وضع عالمي جديد
(مقرر المؤتمر العالمي الخامس عشر للأممية الرابعة – فبراير 2003)
بقلم: الأممية الرابعة
أولا : طور جديد في مسار الحركة العمالية والاجتماعية
1. الطور الجديد
تمثل نهاية سنوات 90 انعطافا بالوضع السياسي العالمي. إن طورا سياسيا جديدا قد بدأ، ويضع على جدول الأعمال تجددا جذريا لنشاط وبرنامج واستراتيجية وتنظيم الحركة العمالية والاجتماعية. وهذا الانعطاف نتاج عوامل عديدة:
– تطور التناقضات الداخلية لنمط التراكم الرأسمالي المعولم الجديد.
– أشكال المقاومة الاجتماعية ضد هجوم الطبقات السائدة.
– بروز موجة تجذر جديدة من خلال حركات مناهضة للعولمة الرأسمالية، لاسيما في جملة قطاعات شابة.
– تجذر للفلاحين والهنود والشباب بأمريكا اللاتينية يغير موازين القوى. وتمثل الحكومات الجديدة في البرازيل وإكواتور، والاختراق الانتخابي في بوليفيا، وتجذر حكومة هوغو تشافيز، والتعبئات بالأرجنتين و بيرو، حججا على التقلقل السياسي والاجتماعي المميز لهذا الانتقال نحو مواجهات طبقية أكبر. وتتمثل المفارقة، التي تستلزم منا حلا، في كون هذا التجذر يجري في وضع ضعف اليسار الثوري.
ولا تبطل هذه العوامل الميول الوازنة التي بدأت، في النصف الثاني من سنوات 70، بهزيمة حالات المد (شبه) الثوري واستدارة موجة التوسع الرأسمالية الطويلة: أتاح هذان العاملان الهجوم النيوليبرالي في سنوات 80 ، و إعادة ترتيب جديدة للعالم من طرف الطبقات السائدة سُميت «عولمة رأسمالية»، وتدهورا جديدا لميزان القوى لغير صالح الطبقة العاملة، وأزمة غير مسبوقة في الوعي الطبقي وفي تنظيم الحركة العمالية وفي التيارين اللذين هيمنا عليها طيلة القرن العشرين، الاشتراكية-الديمقراطية والستالينية، وذلك من جراء انهيار البيروقراطية الستالينية و إعادة الرأسمالية إلى الشرق.
لكن الوضع الراهن بات مغايرا بجلاء لوضع بداية سنوات 90. ويتفاوت اندفاع الحركة العمالية والاجتماعية، مرتديا أشكالا متباينة حسب الأوضاع السياسية القومية، لكن ثمة بلا مراء، وأيا كان الظرف، تغير للمناخ الاجتماعي والأيديولوجي. ويشجع هذا الاندفاع انبثاق تيارات معادية للرأسمالية/معادية للإمبريالية، على الصعيدين الاجتماعي والنقابي كما السياسي على السواء.
للتحميل:
اقرأ أيضا