الجزائر: الشعب يعلن عن رفضه المطلق لنظام أوليغارشي وفاسد، خاضع للقوى الإمبريالية.
ل.ت: مناضل حزب العمال الاشتراكي.
س: هل بإمكانك أن توضح كيف انطلقت الحركة وسط الشباب؟
ج: تم توجيه دعوات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للخروج إلى الشارع غداة الإعلان عن ترشح “بوتفليقة” لعهدة خامسة.
وقعت تحركات عفوية في بعض مدن البلاد يوم 22 فبراير وبناء على دعوات (مجهولة المصادر)، حيث تظاهر مئات الآلاف من الشباب في جميع أنحاء البلاد وخصوصا العاصمة، كاسرين بذلك جدار الخوف ومتحدين المحظور، ومعبرين عن رفضهم لعهدة خامسة وكذا رفضهم للنظام.
لا تنفك حمى الحركة عن الانتشار حيث انتقلت إلى قطاعات مختلفة: المحامون، الصحافيون، الطلبة، النساء…
س: ماهي أهداف هؤلاء الشباب؟
ج: من البديهي أن هذا الحشد يعترض على تمرير-بالقوة- العهدة الخامسة لبوتفليقة الفاقد لكل قدراته منذ 2013.
كما يعبر الشعب عن رفضه لنظام بأكمله، نظام أوليغارشي، فاسد، تابع للقوى الإمبريالية. لقد رأينا شبابا وشيبا ونساء صادحين بشعارات: الحرية، الديموقراطية، المساواة والعدالة الاجتماعية.
س: ما هي القوى المناضلة المتدخلة؟
ج: لحد الآن الحركة غير متجانسة وبدون تعبير سياسي. كل الفئات الاجتماعية وكل المتضررين طرف متدخل في الحركة.
اتخذ الاتحاد العام للشغالين الجزائريين بقيادة سيدي سعيد موقفا مواليا لبوتفليقة ولبرنامجه. وقد أكد على موقفه هذا حتى بعد اندلاع الأحداث الحالية. غير أن بعض القطاعات الكفاحية -داخل النقابة- قادرة على العصيان وعلى قيادة حركة أكثر قتالية.
جبهة القوى الاشتراكية وحزب العمال أعلنا تضامنهم مع هذه الحركة وعبرا عن رغبتهم في تغيير النظام، إذ يدافعان على مبدأ انتخاب جمعية تأسيسية.
س:هل يوجد تنظيم ذاتي للحركة؟
ج: أغلب التحركات عفوية أو استجابة للدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ظهرت أشكال جديدة للاحتجاج على غرار السترات الصفراء في فرنسا، مثل الشارات الحمراء التي رأت برزت ببجاية.
مع تقدم الحركة نشهد التحاق بعض القطاعات حديثة العهد بالنضال مثل: المحامون وصحافيو المنابر الإعلامية العمومية: أجهزة دعاية النظام، وهي تتظاهر اليوم للمطالبة بالموضوعية في نشر المعلومة.
ويخرج الطلبة للتظاهر بالآلاف داخل كل جامعات البلاد.
والنساء يتأهبن للانتفاض يومي 8 و 9 مارس.
في انتظار التحاق قطاعات أخرى: العمال، الصحة، التعليم…إلخ
لا ينبغي التقليل من حضور النساء داخل الاحتجاجات مع وجود دعوات لتخليد 8 مارس في مظاهرات تسعى لتوحيد مطالب الحركة النسوانية مع مطالب الحركة المنطلقة بالجزائر في اليوم العالمي لمعركة تحرر النساء.
س: هل من تخوف من تكرار السيناريو الإيراني؟ أم أنه غير وارد؟
ج: هذا السيناريو بعيد عن الواقع لأن الواقع مختلف رغم تأسلم المجتمع.
أعتقد أن الإسلام السياسي منهزم بالجزائر وذلك لأسباب عدة:
العشرية السوداء
الهزيمة النسبية للأحزاب الإسلامية التي كانت حاضرة في لحظات معينة داخل الائتلاف الحكومي وكذلك في التسيير الكارثي للمجالس المنتخبة.
وبعد توجيهات وزارة الشؤون الإسلامية، انتفض المصلون في وجه الأئمة الذين طالبوهم بعدم التظاهر بعد صلاة الجمعة.
ومحاولات كبح/استرجاع السيطرة من طرف بعض الجماعات الإسلامية تم إفشالها كليا من طرف المتظاهرين.
س: ماهي مقترحاتكم لهذه الحركة؟
ج: هدفنا هو أن نفرض -من خلال هذه الحركة- انتخاب جمعية تأسيسية تعكس التطلعات الديموقراطية والاجتماعية للطبقة العاملة والجماهير الشعبية، ولا يمكن أن يتأتى ذلك إلا بتوحيد نضالات جميع القوى التقدمية الديمقراطية الاشتراكية.
لكن في هذه اللحظة، الأولوية هي المشاركة في هذه النضالات وإعطاء توضيحات وقراءات سياسية للحركة، الحركة التي تعبر قبل كل شيئ عن رفضها للسياسات الليبرالية، اللااجتماعية واللاديموقراطية لحكومة تابعة للإمبريالية.
سياسات تفقيرية قامعة للحريات، ومدمرة للقدرة الشرائية.
أجرى المقابلة انطوان لاراتش
المصدر: https://npa2009.org/news/international/algerie-the-population-expresses-also-the-review-of-all-an-oliber-syste
اقرأ أيضا