صدور العدد 81 من المناضل-ة: اجتماع المُؤسسات المَالية بمُراكش ماذا بعد؟ وما مَهام الحركة العُمالية والشعبية؟
افتتاحية العدد 81- أكتوبر 2023:اجتماع المُؤسسات المَالية بمُراكش ماذا بعد؟ وما مَهام الحركة العُمالية والشعبي
أيام قليلة وتنطلق الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. بلغت التحضيرات ذروتها، وزينت مدينة مراكش لتظهر في أبهى صورة تليق بزوارها من أغنياء العالم، وكبار الرأسماليين وممثلي الدولة وجوقة الطبالين من “المجتمع المدني” المرتزق. وعلى بعد بضع كلومترات من مقر تلك الاجتماعات ثمة مغرب آخر. ضحايا الزلزال العنيف يعانون، ويتسلحون بالأمل أن ترفق بهم الطبيعة في موسم الأمطار والثلوج، متطلعين إلى نهاية مأساتهم الطبيعية والاجتماعية ببناء سقف يأويهم.
ما يشغل البنوك وكبار الرأسماليين وممثلي الدول الامبريالية المجتمعين هو وضع خطط زيادة أرباحهم، وتأمين استمرار سيطرتهم على الشعوب المضطهدة. ويخفون بحملة تضليل هائلة حقيقة جرائم نظامهم في حق الكادحين/ات، من تحميل وزر أزمات مالية واقتصادية دائمة، وحروب غزو لا تتوقف، وتدمير مجنون لبيئتنا، تحكم على ملايير البشر بمعاناة الفقر، والموت بأمراض قابلة للعلاج، ودعم أنظمة ديكتاتورية فاسدة مقابل استغلال للثروات القومية بأبخس ثمن. هؤلاء أعداء العمال/ات ومستغلو الشعوب المضطهدة لا مفر من مواجهتهم بالقوة الجبارة لوحدة العمال/ات، وعامة المضطهدين/ات، من مختلف الأمم، من أجل الاستعاضة عن نظامهم الاستغلالي ببديل اشتراكي بيئي ديمقراطي اممي.
تنزيل الاستراتيجية النيوليبرالية بقوة وبسرعة
تمسك النظام المغربي بتنظيم الاجتماع في موعده لتسجيل قدرته على تحمل الأزمات، ولإنهاء أي عدم يقين قد يخامر حلفاءه، وإثبات مقدرته على ضبط الوضع. وسينال بفعل ذلك ثقة الرأسماليين ومزيد من الدعم السياسي من حلفاءه.
تشارك قيادات أكبر المنظمات النقابية المغربية في أشغال المؤسسات الإمبريالية، للاطلاع بما أسند لها من أدوار تضليل. لقد اختارت بوضوح الاصطفاف في خندق أعداء العمال والشعوب، معتمدة ازدواجية خطاب مفضوحة. إنها تعمق شراكتها مع النظام، وتمددها الى التعاون مع أجندات المؤسسات المالية الامبريالية
سيخرج النظام المغربي من المؤتمر أشد اندفاعا لتنفيذ استراتيجيته النيوليبرالية الشاملة، وستزداد جرعة عنفه الاجتماعي، وتتسارع وتيرته بتخلصه من التردد ومخاوف فقدان السند، ما لم يمنعه نضال عمالي وشعبي جبار من تنفيذ تلك الاستراتيجية.
سيستعمل النظام المغربي المكسب السياسي من تنظيمه للاجتماعات السنوية للبنك والصندوق الدوليين لطلب مزيد من القروض العمومية من الأسواق الدولية، وسيكون تنظيم كأس العالم 2030 الذريعة الكبرى لتمترس كبار الرأسماليين لنهب منظم لميزانيات طائلة في مشاريع “فيلة بيضاء” ستُقرر خارج المراقبة وفي منأى عن أي نقاش عمومي.
تتهيأ الشركات الرأسمالية والأجنبية للاستفادة من ميزانية الاستثمار العمومي للسنوات القادمة، والتي سيجري تمويلها بالقروض الأجنبية، كما تتربص لنيل حصصها من سرقة الثروات القومية باسم الخوصصة وتشجيع الاستثمار رافعة “للتنمية الرأسمالية”.
تحبل السنوات القادمة بمخاطر اجتماعية واقتصادية وسياسية كبرى. منها الخوصصة بصيغ مختلفة للمؤسسات والشركات العمومية المربحة التي صرفت أموال طائلة لتطويرها (المطارات- الموانئ- الطرق السيارة- السكك الحديدية- خدمات الماء والكهرباء- الصحة والتعليم العموميين…). وتفكيك تشريعات الشغل في القطاعين العام والخاص، بما يضفي المرونة ويحرر الرأسمالين مما يعتبرونه قيودا بوجه رفع الأرباح إلى أقصاها، ونزع الطابع التوزيعي لصناديق التقاعد وجعل العمال يدفعون أكثر ويحصلون على معاشات أقل.
يترافق ذلك مع فرض انضباط على الطبقة العاملة بتمرير القانون المقيد لممارسة الاضراب، وإعادة نظر في القوانين لمزيد من قمع المعارضة أفرادا وجماعات بإصدار الصيغة الجديدة للقانون الجنائي وتعديل قانون الصحافة والنشر وتأسيس الجمعيات والنقابات… الخ علما أن الواقع أسوء مما يدبج في القوانين.
واجباتُنا: التّنظيم والمواجهة
ستدفع الطبقة العاملة وكادحو/ات المغرب الثمن الباهظ لتمرير استراتيجية النظام النيوليبرالية. فالديون وفوائدها ستؤديها الأجيال القادمة من لقمة عيشها، وسترهن مستقبلها لمصاصي دماء الشعوب ومنهم رأسماليين كبار محليين. وسيكون نصيب الضحايا تدهور شروط العيش وتكثيف الاستغلال وتشدد قمع الحريات الديمقراطية لمنع صرخات المحرومين وتنظيمهم.
فعلا واقع الحركة العمالية والشعبية يطبعه ضعف المنظمات المستقلة والجماهيرية، ونقص الوعي السياسي باستراتيجية الأعداء الطبقيين، واصطفاف القيادات خلف استراتيجية الدولة، صراحة أو مداورة، ما يجعل ميزان القوى الآني لصالح أعدائنا.
تمدد الرأسمال وسحقه العنيف لجيوب ظلت حضنا للتضامن والإفلات من شريعة السوق، وكذا بلترة اقسام متزايدة من القرويين، والارتفاع المتزايد للنساء العاملات والمتعلمات، الخ ، تلك تحولات موضوعية هائلة وتوسع نوعي لمكانة الطبقة العاملة ضمن مقهوري البلد، مع ما يعنيه الأمر من مؤهلات التنظيم والكفاح. هذا الأساس الموضوعي باعث أمل وثقة عند أنصار التحرر الاشتراكي.
سينتهي حفل أغنياء العالم، ومعه جوقة التضليل والخطب المنافقة، وأمسيات البذخ المقرفة، وستسطع شمس النهار كاشفة حقيقة أن عالمنا نقيض دعايتهم. وسينصرفون لمواصلة جرائمهم، وليس لنا إلا بناء التنظيمات العمالية والشعبية المستقلة وتنظيم المواجهة باستراتيجية بديلة هدفها تحرر الشغيلة المقهورين/ات من سيطرة الاستغلال الرأسمالي والاستبداد السياسي.
ضد الإمبريالية ومؤسساتها ولأجل مقاومة أممية لأجل بديل اشتراكي بيئي أممي
ضد الاستراتيجية النيوليبرالية للنظام المغربي
لأجل التنظيم العمالي، ولأجل المواجهة، لأجل تحرر شامل وعميق من الاستغلال الرأسمالي والاستبداد السياسي
المناضل-ة
محتوى العدد:
- افتتاحية العدد 81- أكتوبر 2023:اجتماع المُؤسسات المَالية بمُراكش ماذا بعد؟ وما مَهام الحركة العُمالية والشعبي
- سياسة
- أضواءٌ على راهن حركة النّضال العُمالي والشعبي
- ضد الاجتماع السنوي للبنك وصندوق النقد الدوليين بمراكش أكتوبر 2023 من أجل سيادة شعبية مناهضة للإمبريالية والصهيونية
- ضد المُؤسسات المَالية الدّولية أدواتُ السّيطرة الامبريالية، وضدّ التّبعية للاستعمار الجَديد، ولأجل حق الشّعوب في سيَادتها
- أزمات الرأسمالية وراهنية منظور اشتراكي بيئي أممي
- تفاعل الامبريالية مع الهزات التي تخضها، وحصيلة تجارب الحكومات المناهضة للنيوليبرالية، ومعالم البديل
- التحرر الوطني من الإمبريالية في بعده المغاربي، من أين وإلى أين؟
- المُؤسسات المالية والقروض في البرامج الانتقالية للأحزاب الثورية
- ستة أسئلة وأجوبة حول التبرؤ من المديونية ونظامها ومؤسساتها
- نساء
- عندما يهتم البنك العالمي بالنساء
- نضالات وقضايا عمالية
- الحالة النقابية ومهام المناضلين/ات
- انتفاضةُ شغيلة التّعليم يوم 05 أكتوبر 2023: لنستلهم درُوس سَابق النّضالات قصد تطوير مُستقبلها
- النظام الأساسي الجديد لأجراء-ات التعليم العمومي نصر للدولة وأرضية جديدة للنضال
- أخيرة
- ما هي الاشتراكية البيئية؟
اقرأ أيضا