من أجل وقف فوري للعدوان الصهيوني على غزة، وسحب جيش الاحتلال، وإقرار حقوق الشعب الفلسطيني
بعد مضي أربعة أشهر، لا يزال الكيان الصهيوني مستمرا في حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. جرى حتى الآن سقوط ما لا يقل عن 28 ألف شهيد-ة، معظمها من النساء والأطفال، وما يقل قليلا عن 70 ألف جريح-ة، فضلا عن أكثر من 7 آلاف مفقود-ة، علما أن العديد من الجثث لا تزال تحث أنقاض البنايات المدمرة، والأرقام لا تأخذ في الحسبان من يموت جراء الكارثة الصحية المتفشية التي خلفها العدوان الصهيوني، ومنع دخول المساعدات الإنسانية…
أدى القصف الهمجي الصهيوني أيضا، إلى تدمير أزيد من ثلثي مباني قطاع غزة، جزء منها بشكل كلي، والباقي متضرر على نحو كبير، وتخريب هائل للبنيات التحتية من ماء وكهرباء وطرق ومدارس ومشافي ومراكز الرعاية، والمساجد والكنائس والمعالم الأثرية، أي إبادة جماعية هائلة للبشر والحجر.
وتُعِدُّ آلة التدمير الصهيونية العدة لاستكمال هدف التطهير العرقي وإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، بنيتها الهجوم على منطقة رفح التي وصلها اللاجئون من شمال ووسط غزة وجنوبها، وصارت مكتظة بالسكان، أزيد من مليون و400 ألف نسمة. إنه شوط مؤلم للغاية من تاريخ مديد من الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وهو إعادة على نطاق واسع لنكبة سنة 1948 الأليمة، وها قد تجاوزت ويلات ما يجري الآن من تصفية للفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم وكل أسباب الحياة، ما حدث إبان تلك النكبة.
ما كان الكيان الغاشم قادرا على اقتراف جرائمه لولا مشاركة أمريكا في الحرب، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، بدل الدعم الدائم دون المشاركة الفعلية في العدوان، ودعم معظم الدول الأوروبية، والتواطؤ الصامت لروسيا،التي تقيم علاقات تجارية ثنائية مع الكيان، ولامبالاة الصين، المتفرجة دون أدنى مبادرة حتى داخل الأمم المتحدة بالرغم من عجزها على إتيان رد حاسم على الغطرسة الأمريكية-الصهيونية.
كما يعتمد الكيان على خضوع أنظمة المنطقة وتطبيعها، وكلها مسؤولة عن تشجيع حرب الإبادة الصهيونية، لا سيما أن الكيان إنما استفاد من تزويده بالعتاد العسكري من قبل أمريكا وحلفائها كي يمتلك القدرة على مواصلة إجرامه.
منحت القوى الامبريالية الكيان الصهيوني دعما عسكريا وماليا وسياسيا واسع النطاق، وحركت قواتها العسكرية لحماية إمداده برا وبحرا وجوا، وضخت له مساعدات مالية عاجلة لتعزيز مجهوده الحربي، ووفرت له غطاء سياسيا وديبلوماسيا أبطل جميع محاولات اتخاذ قرار وقف الحرب، والمجازر بحق الفلسطينيين.
إن استكانة الأنظمة العربية وتخليها حتى عن بيانات الإدانة وشعارات التضامن غير المترجمة إلى أفعال، ذهب أبعد من الخضوع برفضها إنهاء التطبيع وطرد تمثيليات الاحتلال لديها، وامتناعها عن استعمال سلاح النفط، بل إن بعضها بالجوار الفلسطيني مشارك في الحصار المقيت على غزة بالامتناع عن فتح المعابر الحدودية امتثالا لرفض الكيان الصهيوني.
إن الشعب الفلسطيني بحاجة ملحة، في مواجهة المذابح، إلى التعبئة الشعبية العالمية، وإلى مواصلة بناءها وتعزيزها، ولاسيما داخل المنطقة العربية والمغاربية. تعبئة تجمع منظمات النضال العمالية والشعبية وكل الساعين حقيقة لنصرة الشعب الفلسطيني ومناهضة الإمبريالية وحروبها، تعبئة منغرسة في الأحياء وأماكن العمل والمدارس والجامعات… عبر لجان تضامن تحشد جماهير غفيرة للضغط من أجل وقف فوري للعدوان الصهيوني، وسحب جيشه الإجرامي من قطاع غزة، والسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية، والأدوية والمعدات والأطقم الطبية… وكل ما يلزم لتوفير أسباب الحياة لملايين الفلسطينيين- ات المهددة بالجوع والمرض والبرد والموت…
يلزم الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني كامل السيادة في العودة وإنهاء الاحتلال الصهيوني وإقامة دولته المستقلة على كامل أرضه، دولة ديمقراطية ضامنة للحقوق دون تمييز لجميع مواطنيها.
ومن أجل ذلك،ا ينبغي عدم إفلات الاحتلال من العقاب عن كامل جرائمه المقترفة بحق الشعب الفلسطيني، ولهذا من الضروري مواصلة حملة مقاطعة الكيان الصهيوني وملاحقة قادته المسؤولين عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني المقاوم منذ إقامة هذا الكيان الغاصب بدعم الإمبريالية العالمية.
إننا في تيار المناضل-ة، ندعو منظمات الطبقة العاملة المغربية، وكافة مناصري الشعب الفلسطيني، إلى المساهمة في المبادرات العالمية الجارية من أجل تعزيز حملة مقاطعة الكيان الصهيوني وتوسيعها، والمبادرة إلى تنظيم أنشطة نضالية تضامنية متنوعة، من أجل الضغط على الدولة المغربية لإلغاء التطبيع، وطرد التمثيلية الديبلوماسية الصهيونية من المغرب، ومن أجل إطلاق حملة للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين-آت، الغذاء واللباس والدواء، والأطقم الطبية، والمستشفيات الميدانية، أي كل ما سيساعد في دعم الشعب الفلسطيني وخلاصه من المأساة المروعة التي يعيشها.
المناضل-ة
اقرأ أيضا