النصر لشعب الجزائر المنتفض من أجل عملية تأسيسية سيادية تحقق طموحاته
دأب الشعب الجزائري، منذ زهاء سبعة أشهر، على غزو شوارع مدن الجزائر سلميا مطالبا برحيل “العصابة” كلها.
أدت مظاهرات ومسيرات جماهيرية كل يوم جمعة وثلاثاء إلى إسقاط تنظيم الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات، وقادت إلى تناحر الزمر الحاكمة أفضى لشبه استئصال زمرتي سعيد بوتفليقة المخابرات العسكرية من قبل تلك التي يقودها قائد الأركان، الحاكم بالأمر الواقع
يحاول النظام بقيادة قايد صلاح ضمان بقائه دون تنازل حقيقي للشعب المتمرد، وهو يحاول الآن فرض مشيئته بالقوة، إذ أعلن تنظيم الانتخابات الرئاسية شهر دجنبر المقبل، مهددا الرافضين بالقمع والاعتقال، واصفا إياهم ب “أعداء الجزائر ومنفذي مؤامرات خارجية وأذيال العصابة”. وجرت بالفعل اعتقالات عدة لمناضلين بغية ترهيب الشعب وإجباره على الاستسلام لإرادة قائد العسكر المغتصب.
يدرك الشعب الجزائري جيدا ان التغيرات الحاصلة لم تمس جوهر نظام الحكم وأنه طالما لم ينتزع حقه الكامل في تقرير مصيره بكل سيادية، فإن النظام سيجدد نفسه ليواصل فساده وقمعه لتطلعات الشعب.
إنها لحظة دقيقة تشهدها انتفاضة الشعب الجزائري تستدعي النصرة إقليميا ودوليا في أوسع تضامن ممكن من أجل سيادة الشعب الجزائري على ثرواته ومصيره. ولأننا مقتنعون بأن أي نصر يحققه شعب ضد أنظمة الاستغلال والاستبداد هو نصر لكل شعوب العالم التواقة للتحرر، فإننا نجدد تأكيد أن السعي للانعتاق في المغرب الكبير من سطوة أنظمة تابعة وفاسدة هي معركتنا جميعا.
انتصار الشعب الجزائري، والسوداني، سيجدد الاندفاع النضالي بكامل المنطقة من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ونحن نساند بقوة نضال الشعب الجزائري لأجل تقرير مصيره، وإنهاء نظام القهر والفساد الجاثم على أنفاسه.
وإذ ندين حملات التهديد والقمع والاعتقال الجارية، ونطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ومعتقلي الرأي، فإننا ندعو كل منظمات النضال عالميا للتعبير عن تضامنها الأممي مع الشعب الجزائري بوجه نظام مغتصب يخطط لإغراق آمال شعب بأكمله في الحرية والإنعتاق في حمى قمعية وشيكة.
تيار المناضل-ة/المغرب، 19 سبتمبر 2019
اقرأ أيضا