كل التضامن مع ثورة الشعب السوداني من أجل تقرير مصيره
تتواصل مسيرة الثورة السودانية ضد بقايا النظام البائد، وهي اليوم في منعطف حاسم بوجه عنف الثورة المضادة التي يقودها المجلس العسكري المغتصب
للسلطة عقب إطاحة الشعب السوداني بالدكتاتور البشير.
ارتكب المجلس العسكري، قائد الثورة المضادة، المدعوم من قوى رجعية إقليمية، ومن تواطؤ امبريالي، مجزرة رهيبة في حق أبناء الشعب السوداني وبناته الثوار من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. فض اعتصام القيادة العامة بالقوة مخلفا أزيد من خمس وثلاثين شهيدا، ومئات المصابين إصابات متفاوتة الخطورة.
لم يكن الأمر مفاجئا، فخلال مسار المفاوضات من أجل نقل السلطة إلى المدنيين، عمل المجلس العسكري المغتصب على ترسيخ سلطته، مستفيدا من دعم مالي ولوجستيكي ومخابراتي من قوى إقليمية رجعية لا تريد أن يتجدد ثوق جماهير المنطقة بأسرها للحرية والكرامة والعدالة، ولا تريد أن تقوم قائمة للديمقراطية بأي شبر من تراب المنطقة.
قوى الحرية والتغيير تتابع تطورات الوضع بعد المجزرة، وتحمل المجلس الانقلابي المسئولية كاملة عن هذه الجريمة، وتؤكد أنه خطط لتنفيذ هذه الجريمة في الخرطوم ومدن أخرى من بينها مدينة النهود حيث قامت قوات متنوعة من الدعم السريع والجيش والشرطة وكتائب ومليشيات بفض الاعتصام السلمي، وتؤكد أن منطقة القيادة الآن لا يوجد بها إلا الأجساد الطاهرة لشهداءنا الذين لم نستطع حتى الآن اجلاءهم من أرض الاعتصام. كما أعلنت وقف كافة الاتصالات السياسية مع المجلس الانقلابي ووقف التفاوض، وأعلنت أنه لم يعد أهلاً للتفاوض مع الشعب السودانى، وأن قادة وأعضاء هذا المجلس يتحملون المسؤولية الجنائية عن الدماء التي أُريقت منذ 11 أبريل 2019، وسيجري تقديمهم لمحاكمات عادلة أمام قضاء عادل ونزيه في سودان الثورة المنتصرة لا محالة.
أعلنت قوى الحرية والتغيير عن الإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل والمفتوح اعتباراً من يوم 3 يونيو 2019 حتى إسقاط النظام برمته. إن ثورة الشعب السوداني بحاجة لتضامن شعوب كامل المنطقة ودعمها، وللتضامن الأممي بكل مكان وخاصة بالدول الغربية وأمريكا… إنها بحاجة ماسة لهذا التضامن بوجه نية مجلس الثورة المضادة سحق الانتفاضة الشعبية الجارية بقوة الحديد والنار.
ثورة الشعب السوداني اندفاعة جماهيرية من أجل الديمقراطية والتحرر من كل أشكال الاستبداد والاستغلال، وطورها الحالي يقتضي قيام حكومة عمالية شعبية تشكلها قوى الحرية والتغيير، تشرف على انتخاب مجلس تأسيسي سيادي يضع أسس سودان المستقبل الإقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية… حكومة مستندة إلى تنظيم ذاتي عمالي وشعبي من أجل إسقاط بقايا النظام البائد، ومحاكمة مستعبدي الشعب السوداني، والمتورطين في الفساد السياسي والاقتصادي، وفي المجازر بحقه… لجان شعبية بأماكن العمل والأحياء والجامعات والمدارس، وفي كل مكان، من أجل تنظيم حياة الشعب السوداني، وتقرير وتوجيه كل ما يتعلق بالعصيان المدني والإضراب السياسي العام إلى حين اسقاط المجلس العسكري وإقامة سلطة الشعب السوداني الشعبية الديمقراطية المنتخبة على كامل أرضه.
نحن في تيار المناضل–ة، المغرب، نعلن تضامننا المطلق مع ثورة الشعب السوداني، وندعم حقه في تقرير مصيره، وفي تحرره الشامل من نظام الاستغلال والاستعباد. وندين المجزرة التي ارتكبتها قوى الثورة المضادة، وعلى رأسها المجلس العسكري المغتصب، وداعميه الإقليميين والدوليين، في حق أبناء وبنات السودان الثائرين ظل الظلم والاضطهاد.
تيار المناضل–ة، 4 يونيو 2019.
اقرأ أيضا