مسيرة المفروض عليهن/هم التعاقد فاتح سبتمبر: خطوة نضال وجب استكمالها
لم ينقطع نضال تنسيقية المفروض عليهن/هم التعاقد منذ انطلقت شرارته: أزيد من عامين من الوقفات والمسيرات والاعتصامات والإضرابات، ولا زال النضال ضد تدمير شروط عمل الأساتذة مستمرا.
حَوَّلَ المفروض عليهن/هم التعاقد العطلة الصيفية إلى فرصة نضال، بدل مألوف انتهاء “الموسم الاجتماعي” مع فاتح ماي الذي كرسته البيروقراطيات النقابية.
تستغل الدولة دائما العطلة الصيفية لتمرير هجماتها، وهو ما جرى هذا الصيف: المصادقة على القانون الإطار وطرح مشروع قانون الإضراب. هجمات تستدعي ردا عماليا حازما، غائب للأسف بسبب الحجر البيروقراطي على طاقات الشغيلة النضالية.
استكمالا لنضال الموسم الفارط، افتتحت تنسيقية المفروض عليهن/هم التعاقد الموسم الدراسي بخطوة نضالية: مسيرة فاتح سبتمبر. حج مئات من الأساتذة والأستاذات إلى الرباط للتذكير بأن النضال ضد مخطط التعاقد لا زال مستمرا، ولن تستطيع الدولة بقمعها ومناورات الحوار والوساطة أن تقضي عليه نهائيا، وإن تمكنت ظرفيا من إضعافه.
إنها خطوة جبارة، رغم قلة مشاركة الأساتذة/ات مقارنة بمسيرات الموسم الفارط الضخمة (20 فبراير، 23 مارس). في خضم التراجع النضالي الحالي، تعد مسيرة فاتح سبتمبر خطوة إلى الأمام مقارنة بالجمود الذي يطبع ساحة النضال النقابي بالمغرب.
استطاعت الدولة طبعا إطفاء الحماس الكبير الذي أظهرته الجماهير الأستاذية، معتمدة على تواطؤ بيروقراطي وحزبي صريح، ولكن ما ساعدها أيضا هو نقص تجربة الجيل الجديد من شغيلة التعليم. نقص تجربة أدى إلى ارتكاب أخطاء كان من الممكن تجاوزها. أهم هذه الأخطاء: عزل نضال المفروض عليهن/هم التعاقد عن بقية أقسام الشغيلة، رفض غير مبرر للنقابة، الاعتقاد بقدرة التنسيقية لوحدها إسقاط مخطط التعاقد… إلخ.
طبعا لا يمكن للنضال أن يستمر أبدا في خط تصاعدي وبغير انقطاع؛ هذا مستحيل. فضرورات الحياة والحاجة إلى التقاط الأنفاس تدفع أقساما من الشغيلة، وقد تكون أكثر أقسامها قتالية، إلى وقف النضال وانتظار أفضل فرصة لاستئنافه. في هذه اللحظات تكون أم المهام هي استلهام دروس المعركة السابقة والاستعداد للمعارك المقبلة وإعادة تنظيم الصفوف وتقوية التنظيم.
بعد سنة عاصفة من النضال، أصبح واضحا أن إسقاط مخطط التعاقد مهمة تتجاوز قدرة المفروض عليهن/هم التعاقد لوحدهن/هم. يحتاج الأمر إلى ميزان قوى حقيقي يلف كل ضحايا سياسة الدولة القاضمة للحقوق والمدمرة للمكاسب الشعبية.
يجب أن تكون مسيرة 1 سبتمبر خطوة نحو تعديل ميزان القوى هذا لصالح الكادحين، ويستدعي تفادي منزلقين:
* الاستمرار في وهم إمكان إسقاط مخطط التعاقد بنضال المفروض عليهن/هم التعاقد لوحدهم، وبالتالي تكريس المزيد من عزلة نضالات التنسيقية عن بقية أقسام الشغيلة.
* الإعلان بأن “إسقاط التعاقد نضال طويل النفس” مع الانغماس في النضال من أجل تحسين شروط العمل (الحركة الانتقالية، المنح.. إلخ)؛ أي الحفاظ على مطلب “إسقاط التعاقد” دون ربط النضال من أجل مطالب ملموسة بالنضال العام لإسقاطه.
علينا استغلال أي فرصة لإعادة إطلاق نضال المفروض عليهن/هم التعاقد، سواء تعلق الأمر بمطالب جزئية أو بالمطلب العام (الإدماج)، من أجل بث الحماس من جديد وإيقاظ الاستعداد النضالي (الخافت مؤقتا).
إلى الأمام… النصر في الحرب مضمون لمن يصنع أسلحته في زمن السلم.
بقلم، شادية الشريف
اقرأ أيضا