بيان من أجل الدفاع عن المنظمة العالمية للنساء النقابيات ودعما للعاملات الفلسطينيات
ما فتئت النقابات الموقعة أدناه تشجب منذ سنوات كون العنف ضد النساء ظاهرة هيكلية تتجلى في جميع مناحي الحياة؛ في مكان العمل، وفي الشارع، وفي المدارس، وفي المنزل، وفي كثير من الأحيان أيضا في سياق النضال النقابي. تهمش أشكال عنف متعددة النساء في العالم بأسره عبر آليات متنوعة.
يندرج قتل الإناث، والفجوة في الأجور، وتوزيع الرعاية والشغل والثروة غير المتكافئ، وعدم الاستقرار الذي تواجهه النساء العاملات، كلها ضمن منطق السلطة المعولمة. يعد ذلك ظاهرة مرتبطة مباشرة بإدامة هذه الرأسمالية البطريركي والعنصرية والاستعمارية والقاتلة للبيئة التي نكافحها كل يوم بواسطة النقابات الطبقية والشعوب المضطهدة.
وبما أن العنف الذكوري ظاهرة عالمية، فمن الملح بناء شبكات نقابية عالمية ومبادرات قادرة على قلب هذا الظلم الاجتماعي التاريخي ضد النساء. وتحقيقا لهذه الغاية، اخترنا نهج عمل نقابي نسوي تغذيه شعوبنا في ارتباط دائم بتجارب عاملات مناطق أخرى.
على أي حال. نتذكر اليوم نضالات النساء الفلسطينيات وجميع نساء الشعوب المضطهدة تحت وطأة الاستبداد والاستعمار والميز العنصري والاحتلال العسكري. تمارس إسرائيل العنف البطريركي والعنصري منذ عقود عبر الممارسات الصهيونية والحصار والعزلة الممنهجين لقطاع غزة، بينما تواصل النساء الفلسطينيات النضال من أجل ولوج أراضيهن وزراعتها وحصاد محاصيلها وإطعام السكان.
إن حياة وأجساد النساء الفلسطينيات تتعرض للغزوات العسكرية ولعمليات القصف والاغتيالات والتعذيب والاعتقال وأنظمة السيطرة الجماهيرية الإسرائيلية المتطورة والغازية بصورة متزايدة، ولا يمكننا تجاهل حقيقة كون 36 امرأة فلسطينية لا يزلن مسجونات في الأراضي المحتلة! بواسطة تصدير هذه السياسات والأساليب المعادية للنساء، يقع الميز العنصري الإسرائيلي في قلب البنية التحتية العسكرية البطريريكة القمعية العالمية.
كل هذا يحدث بينما تتعرض النساء الفلسطينيات لصور تمييز داخلي تحرمها أيضا من حقوقهن الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. إنها جريمة مزدوجة ضد نساء يكافحن. في النهاية، لكل هذه الأسباب، فإن فلسطين هي أيضا قضية نقابية نسوية ومناهضة للعنصرية. لن نكون قادرين على تحويل أنظمة القمع البطريركية إن لم نقطع مع الاستغلال ومصادرة الحقوق الذين تتعرض لهما نساء الشعوب المضطهدة العاملات في العالم برمته.
لكل هذه الأسباب، ندين بصوت عال وواضح كون اضطهاد النساء استراتيجية سيطرة عالمية، وبالتالي فإن النضال النقابي النسوي هو نضال أممي. يعني شجب العنف الذكوري بالضرورة مواصلة العمل من أجل التكافؤ، وتعزيز فضاءات آمنة خالية من الاعتداءات وزيادة الحضور النشط للنساء أيضا في التمثيلية العالمية للمنظمات النقابية. إننا ندافع عن تنظيم النساء ونطالب بسيادة الشعوب، في مواجهة العلاقات الدولية لرأس المال، القائمة على الذكورية والنهب والتبعية.
وأخيرا، تعرب النقابات الموقعة أدناه عن رفضها التام للعنف ضد النساء في جميع أنحاء العالم، وتلتزم التزاما راسخا بالدفاع عن الظروف والفضاءات والآليات التي تتيح للعاملات مواصلة بناء عمل نقابي كفاحي يرقى إلى مستوى التحديات التي نواجهها. إن علاقات عالمية أخرى مبلورة من قبل بدائل نسوية ومبنية وقاعدية ويسارية، ليست ضرورية فحسب، بل ممكنة. عاش النضال النسوي! عاشت نساء العالم العاملات!
العمل النقابي النسوي والأممي، 24 نوفمبر 2022.
المصدر هنا
اقرأ أيضا