شعبا ليبيا والمغرب: كوارث “طبيعية” عظمى… التضامن ووحدة المصير
خلفت الفيضانات المدمرة التي ضربت مدينة درنة شرقي ليبيا ضحايا كثرا جدا. وأعداد القتلى والجرحى والمفقودين مرشحة للارتفاع. لا زال عمل انتشال الجثث والبحث عن المفقودين جاريا.
جرفت السيول البشر، ودمرت السدود وجرفت المباني، وخربت ربع مدينة درنة. عبرت عاصفة دانيال البحر المتوسط واجتاحت بلدا تعاني المآسي منذ أكثر من عقد. الوضع كارثي للغاية، والجثث ملقاة على الطرقات وفي البحر والأودية وتحت المباني المدمرة.
يقسِّم مدينة درنة نهر موسمي يتدفق من المناطق المرتفعة في اتجاه الجنوب، ونادرا ما تضرب السيول المدينة بسبب السدود الموجودة بها. انهارت السدود، والدمار هائل، والاحتياجات الإنسانية هائلة وعاجلة.
إنه الوجه المأساوي للتغيرات المناخية المتطرفة الناتجة عن التدمير المتواصل للمحيط البيئي من قبل رأسمالية شجعة لا تعترف بأي حدود في سعيها لأقصى الأرباح وتراكمها. اختلال مناخي عنيف تتعرض المنطقة المغاربية، كما شأن الكوكب بأسره، لمخاطره العديدة مثل الجفاف الحاد، والتصحر، ونضوب المياه، وارتفاع مستوى البحر، وفيضانات فجائية مدمرة…
نزلت كارثة عظمى بثقلها على شعب ليبيا الكادح المنهك بعقود ديكتاتورية قاسية تخلص منها بانتفاضة عارمة دون أن يتمكن من إقامة نظام ديمقراطي يلبي طموحاته، ويقضي على الاستغلال والاضطهاد. شعب ليبيا الذي يعاني الآن من كارثة “طبيعية”، في ظل بنية تحتية مهملة ومدمرة وخدمات اجتماعية متردية للغاية، جرى إقحامه في حروب أهلية وعملية تقسيم خدمة لمصالح أفراد وجماعات هدفها السيطرة على حكم بلد نفطي ريعي وما يتيحه من مغانم.
مرة أخرى تجمع بلدينا المغاربيين كوارث “طبيعية” بعد أن جمعتهما محاولة التخلص من الاستبداد والاستغلال حين صدحا إلى جانب شعوب المنطقة الأخرى بشعار: “الشعب يريد إسقاط الاستبداد”. تضامن الشعبين، وشعوب منطقتنا كلها، عابر لحدود الاستبداد والفساد والقهر، وهو رافعة تأكيد الحاجة الموضوعية لاتحاد ديمقراطي للشعوب المغاربية بوجه التحديات الخطيرة وخلق أسس انطلاقة قوية أساسها تلبية الحاجيات الأساسية للشعوب؛ اجتماعية، واقتصادية، وثقافية، وحريات ديمقراطية باستقلال حقيقي وكامل كما أرادته شعوبنا المضطهدة وهي تقاوم الاستعمار طلبا لمجتمع خال من كل أشكال الاضطهاد والاستغلال.
ندعو الى التضامن العالمي والدعم الكثيف مع الشعب الليبي في هذا الظرف العصيب..
العاصي
اقرأ أيضا