لا لبطش دولة رأس المال بالشباب المناضل: ارفعوا أيديكم عن طلاب الطب وطالباته
يواصل طلاب وطالبات كليات الطب بالمغرب نضالهم- هن الذي بدؤوه في منتصف ديسمبر من العام الماضي، وواجهوا فيه مختلف صنوف التجاهل والكذب والمناورات والتهديد والطرد والعقوبات القاسية وحل مجالسهم- هن، التمثيلية والقمع البوليسي للمسيرات والتحركات النضالية… لقد استمروا في معركتهم- هن دون أن يحيدوا على منهجية تدبير نضالاتهم- هن: القاعدة هي من تقرر في الاستمرار أو التوقف، وهي من تجعل من أشكال النضال مُعبرا حقيقيا على مستوى استعدادهم- هن وتنظيمهم- هن وتصميمهم- هن.
يناضل طلاب الطب وطالباته من أجل ضمان تكوين طبي جيد، ضدا على إرادة الدولة في اختصار مدة تكوينهم- هن، خاصة العملي والميداني، بما قد يجعلهم- هن غير قادرين- هن على ممارسة طبية جيدة، وسينعكس سلبا على صحة المواطنين- ات، وخصوصا الكادحين- ات الذين يعتبر المستشفى العمومي ملاذهم- هن ضد عاديات الزمن. صاغ طلاب الطب والصيدلة ملفهم- هن المطلبي، بالاعتماد على ما توافر لهم- هن من إمكانيات تنظيم: مكاتب الطلبة، وتنسيق وطني لها هو اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة. لقد استعملوا أدوات أرادتها الدولة أدوات لتدجينهم- هن ودمجهم- هن في رؤيتها، لكنهم- هن حولوها لأدوات نضال، منذ سنة 2012، في ظل غياب منظمة نقابية طلابية وطنية.
تقوم رؤية الدولة على إعادة هيكلة مؤسسات التكوين الخاصة بمُقدِّمي- ات الخدمات العمومية (الطب والتعليم… إلخ)، بما يتوافق مع استراتيجية تسليعها وتعميم أشكال فرط الاستغلال لشغيلة تلك الخدمات (ما يُطلَق عليه آليات حديثة لتدبير الموارد البشرية)، وتريد الدولة زرع تلك الاستراتيجية في عقول طلاب وطالبات الطب (كما هو الحال مع التعليم) منذ المشتل/ مراكز التكوين، وفي نفس الوقت خفض مدة التكوين لتخريج أفواج كثيرة تخلق بها فائض عرضٍ من الأطباء (والممرضين- ات… إلخ)، ما يسمح لها بالضغط عليهم- هن لقبول أشكال الاستغلال الجديدة.
في مسيرة نضالهم- هن في الشهور التسع الأخيرة، وأمام صمودهم- هن، انبرت جهات عديدة للتوسط في الملف، آخرها “مؤسسة الوسيط” التي قدمت رؤية لحل أخضعها الطلاب- ات للتصويت: رفضها طلبة الطب بأغلبية كبيرة، حيث رأوا أنها استعادة حرفية لما ظل وزير التعليم العالي يردده منذ مدة بصدد ملف الطب، في حين قبل بها طلاب الصيدلة بأغلبية نسبية. فوقع ممثلو- ات الصيدلة محضرا بشأن ملفهم- هن يتضمن الحلول المقترحة، في حين أعلن طلاب- ات الطب الاستمرار في النضال، عبر اعتصامات بمختلف الكليات، ومسيرة وطنية مقررة يوم 15 أكتوبر 2024.
وُوجه اعتصام الطلاب بالرباط ليلة 25/26 شتنبر 2024 بالقمع الشرس وبالاعتقالات التي مست 15 طالبا، جرى إطلاق سراحهم فيما بعد. ووُوجه المتضامنون- ات من الأطباء الداخليين- ات والمقيمين- ات بالقمع في الرباط كذلك يومه 26 سبتمبر، وفي طنجة تعرض المتضامنون- ات بمعية الطلاب في نفس التوقيت للتطويق البوليسي أمام المستشفى الجامعي.
يدرك الطلاب-ات أن معركتهم- هن هي معركة من أجل المستشفى العمومي، ومن أجل الصحة العمومية التي يتفشى فيها سرطان رأس المال الذي يستهدف الاستثمار في أمراض المغاربة، وخاصة الكادحين- ات منهم- هن عبر وسائل عدة أهمها التهامه لمدخرات صناديق التحوط الاجتماعي. وهم- هن في معركتهم- هن هذه يحتاجون لتضامن عمال- ات المغرب وكادحيه وكادحاته.
يجترح الجيل الجديد من النضالات الشبابية أشكال تسيير أكثر ديمقراطية للمعارك، وهي ضمانة من ضمانات انتصارها، ومَعلَمٌ آخر في طريق التماس طرق التدبير الديموقراطي للنضال ولمنظمات النضال، وهي دروس من هؤلاء الشباب لعموم العاملات والعمال.
- النصر لنضالات طلبة وطالبات الطب
- الإدانة للقمع الذي يطالهم- هن
- الرفض التام لسياسة الدولة التي تجعل من صحة الكادحين- ات وسيلة لتلبية حاجة رؤوس الأموال للتراكم.
تيار المناضل-ة
اقرأ أيضا