الحزب الشّيوعي المغربي وحركةُ المقاومة المسلحة- بقلم شكيب أرسلان
بقلم: شكيب أرسلان
التقى يوم 13 فبراير 2022، بمقر مركز محمد بنسعيد ايت ايدر بالدار البيضاء، جمع من عائلة الفقيد شكيب أرسلان، وأصدقائه، ورفاقه في العمل النقابي والسياسي، إحياء للذكرى الأربعينية لوفاته. وأكد الجميع على سمو خصال الفقيد، وحجم الخسارة التي مني بها، بفقدانه، البحث التاريخي في المغرب، لاسيما فيما يخص الحركة العمالية وحركة عبد الكريم الخطابي الريفية.
تعريفا ببعض من جهود الفقيد شكيب أرسلان، تعيد المناضل-ة نشر بعضا من كتاباته.
أدناه مقتبس من بحث الفقيد شكيب الموسوم :”مساهمة في تاريخ الحزب الشيوعي المغربي خلال حقبة الاستعمار” [كلية الحقوق الدار البيضاء –1985]. يتناول المقتبس الحزب الشيوعي المغربي والمقاومة المسلحة ضد الاحتلال.
ترجمة المناضل-ة
********
الحزب الشيوعي المغربي وحركة المقاومة المسلحة
يبدو اليوم تاريخ منظمات المقاومة متقدما نسبيا (1)، لكن ما زالت ثمة مساحات ظل. وربما يمثل تاريخ منظمة “الهلال الأسود”، ضمن تاريخ كافة منظمات المقاومة، أكثرها عرضة لمعرفة ناقصة جدا. ويعتبر الكلام عما مثله تاريخ ” الهلال الأسود”، بناء على معلومات مفتتة مجازفة. إذ يستعصي، مع انعدام مصادر مكتوبة، إعادة رسم تاريخ هذه المنظمة، التي كانت موضوع جدال، في بضعة أسطر (2).
بعد محاولتنا تعريف ما كانت عليه حركة المقاومة المسلحة، وتذكيرنا بشروط ظهورها وتحولها، حاولنا إبراز موقف الحزب الشيوعي المغربي من العمل العنيف والمسلح.
1- حركة المقاومة المسلحة
يمكن تعريف حركة المقاومة المسلحة التي ظهرت في سنوات 1950 بما هي رد فعل عنيف مطبوع بحد أدنى من الاستمرار والتنظيم، والذي تهيكل وتمأسس مع الزمن، ليكتسي شكل مجموعات مسلحة بالمدن أساسا قبل الامتداد الى القرى لاحقا. يتميز شكل العمل العنيف هذا عن أشكال النضالات السياسية التي طورتها الحركة الوطنية منذ سنوات 1930( العرائض، قراءة اللطيف، حملات دبلوماسية، الخ).
كما لا يمكن مقارنة هذه المقاومة الحضرية بأشكال قديمة من معارضة المخزن، مثل “السيبة” ، ولا بالمقاومة الأولى للقبائل، التي كان جماعات فلاحية مسلحة عند بداية إرساء الحماية. وباستثناء التجربة بمنطقة الريف ( عبد الكريم الخطابي)، التي كان لها طابع أصيل أكثر، كانت مقاومة الفلاحين التي انتهت عام 1934 لا تزال تنتمي الى الحقبة ما قبل الرأسمالية، وتعمل أكثر على وقف العدوان العسكري الاستعماري. بينما تمثل بالأحرى حركة المقاومة المسلحة بالمدن في سنوات 1950 تعبيرا عن تغير عميق في التشكيلة الاجتماعية المغربية. إنها ثمرة القسم الواعي سياسيا من سكان حضريين في عز التحول. حركة المقاومة حركة جماهيرية تشكلت باستقلال عن الأحزاب السياسية وعن المنظمات النقابية، مع ان منظمات المقاومة كان ينشطها مناضلون واصلوا إعلان انتسابهم الى أحزابهم السياسية الأصلية حتى الاستقلال(3).
و أكيد ان هؤلاء المناضلين استفادوا من ارث مفيد جدا على الصعيد السياسي والتنظيمي بفضل العمل الذي قامت به مختلف مكونات الحركة الوطنية خلال سنوات طويلة من النضال السياسي المنظم. كما أنه لا جدال في إسهام الحركة النقابية والحركة العمالية في النضال المسلح، فبالأقل كانت لها مسؤولية كبيرة في تسييس الفئات التي خاضت هذا النضال. لكن الرأي الرائج بكون تحرير المغرب من صنع الطبقة العاملة بحاجة الى تدقيق(4). أخيرا ان ليس ثمة مقاومة مسلحة بدون تحضير سياسي، فان العلاقة الوحيدة القائمة بين الطور السياسي وطور النضال المسلح هي علاقة استمرار النضال لكن ضمن تجاوز: تمكن العمل المسلح، بفعل فعاليته، من تحقيق ما عجز عنه العمل السياسي بمفرده منذ زهاء عشرين سنة. بعبارة أخرى انه الاقتناع العميق بأن الوسائل السياسية، التي تجاوزتها الأحداث، لم تعد كافية لانتزاع الاستقلال.
فعلا كانت الرغبة قوية لدى عدد كبير من مناضلي القاعدة والأطر المتوسطة بالأحزاب الوطنية للتحرر من رتابة السياسة التقليدية وأساليب العمل التقليدية. بوجه تصعيد القمع- الهيجان الذي اتخذ حجما جديدا في مطلع سنوات 1950 ، لم يتمكن اللاعنف الذي يلقنه إياها القادة الوطنيون من إرضاء جماهير تتعرض يوميا لقمع سلطة استعمارية جعلت كل معارضة شرعية متعذرة عمليا.
على هذا النحو كانت البيئة مهيأة لتقبل أي عمل عنيف أو مسلح. طبعا اكتست حركة المقاومة في البداية طابع أعمال فردية ومعزولة من قبيل محاولة محمد الحنصالي او علال بن عبد الله بعد تنحية محمد الخامس. لكن أعمال المقاومة ستشهد تنظيما لاحقا عبر المجموعات والمنظمات المنغرسة في كافة مدن المنطقة السلطانية تقريبا.
ما خلا المنظمات الرئيسية للمقاومة، مثل المنظمة السرية والهلال الأسود، التي كانت لها بوجه عام فروع بأهم المدن، لم تكن باقي منظمات المقاومة تتجاوز إطار المدينة أو الموقع. تعلق الأمر بمنظمات تضم عددا محدودا جدا من المناضلين لا يتعدى إطار خلية (4 الى 5 أفراد). وغالبا ما كانت تحمل اسم المؤسس مثل حمان الفطواكي، أو الحاج بقال بمراكش، أو خلية بنشقرون بفاس، أو خلية الحاج معنينو في سلا. وكانت منظمات أخرى تحمل اسم شخصية إسلامية مثل منظمة أبو بكر الصديق، أو اسم السلطان المخلوع مثل ” أنصار محمد الخامس” (5). ويجدر تأكيد أهمية العامل الديني في التعبئة السياسية خلال تلك الحقبة، عبر بعث كل الجوهر الأسطوري للإمام الذي تجسد بقوة استثنائية في شخص محمد الخامس.
أخيرا ان كانت حركة المقاومة قد انتشرت بسرعة بأغلب المدن، يبقى مع ذلك أن مركز ثقلها تمثل في الدار البيضاء ، قلعة المقاومة. لكن انضمام الفلاحين سيضفي على حركة المقاومة طابعا جديدا متمثلا في تجذر وسائل النضال: انتفاضة جيش التحرير بالريف والأطلس التي ستسرع هزيمة المستعمر.
2- الحزب الشيوعي المغربي إزاء العمل العنيف والمسلح
في البداية، أبان الحزب الشيوعي المغربي مرارا، كغيره من الأحزاب، معارضته لكل مظاهر العنف، واستبعد لجوءا الى العمل المسلح كوسيلة للنضال. وكانت الأسباب المتذرع بها عند الحزب الشيوعي مختلفة عن أسباب باقي الأحزاب.
كان الحزب الشيوعي، غير متجانس التركيب، حريصا بقدر ما على الحفاظ على التوازن الطائفي وعلى سد الهوة التي قد تتسع بين مختلف عناصر السكان العرقية. كما يتذرع الحزب الشيوعي المغربي بعناصر متصلة بأيديولوجيته: رفض العمل الفردي، وضرورة الاستناد على الجماهير التي يجب ان تشارك في جميع أشكال النضال.
منذ 1946 وقف المؤتمر الأول للحزب ضد الذين يريدون تحويل الحزب الى “أشداء و “أصفياء يعتبرون الوضع مواتيا ” للعمل المباشر”(6) .
كان الحزب، حتى بعد أخذ المسألة الوطنية بالاعتبار ومغربته التدريجية، يرى أنه لا غنى عن طمأنة الأوروبيين ضد أي لجوء محتمل الى العمل العنيف(7). كان الحزب ينوي تطوير عمل سياسي سلمي جماهيري بما هو الوسيلة الوحيدة لرفض مواجهة مسلحة في حال عمل مجزأ، متباين وفردي.
هكذا الى حدود 1947 اقترح الحزب تحريرا ” سلميا” يأخذ بالاعتبار مصالح الأوربيين المقيمين بالمغرب(8). وفي 1948 لم تتمكن هذه السياسة السلمية، حيث أُفترض أن يكون لوزن الجماهير دور حاسم ، من التطور كما كان الحزب يرغب. نشأت الهوة بين الطائفتين وستميل إلى الاتساع.
عمليا كانت القطيعة حتمية من 1948 الى 1955. كانت حركة المقاومة تهدف بوجه الدقة الى جعل هذه القطيعة غير قابلة للإصلاح، بواسطة مقاطعة المنتجات الفرنسية (الكحول، السجائر…) والأماكن (المدينة الأوربية ، المقاهي…) وبوجه خاص بإلقاء العبوات أو القنابل بالمدينة الأوروبية. كيف جرى النظر الى هذه الأوضاع ،المعقدة بالاقل، وكيف كان رد فعل المناضلين الشيوعيين المغاربة ؟
كانت قضية محمد الحنصالي، وأحداث تادلة عام 1951، فرصة الحزب الشيوعي المغربي لتحديد موقفه من اللجوء الى العمل الفردي(9). ففي غضون هذه القضية جرى اعتقال أعضاء لجنة الحزب المركزية المعطي اليوسفي واحمد المعادي، وكذا روبير لامورو. اتهموا بإضرام الحرائق التي شهدتها تادلة عام 1947. كما جرت محاولة توريط المعطي اليوسفي في جملة ” الاغتيالات” التي ارتكبت. رفض الحزب الشيوعي سمة ” الإرهاب ، ورفض تهمة ممارسة للإرهاب:” الشيوعيون ليسوا إرهابيين ولا مضرمي حرائق. وتقدموا في المحاكم كمتـهِـمين للجرائم التي اقترفها الإمبرياليون في تادلة”(10).
كما كانت هذه القضية فرصة قيادة الحزب لفتح نقاش حول موقف الماركسية من الإرهاب الفردي، وحول مدى ملاءمة إطلاق مقاومة مسلحة. كان عبد الله العياشي، الذي بات عضوا كامل العضوية بهيئات الحزب، من برر نظريا الموقف مستشهدا بلينين. كان هذا الأخير في كراسة ” نضالات الأنصار” يعارض العمل المسلح الفردي، لكنه يشرح إمكان اعتبار عمل جماهيريا حتى ولو قام به أفراد، عندما يجد محيطا ملائما ويكون مطابقا لضرورة لا تشجبها الجماهير(11).
لكن لم تكن هذه المسالة الهامة تجمع أغلبية الأصوات. و كان الحزب ، رغم ما سجل منذ ربيع 1951 من مؤشرات توتر عديدة، يعتبر الانتقال الى العمل المسلح سابقا لأوانه. إن كانت أعمال المقاومة الفردية في البداية علامة طور جديد في النضال، فإن الحركة لم تكن مع ذلك سوى في حالة جنينية.
وكان طرد الديمقراطيين الفرنسيين، ومنهم شيوعيين عديدين، بعد أحداث 1952 ، سيترك المناضلين الشيوعيين المغاربة وحيدين بوجه الوقائع الملموسة لبلدهم، بوسعهم التفكير في معطيات الوضع الجديدة من أجل بلورة استراتيجية مستقلة دون التعرض لتأثير. سيمنح هذا فعلا المناضلين المغاربة حرية عمل كبيرة، وبوجه خاص سيمكن الحزب الشيوعي المغربي من تجنب تمزق سيشهده لاحقا الحزب الشيوعي الجزائري الذي كان مكونا حتئذ من عدد كبير من الأوروبيين.
سيتمكن المناضلون الشيوعيون المغاربة من القيام بنشاط جدي. يتعلق الأمر بانوية قليلة لكن نشيطة: تجمعات خاطفة أمام المصانع الكبرى، كتابات عديدة للشعارات، ملصقات الحائط، توزيع مناشير، طبع سري بآلة الرونيو لجريدتي إسبوار (الأمل) وحياة الشعب التين تساعدان على تجميع المناضلين وتوجيه عملهم. كما استعملوا الدعاوة بالراديو(12). كانت نداءات الحزب تبث في الخارج بواسطة ” صوت الاستقلال والسلام” التي لم يكن مذيعها غير محمد فرحات المطرود عام 1948 من قبل السلطات الاستعمارية (13).
ستصلب السرية عود المناضل الشيوعي . وسيظهر جيل جديد تكون في حياة السرية القاسية. وبرز قادة جدد. وبزغت أسماء وشخصيات من قبيل عبد الكريم بن عبد الله (14) ، وعبد الله العياشي ، ومحمد السطي. وعزز أنصار النضال المسلح موقعهم داخل الحزب. ان كان بعض القادة الوطنيين قد دُـفعوا الى شجب واستنكار بعض أعمال المقاومة مثل قنبلة السوق المركزي ( مارشي سانترال)، فإنه يمكن بالمقابل تأكيد انعدام أي شجب لأعمال المقاومة المسلحة في كتابات الحزب ونداءاته.
اتضحت وتعززت فكرة إنشاء منظمة نضال مسلح في 1954. و بعد اعتقال قادة منظمة ” اليد السوداء” في نهاية 1953، جرى تنسيق العمل لمواصلة النضال. وقرر مناضلون شيوعيون مقتنعون بضرورة إنشاء منظمة مقاومة الإقدام على الخطوة الاخيرة. وربطوا الصلة بمقاومين مثل عبد الله الحداوي والحسن الكلاوي (15). وقد كانت لهذا الأخير علاقات مع مقاومي ” اليد السوداء ” قبل اعتقالهم. وكان هدف تلك الصلات اتخاذ قرار إنشاء منظمة مقاومة جديدة.
وفي مارس 1954 ، في ذكرى إبرام عقد الحماية، أسس عبد الله الحداوي والحسن الكلاوي وعبد الكريم بنعبد الله، وعبد الله العياشي، والطيب بقالي، ومناضلون آخرون، حركة جديدة سموها ” الهلال الأسود. كان الطيب البقالي بكر المجموعة، كان قد شارك في الشبكات الشيوعية للمقاومة الفرنسية في مطلع سنوات 1940. وكان الحداوي أصغرهم: 17 سنة (اغتيل وعمره 19 سنة)، وكان هو من اقترح اسم المنظمة ” الهلال” (16). كان عنوان المنشور الأول من اليد السوداء الى الهلال الأسود . وكانت المنشورات الموزعة تحمل صورة رشاش واسم المنظمة. أما أنشطتها المسلحة فتمتد من تصفية المتعاونين مع الاستعمار الى إلقاء القنابل بالمدينة الأوربية مثل القنبلة التي انفجرت بشارع باريس بالدار البيضاء (17).
وبقدر ما كانت حركة المقاومة تتطور، أضحى التنسيق بين قادة الشبكات والمنظمات المختلفة ضرورة. كان ضعف التنسيق يفسر في البداية بتقنية الفصل والحرص على الأمن وروح الاستقلال لدى مختلف المنظمات. بادر المناضلون الشيوعيون في هذا الإطار الى خلق تجمع وحدوي للمقاومة سيتيح تجميع مقاومين كان بعضهم مرتبطا بمنظمات مختلفة. كانت هذه اللجنة المسماة لجنة الاتحاد الوطني مشكلة من محمد حاج عموري، واحمد بلبشير، وعبد الله العياشي، وعبد الكريم بنعبد الله، وبشير الفكيكي. وكان الغالب هم مناضلو الحزب الشيوعي وحزب الشورى والاستقلال. وكان مناضلو هذا الحزب بوجه خاص من عناصر القاعدة التي لم تنل دوما دعم قيادة الحزب. وقدم بعضهم مثل مصطفى القصري ومحمد الصقلي، مساعدتهم و وتعاونهم مع مجلة ” الفكرة الوطنية” التي يشرف عليها عبد الكريم بنعبد الله.
أتاح هذا التعاون بين مقاومين بآراء سياسية متباينة، بواسطة لجنة الاتحاد الوطني، تنسيقا على مستويات مختلفة، منها مثلا تنظيم إضرابات مارس وغشت 1954(19) ، موثقين على هذا النحو الصفوف وساعين الى تصليب العزائم لخلق مناخ مواجهة دائمة مع المستعمر. وتجدر أخيرا ملاحظة ان بشير الفكيكي، عضو لجنة الاتحاد الوطني، كان أيضا إطارا بالمنظمة السرية.
شهدت المنظمة السرية، أهم منظمات المقاومة، تراجعا بعد الاعتقالات المتتالية لأعضاء قيادتها(20). فقدت المنظمة السرية احتكار وسلطة المبادرة التي كانت لها من قبل وكانت تتيح لها تنظيم عمليات على نطاق واسع. إن نظام العلاقات العمودية الصارم يحمي عددا من الفروع من القمع لكنه عديم الفعالية عندما يضرب القمع القيادة. كان انقطاع العلاقات مع القادة الجدد الذين يحلون مكان الأطر المعتقلة أو الملاحقة، يدفع الفروع الى الاستقلال التنظيمي والى ظهور منظمات صغيرة. ستصطدم المنظمة السرية ، في سعيها الى استعادة الشبكات القديمة، واسترجاع المبادرة، بصراعات النفوذ وبتضارب المصالح بين المجموعات و الشخصيات المتنافسة، لا سيما بعد إطلاق سراح القادة الوطنيين الساعين، هم كذلك، الى الظفر بدعم بالقاعدة لخوض مفاوضات الاستقلال فقط.
ستصطدم إرادة الهيمنة لدى المنظمة السرية كذلك بمخاطبي الهلال الأسود وجيش التحرير الوطني. و”مع تعذر إقناع غير القابلين للإخضاع بدا للبعض أن تصفيتهم أكثر فعالية”(21).
******
هوامش
1- ساهم طلاب كلية فاس، ولا سيما الرباط، في تطوير دراسات حول حركة المقاومة خصوصا بفضل إدريس بنسعيد الذي يولي المسالة اهتماما خاصا. تندرج هذه الأعمال ( بحوث الإجازة) في سجل خاص : سجل البحث الجماعي واستجواب قدماء المقاومين، مع غربلة الأدب المكتوب حول المسالة. انظر بوجه خاص من الأعمال الجماعية : “المقاومة والتغيير الاجتماعي بالمدن: حالة الدار البيضاء” و ” المقاومة والتغيير الاجتماعي بالمدن : حالة الرباط وسلا والقنيطرة”، و ” المقاومة والتغيير الاجتماعي بالمدن: حالة واد زم” . هذه الأعمال مؤرخة بـ 1980-1981 ويمكن الإطلاع عليها بكلية الرباط.
2- جريدة البيان 11 أكتوبر 1980 و 8 نوفمبر 1980 و الميثاق الوطني 18 نوفمبر 1980. يتعلق الأمر بمجموعة من قدماء المقاومين الذين يعودون الى تاريخ منظمات المقاومة لإنكار أي صلة للحزب الشيوعي مع “الهلال الأسود . أحد أعضاء هذه المجموعة، مهدي بوودينة، هو الذي أعاد رسم الأطوار الرئيسة لتاريخ ” الهلال الأسود في الجزء الأخير من ” memorial du Maroc . العدد 7 – يناير 1985 ص. 77 ، شهادة هامة لكنها تستوجب استعمالا حذرا .
3- ستيفان بيرنار: le conflit franco-marocain 1943-1956- Ed.de l int .de sociologie de l union libre de Bruxelles, 1963 Tome III p.264
4- المقاومة حركة شعبية أكثر مما هي بروليتارية. يلاحظ اندريه آدم أن التجار الصغار والحرفيين اكثر تمثيلا ضمن الأشخاص المعتقلين لمشاركتهم في النضال المسلح. وتنطبق نفس الملاحظة على مدينتي الرباط وسلا . راجع ” المقاومة والتغيير الاجتماعي في المدن: حالة الرباط وسلا والقنيطرة “
5- راجع بخصوص هذه المنظمات الصغيرة ” المقاومة والحركة السياسية والنقابية” . عمل جماعي –كلية الآداب الرباط ص 117-118
6- في خدمة الشعب – مازيلا
7- ” يخشى أناس آخرون ان يفضي إلغاء وضع 1912 الى “سحق” الاقليات الأوربية، والتاريخ يجب على هذا التخوف. لم يسبق للأوربيين قبل الحماية، وقد كانوا موزعين بالمغرب، أن أزعجوا . كانوا يعيشون في أمان تام ، محترمين من كافة السكان (…) يثير بعض الاستعماريين اغتيال الدكتور مونشان في مراكش، وبعض العاملات بالدار البيضاء عام 1907، مستنتجين منها أن حياة الأوروبيين بالمغرب مهددة قبل 1912 . وقد اعترف المؤرخون غير المنحازين ان الاغتيالات سببها خدام للإمبريالية لتبرير الاحتلال العسكري لبلدنا” .جريدة “اسبوار” عدد 133 –24 سبتمبر 1947
8- ” المغاربة، الذين تصرفوا تصرفا سليما إزاء الاوربيين قبل 1912، لن يتغيروا بعد تحرر المغرب. كلهم يعترفون أن للأوربيين حقوقا مشروعة ومجمعون على وجوب ضمان هذه الحقوق في الاتفاق المغاربي الفرنسي المقبل. نفس المرجع.
9- ” جوان في تادلة” جريدة ليبرتي 24 مايو 1951 عدد 415″ الخلفيات الحقيقية لقضية تادلة” ليبرتي 31 مايو 1951 عدد 416. “قضية تادلة ذريعة مؤامرة ضد الحركة الوطنية المغربية” ليبرتي 23 يونيو 1951 عدد 420.
10- ليبرتي 28 يونيو 1951 عدد 420
11- مقابلة الكاتب مع عبد الله العياشي، راجع أيضا جريدة البيان –ملحق ثقافي 8-9 يناير 1984.
12- ” 40 سنة في خدمة المغرب العربي” عبد السلام بورقية –البيان 30-8-1984
13- مقابلة الكاتب مع محمد قاوقجي
14- ولد عبد الكريم بم عبد الله عام 1923. درس بفرنسا لإكمال دراساته العليا. حصل على شهادة مهندس جيولوجيا . انخرط بالحزب الشيوعي بين 1946 و1947 . شارك عام 1948 في أول مبادرة لتوحيد الطلاب المغاربة ، وشارك من جراء ذلك في تأسيس اتحاد طلاب المغرب مع مناضلين آخرين بالحزب مثل عبد الهادي مسواك، الذي غادر حزب الاستقلال لينضم الى الحزب الشيوعي. عاد عبد الكريم الى المغرب في مطلع سنوات 1950 . اختار بعد منع الحزب الشيوعي المغربي التخلي عن منصبه للتعاطي كليا للعمل السري. ساهم في إطلاق المقاومة المسلحة بواسطة منظمة ” الهلال الأسود التي كان من مؤسسيها. كما أشرف على نشر مجلة “الفكرة الوطنية” . أخيرا الى جانب مسؤولياته بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي المغربي كان عضوا بالمجلس العالمي للسلم . جرى اغتياله في اليوم ذاته الذي كان يستعد للسفر للمشاركة في أشغال إحدى دورات هذا المجلس. كان ذلك يوم 31 مارس 1956 ، أي بضعة أيام بعد استقلال المغرب. راجع حول حياة عبد الكريك بن عبد الله جريدة البيان 31 مارس 1981 ” إحياء الذكرى 25 لفقيدنا الرفيق عبد الكريم بن عبد الله ” ص 1 و3
15- البيان 8-9 يناير 1984
16- Memorial du Maroc p 78
17- الكفاح الوطني ، الثلاثاء 18 نوفمبر 1980
18- حسب عبد الله العياشي، كانت قيادة حزب الشورى والاستقلال تشجب وتدين أعمال المقاومة التي يقوم بها مناضلو القاعدة، ويضيف أنها كانت أيضا ترفض مساندتهم والدفاع عنهم خلال اعتقالهم. مقابلات مع العياشي.
19- 35 سنة من الكفاح، دراسات حول تاريخ الحزب الشيوعي المغربي ص 42
20- كانت بها 4 قيادات متعاقبة منذ تأسيسها حتى الاستقلال.كانت الأولى تضم الزرقطوني والعرايشي وحسن برادة والصنهاجي والتهامي نعمان. القيادة الثانية: سعيد بونعيلاتت، محمد منصور، مولاي العربي، با العمراني. والثالثة حسن صفي الدين وأحمد شنطار وعبد السلام الجبلي والفقيه البصري. واخيرا الرابعة: المدني، الحاج حسن المزابي، وف عمر ، والصنهاجي. راجع حول تاريخ المنظمة السرية:”المقاومة والتغيير الاجتماعي بالمدن:حالة الدار البيضاء” ص 102
21- شارل اندري جوليان ص 481
اقرأ أيضا