروع. لكن أنَّى لها ذلك؟ فهذه المحاولات للهجوم على فروع الجمعية صلَّب اقتناعتنا للنضال من أجل حقنا المشروع والعادل في الشغل الضامن للعيش الكريم والحق في التنظيم.
هذه الهجمة من طرف النظام ذي الطبيعة الثلاثية (اللاوطني واللاديمقراطي واللاشعبي) كانت كلها في نفس الزمن، وذاك دليل على أن الأمر مخطَّط له ويستهدف الدينامية النضالية التي تعرفها فروع الجمعية مؤخرا.
ونحن في فرع تاهلة نعلن إدانتنا لهذه المتابعات والمحاكمات الصورية التي يتعرض لها رفاقنا، ونعلن تضامننا المبدئي واللامشروط مع رفاقنا المتابَعين.
أما عن أشكال تضامننا مع الرفيق ياسين فقد تمثلت في تواجدنا الميداني إلى جانبه أثناء استنطاقه في مخفر الدرك الملكي ونفكر في خطوات نضالية تصعيدية للتنديد بهذه المتابعات.
4* يوجد فرع تاهلة في جهة فاس- مكناس، حيث فروع أخرى للجمعية (تازة، تاونات، فاس…)، أليس هناك تفكير لتنسيق نضالات الفروع؟
صحيح أن فرع تاهلة يوجد في جهة فاس- مكناس، حيث فروع أخرى للجمعية الوطنية (تازة ووادي أمليل وتاونات وقرية با محمد وفاس). وهناك تفكير على إثر جلسات ولقاءات بين رفاق هذه الفروع، خصوصا أثناء قافلة التضامن مع عمال وعاملات سيكوميك، تفكير من أجل تنسيق بين الفروع، تنسيق إقليمي وجهوي لتوحيد نضالاتنا من أجل انتزاع حقوقنا العادلة والمشروعة.
بعد المجلس الوطني الأخير هناك بوادر للتفكير في تنسيق جهوي في جهة فاس- مكناس، وسنعمل بجدية على ذلك. ونحن حاليا مقبلون على محطة نضالية مهمة وهي قافلة تضامنية مع الرفيقين زهير ورضوان المضربين عن الطعام بفرع تاونات، وهي قافلة تضامنية دعا لها المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية كخلاصة للمجلس الوطني الترتيبي المنعقد بالحسيمة مؤخرا. القافلة هدفها التضامن مع الرفيقين المضربين عن الطعام وتضامنا مع نضالات الفرع ومن أجل كسر التعتيم الإعلامي الذي تعاني منه تلك المعركة.
*********************
في حوار: نضالات فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين- قرية با محمد
يخوض فرع قرية با محمد نضالات مستمرة من أجل الحق في الشغل. لإلقاء الضوء على هذه النضالات أجرى الموقع حوارا بثينة شركي كنوني رئيسة فرع قرية با محمد. هذا نصه:
1* هل يمكن أن تعطينا نبذة عن قرية با امحمد (الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم… إلخ، الأنشطة الاقتصادية، وكيف تنعكس على الحق في الشغل؟
منذ ولادة النظام الرأسمالي يولد في أحشاءه تناقض رئيسي بين العمل المأجور والرأسمال، وتناقضات تانوية (العمل الجسدي والعمل الذهني، الريف والمدينة).
النظام القائم بالمغرب، على غرار الأنظمة التبعية، الذي يرزح فيه كادحوه وكادحاته تحت وطأة الإستغلال والاضطهاد الطبقي، لا يخلو بدوره من هذه التناقضات بل تظهر فيه بشكل جلي.
تتواجد قرية با محمد بالشمال المغرب، وتنتمي إلى الجهة الشمالية الوسطى (جهة: تازة – الحسيمة – تاونات) وإداريا إلى إقليم تاونات، وتقع شمالي مدينة فاس، تضم دائرة قرية با محمد 16.712 نسمة (إحصاء رسمي 2004) مساحتها 42 كيلومترا مربع.
توجد القرية في منطقة فلاحية حيث تتوفر على مصادر مائية مهمة وأراضي صالحة للزراعة. هذه الأراضي موزعة أساسا على أعوان المستعمر سابقا وإقطاعيي هذه المنطقة، في حين أن السواد الأعظم من سكان هذه المنطقة فلاحون- ات بسطاء أو أجراء وأجيرات زراعيين- ات. هذه المنطقة تكاد لا تتوفر على شيء؛ المركز الصحي بالكاد يتوفر على شيء، فالنساء الحوامل المنطقة يذهبنإلى لفاس من أجل الولادة، وهذا أبسط مثال ناهيك عن أنه آيل للسقوط، ويعاني من غياب التجهيزات والأطر الطبية والأدوية وجهاز المسح ومختبر التحليلات الطبية وضعف أسطول سيارات الإسعاف.
وفيما يتعلق بالتعليم، فالوضع لا يقل سوءا. فعدد المؤسسات التعليمية والأساتذة أقل من أن تستجيب لمطلب تعليم جيد. كما أن المدارس مكتظة، وبعضها لا يتوفر حتى على مرافق صحية لائقة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فالقرية التي تنظم مهرجان الحبوب والقطاني، تعتمد بشكل كبير على الفلاحة. وفي غياب التصنيع، تظل فرص الشغل نادرة، ويرتفع معدل البطالة والفقر. لذلك يشكل شباب المنطقة خزانا للعمل في الشركات في المدن الكبرى كبروليتاريين أو عمال زراعيين. يمكننا القول إن عجلة التنمية في هذه البلدة متوقفة ومن هنا يمكن أن نستنتج أن البطالة في قرية با محمد في تزايد.
2* متى تأسس فرع جمعية المعطلين- ات قرية با محمد؟ وما أهم المحطات النضالية التي عرفها؟
تأسس الفرع المحلي لأول مرة سنة 1993 رفضا للبطالة ومطالبة بالحق العادل والمشروع في شغل قار يضمن الكرامة والعيش الكريم. وخلال هذا المسار الطويل من الكفاحية والنضال حقق عدة مكتسبات لأجيال من المعطلين (الوظيفة العمومية من داخل الجماعات، أساتذة التعليم الأساسي والأولي، وأشكال من التعويض عن البطالة مثل الأكشاك). كما لا يخفى على الجميع أن الفرع دائم الحضور في كافة محطات الجمعية الوطنية (ذكرى التأسيس، ذكرى الشهداء… إلخ).
كما فجر عدة معارك نضالية، ونذكر ضمنها الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه كل من الرفيقة بثينة شركي كنوني والرفيق محمود البوطريكي والرفيق عثمان الشواطي الذي دام لـ 14 يوما.
وفي شهر أكتوبر 2024، خضنا برنامجا نضاليا قررناه في الجمع العام المنعقد يوم 7 أكتوبر 2024، وأهم خطواته هي: أشكال نضالية من داخل المجلس الجماعي أيام 9 و10 و11 أكتوبر.
3* كيف تعاملت السلطة مع نضالات ومطالب الفرع؟ وهل هناك مكاسب استطاع الفرع تحقيقها؟
السلطة المحلية بقرية با محمد، على غرار باقي السلطات المحلية، تتعامل بأسلوبي الترهيب والترغيب. وإذا لم تستطع أن تحتوي الوضع ترضخ لمطالب الجمعية، وهذا ما وقع في خضم المعركة البطولية سالفة الذكر حيث استطاع الفرع المحلي انتزاع عدة وعود أهمها الوظيفة من داخل جماعة قرية با محمد منها ما نُفِّذ ومنها من سيُنفَّد بداية السنة المالية الجديدة.
كما تتعامل السلطة بأسلوب الحوارات لإطفاء النضالات. فمؤخرا خضنا إضرابا عن الطعام تحت شعار «الشغل أو الشهادة»، وبعد وصوله اليوم الرابع قمنا بتعليقه إثر حوار مع رئيس المجلس الجماعي ونوابه والسلطة المحلية، قدَّمت فيه السلطة مجموعة من الوعود بالتشغيل وتنظيم حوار آخر مع رئيس الدائرة، لكن جرى تماطل في تنفيذ هذه الوعود، لذلك دخل كل من الرفيقة بثينة شركي كنوني والرفيق محمود البوطريكي والرفيق عثمان الشواطي للإضراب عن الطعام من داخل مقر المجلس الجماعي، ابتداء من يوم 30 أكتوبر 2024، احتجاجا على واقع البطالة والإقصاء من المباريات التي اجتازوها.
وعندما لا تتمكن الوعود والتسويف من إطفاء النضال، تلتجأ السلطة إلى القمع، فقامت بتطويق قمعي رهيب لمعتصمنا داخل المجلس الجماعي يوم 30 أكتوبر، ثم تدخل قمعي حيث تم تعنيف الرفاق جسديا ولفظيا بطريقة همجية ووحشية وكذلك مصادرة هاتف الرفيق عبد الرحمن بوريشة.
أمام هذا القمع قمنا بمسيرة نحو ولاية فاس- مكناس التي وُوجهت بدورها بالقمع، عند وصولنا لقنطرة سبو، حيث تم تطويق الطريق المؤدية لمدينة فاس. وأمام صمودنا طلب رئيس دائرة قرية با محمد، ومعه بعد قواد الجماعات المجاورة والمجلس الجماعي، حوارا معنا. وجرى الاتفاق على أساس التحاقا لرفاق بالعمل يوم 1 نوفمبر في حين أن مستحقات شهر سبتمبر وأكتوبر سيجري تسليمها يوم 5 نوفمبر. وعلى هذا الأساس تم تعليق خطوة الإضراب عن الطعام.
4* تعرف الجهة نضالات فروع الجمعية (قرية با محمد، فاس، تاونات، تاهلة، تازة…)، هل هناك تفكير لتنسيق نضالات الفروع؟
فروع الوسط لم ولن تخرج عن سياق الكفاحية والنضال. ولعل أهم معركة حاليا هي معركة الأمعاء الفارغة التي يخوضها كل من زهير الهواري والرفيق رضوان المرضي من داخل الفرع المحلي تاونات والتي وصلت لحدود كتابة هذة الأسطر ليومها الـ 25. بالفعل هناك مبادرات نضالية وهناك تنسيق نضالي بين هاته الفروع في انتظار تأسيس سيكريتارية الإقليم و الجهة.
وأهم أشكال التنسيق النضالي وأشكال التضامن التي خضناها:
* 20 سبتمبر 2024: وقفة احتجاجية بحي السوق القديم- قرية با محمد تضامنا مع معركة الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه رفاقنا في فرع طنجة.
* 29 سبتمبر 2024: إصدار بيان تضامني مع معركة فرع طنجة من طرف فروع قرية با محمد وفاس وتاونات.
* 7 أكتوبر 2024: المشاركة في الشكل النضالي إلى جانب رفاقنا بفرع تاونات من أمام ولاية جهة فاس-مكناس بحضور رفاقنا بفروع فاس وتاهلة وواد أمليل وتازة، وكذلك الرفاق بالإتحاد الوطني لطلبة المغرب بالمركبين الجامعيين ظهر المهراز و سايس.
كما سيشارك فرع القرية يوم 03 نوفمبر 2024 في القافلة التضامنية التي نادى لها المكتب التنفيذي للجمعية، تضامنا مع الرفاق المضربين عن الطعام في تاونات.
كما أصدرت فروع الجمعية (فاس، قرية با محمد، تازة، تاهلة، وطاط الحاج وواد أمليل) بلاغا مشتركا يوم 6 نوفمبر 2024 دعت فيه إلى خوض أشكال احتجاجية موحدة زمانيا ومتفرقة مكانيا، دعما لنضالات رفاقنا في فرع تاهلة.
************************
الجمعية الوطنية لمعطلي- ات تازة: نضال مستمر من أجل الحق في الشغل (حوار)
1. تناولَ بيان فرعكم الصادر يوم 30 أكتوبر 2024 معطيات حول واقع التهميش والإقصاء الذي تعانيه تازة. هل يمكنكم إعطاء نبذة حول المدينة (الموقع الجغرافي، الأنشطة الاقتصادية، الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم… إلخ).
مدينة تازة تقع في الشمال الشرقي للمغرب، وهي تتوسط الطريق بين فاس ووجدة، مما يجعلها ذات موقع استراتيجي. رغم ذلك، تعاني المدينة من تهميش اقتصادي واجتماعي كبير، حيث تغيب فيها الاستثمارات الكبرى والمشاريع التنموية التي تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية للسكان. الأنشطة الاقتصادية بالمدينة محدودة، وتتمثل بشكل رئيسي في الفلاحة التقليدية وبعض الأنشطة التجارية البسيطة. أما في ما يخص الخدمات الاجتماعية، فإن القطاعين الصحي والتعليمي يواجهان العديد من التحديات، بما في ذلك نقص البنية التحتية وضعف الخدمات المقدمة، مما يؤدي إلى تراجع مستوى الرعاية الصحية والتعليم.
2. متى تأسس فرع جمعية المعطلين بتازة؟ وما أهم محطاته النضالية؟
تأسس فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب في مدينة تازة في أوائل التسعينيات إلى أن تم تجديده سنة 2021، على خلفية ارتفاع معدلات البطالة في صفوف حاملي الشهادات. منذ تجديده، خاض الفرع العديد من المحطات النضالية المهمة، بدءًا من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات السلمية وصولاً إلى الاعتصامات أمام المؤسسات الحكومية. ورغم التضييقات التي واجهها، استطاع الفرع أن يحافظ على حركيته ونضاله المستمر من أجل حق التشغيل والكرامة الاجتماعية.
3. كيف تتعامل السلطة مع نضال الفرع ومطالبه؟ وهل سبق للفرع أن حقق مكاسباً؟
تتعامل السلطة مع نضال الفرع في كثير من الأحيان بأسلوب القمع والتضييق، حيث تواجه التحركات الاحتجاجية بالقوة الأمنية. ومع ذلك، حقق الفرع بعض المكاسب الجزئية في فترات مختلفة، منها حلول ترقيعية لبعض أعضائه والاعتراف الجزئي بمطالبهم. لكن هذه المكاسب تبقى محدودة بالنظر إلى حجم الأزمة وعمق التهميش الذي تعانيه المنطقة.
4. تشهد جهة فاس مكناس نضالات فروع الجمعية (تازة، تاهلة، تاونات..)، ألا تفكرون في تنسيق الجهود النضالية بين الفروع؟
بالفعل، هناك تفكير دائم في توحيد الجهود بين مختلف الفروع في جهة فاس مكناس، خاصة وأن الإشكالات التي تواجهها هذه المناطق متشابهة. هناك رغبة في تنسيق التحركات من أجل تشكيل جبهة نضالية قوية تستطيع الضغط على الدولة لتحقيق مطالب مشروعة في التشغيل والتنمية. ورغم التحديات، فإن التنسيق بين الفروع يتطور مع الوقت، ونأمل أن نتمكن في المستقبل من خوض معارك مشتركة أكثر فعالية.
5. تضمن بيانكم الأخير إشارة إلى القضية الفلسطينية. ما الأشكال التضامنية/ النضالية التي خاضها أو شارك فيها الفرع من أجل هذه القضية؟
تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية لكل القوى الحية بالمغرب، وفرع الجمعية بتازة ليس استثناءً. فقد خاض الفرع عدة أشكال نضالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، من بينها الوقفات التضامنية والمشاركة في المسيرات الوطنية المنظمة دعمًا لفلسطين. كما يتم التطرق إلى القضية في جميع البيانات الصادرة عن الفرع وآخرها بيان 30 أكتوبر 2024، تأكيدًا على الموقف الثابت تجاه دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال.
اقرأ أيضا