نداء إلى طالبات المغرب وطلابه: النضال المنظم ذاتيا وحده يضمن تعليما لائقا وشغلا قارا وحياة كريمة
تيار المناضل- ة
يعيش مغربنا هذه الأيام موجة كفاح شبابي، معطلون- ات وطلاب- ات، يعبرون بالمسيرات والوقفات عن رفضهم- هن لسياسة الاقصاء من فرص التشغيل القليلة، ولظروف الدراسة والحياة الرديئة والأفق المسدود. كل سنة يتخرج آلاف الطلاب- ات بمختلف أنواع الشهادات ولا يجدون أمامهم- هن غير المستقبل المظلم، بعد كل جهود التحصيل و المعاناة في أسوأ ظروف الدراسة والسكن والمعيشة: اكتظاظ يحول المدرجات والأقسام إلى حلبات تنافس وحشي لضمان تحصيل الدراسي لا يضمن شغلا، ونقص في الأساتذة والبنيات والتجهيزات. فضلا عن وتغذيةِ بؤساء. مئات ألوف الطلاب- ات عبء على أسر ذات دخل محدودة أو معدوم.
لا شيء غير خيبة الأمل في الحصول على وظيفة قارة بعد تقلب مديد في أعمال هشة اعتصرت أزهى ما فيهم- هن، في قطاع خاص يجعل من ضعف الأجور وشدة الاستغلال قوته التنافسية الرئيسية ومنبع مراكمة أرباحه.
انفجر الغضبُ المكتوم صرخاتٍ صاخبة تزلزل شوارع المدن الجامعية وحتى بلدات صغيرة، ضد سياسة مدروسة تضخم جيش العاطلين لتكريس رخص اليد العاملة، عندما يفوق عرض اليد العاملة الطلب عليها، تصبح بخسة وتحت رحمة من يستغلها.
مئات آلاف الشباب و الشابات، بمختلف المؤهلات المعرفية و المهنية، تضيع حياتهم- هن بلا عمل، بينما المغرب في حاجة إلى مئات آلاف الأطر في مختلف الخدمات العامة، من تعليم وصحة العناية بالمسنين- ات وبالمعاقين- ات، وفي مواقع الإنتاج في الصناعة والفلاحة والصيد البحري، والنقل.. وكل شيء.
لكن الماسكين بالسلطة يريدون شيئا آخر: يريدون خوصوصة كل ما يمكن، ومزيد من الأرباح للأقلية المغتنية باستغلال الأغلبية، وحرمان أقسام واسعة منها من حق العمل. تلك الأقلية التي تبعث أبناءها للدراسة في أرقى الجامعات الأميركية والأوربية [أخنوش خريج جامعة كندية، وشكيب بنموسى خريج جامعات باريس والولايات المتحدة]، وتوجه أبناء الشعب إلى الجامعة العمومية بعد تخريبها.
تريد الدولة تعليما يستجيب لحاجات المقاولات (المحلية والأجنبية)، وليس حاجيات السواد الأعظم من الشعب. ويضغط أرباب العمل من أجل تسريع تطبيق ما يُطلقون عليه “إصلاحا” وهو تخريب. والقرار الأخير للوزارة مدخل أساس لمهنَنة التعليم، بزرعها منذ المشتل: مراكز التكوين، وحصر ولوجها على من هم في مقتبل العمر لضمان أطول مدة من اعتصار أكبر عمل ومردودية من خريجي تلك المراكز، وإقصاء إجازات شعب لا تستجيب لمعايير تلك المهننة.
هل هذا مصير محتوم؟ لا، أبدا ليس كذلك. ثمة شعوب ناضلت ونالت أفضل مما نحن فيه. وبوسعنا نحن أيضا ان ننتزع حقوقنا في دراسة وشغل لائقين وحياة كريمة.
علينا ألا ننتظر رحمةَ الذين في بلادنا ظلمونا. سنقاوم… وسنتقدم على طريق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية: هذا الطريق هو التنظيم والكفاح الذي يوحِّد كل المتضررين والمتضررات: طلاب- ات وضحايا البطالة وأساتذة- ات مفروض عليهم- هن التعاقد، وأجراء- ات القطاع الخاص ومستخدمي- ات الدولة.
قوتنا في عددنا. لكن الأعداد غير مؤثرة إن كانت مشتتة. علينا تجميع هذه الأعداد بعملية تنظيمية. ولكي يكبر التنظيم يجب أن يكون ديمقراطيا، يجد فيه كل واحد وواحدة منا نفسه/ها: حرية التعبير عن الرأي، و المشاركة في القرار الجماعي، دون قيد و لا شرط.
طريق التنظيم هو حلقات للنقاش بلا وصاية من أحد، والجموع العامة للشُعب، وانتخاب ممثلين في هيئات ديمقراطية على صعيد الكلية، ثم الجامعة، في أفق تنسيق وطني. هذا كله تنظيم ذاتي لا تفرضه أية جهة، وينبع من إرادة الجماهير الطلابية، باستقلال عن أي جهة كيفما كانت ويقرر ما تريده الأغلبية بكل حرية.
فإلى التنظيم الذاتي الديمقراطي والمستقل و الجماهيري، حيث ترقى الطالبات إلى المكانة الجديرة بهن
أيتها الطالبة… أيها الطالب… نحن قوة المستقبل المشرق
مستقبل الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية
قوتنا في وحدتنا… فلننهض إلى التنظيم الذاتي
عاش الشعب
اقرأ أيضا