جميعا إلى الإضراب العام يوم 20 يونيو 2018، ومن أجل برنامج نضالي كفاحي وديمقراطي
لتحميل البيان: الى الاضراب العام
يخوض قسم من الطبقة العاملة يوم 20 يونيو 2018 إضرابا دعت إليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. قسم فقط من الطبقة العاملة، لأن ثمة قطاعات عمالية بلغ فيها قمع أرباب العمل ودولتهم مستوى يجعل العامل متخوفا من الطرد، وما ينتج عنه من تشريده وأسرته، فيتجنب أي إضراب وأي تنظيم نقابي. وهناك أيضا قسم من الطبقة العاملة منظم في نقابات لن يشارك في الإضراب لأن التنسيق بين المركزيات النقابية توقف منذ زمان، ولأن قياداتها حريصة على تفادي اللعب بنار الإضراب. وأخيرا ثمة من العمال من أصابه الإحباط بعد إضرابات قطاعية ووطنية بلا نتيجة ايجابية، لا بل يتدهور الوضع العمالي يوم بعد يوم. هؤلاء العمال المحبطون لا يرون جدوى في التوقف عن العمل وفقدان الدخل الناتج عن ذلك، خاصة وقد سبق أن طولبوا نقابيا بتعويض ساعات الإضراب لرب العمل.
يأتي هذا الإضراب بعد فشل ما يسمى “الحوار الاجتماعي”، حيث لم تتنازل الدولة، ومن خلفها أرباب العمل، عن حد أدنى من مطالب النقابات. وهذا الاحتقار ناتج عن إدراك الدولة مدى ضعف منظماتنا النقابية، وهي تستغله لمزيد من الهجوم على ما تبقى من مكاسب على كل الأصعدة.
الحاجة إلى الإضراب العام أكثر من ملحة، ومن واجبنا العمل الدؤوب لإنجاحه يوم الأربعاء المقبل. ومن واجبنا أيضا التفكير بعمق في أوضاعنا الذاتية، في أفق توحيد النضال النقابي بتنسيق فعال يجمع كل النقابات المناضلة. كما يستلزم الأمر خطة نضالية مديدة، تستنهض تدريجيا قوى الطبقة العاملة، بدءا بالتضامن مع القطاعات المناضلة، مثل عمال ديلفي هذه الأيام، وتنظيم حملة وطنية لإسقاط مشروع قانون الإضراب، وترجمة التعاون النقابي في الواقع المحلي اليومي بمختلف مناطق المغرب. وكذا اختيار توقيت مناسب للإضراب، وجعله قابلا للتمديد. فالاقتصار على إضراب وطني ثماني ساعات يسمح لأرباب العمل ودولتهم بتدبير لحظة الإضراب مطمئنين أن العمال سيعودون للعمل فورا.
لقد جربنا صيغة الإضراب العام 24 ساعة مرارا، وتأكد ضعف مفعوله. وكذلك جربنا المسيرات الوطنية بالرباط والعاصمة، والإضرابات القطاعية الوطنية من يوم واحد، وها نحن نعاين كيف لا يتحمس قسم كبير من طبقتنا للإضراب رغم تردي أوضاعه باستمرار.
إننا بحاجة إلى برنامج نضالي يوحد النقابات، حول المطالب وأشكال التعبئة القاعدية، وفق منظور طبقي متخلص من أوهام التوافق مع الخصم حول إصلاح الوضع تحت يافطة “حوار وطني” أو “ميثاق اجتماعي”. فتحت هذه المسميات تخدعنا الدولة البرجوازية ويدوم وضعنا المزري عشرات السنين. الحوار المطلوب هو حوار مكونات الحركة النقابية من أجل توحيد فعلها، والحوار مع سائر الكادحين لبناء جبهة نضال عمالية وشعبية برهنت حملة المقاطعة الجارية، وقبلها حراكات الريف وجرادة ومناطق أخرى مهملة، عن إمكانيتها الفعلية.
لا خلاص لطبقتنا سوى في الاعتماد على قواها الذاتية وقوى حلفائها الكادحين، والقطع النهائي مع خرافات “المصلحة العامة” التي ليست غير غطاء لمصلحة الرأسماليين المحليين والدوليين.
واجبنا اليوم تطوير المقاطعة الشعبية ودمجها مع النضال العمالي، ومع التعبئات الشعبية التي لن تتأخر عن الظهور، تحت ضغط الهجوم البرجوازي، والسير نحو إضراب عمالي وشعبي عام حقيقي، موحد نقابيا، ومسيرا ديمقراطيا، وبمطالب جوهرية تحسن فعلا حالتنا الاجتماعية، وتنمي قدرتنا على الكفاح.
إلى أمام، فقوتنا في وحدتنا على أساس منظور طبقي سليم
تيار المناضل-ة، 18 يونيو 2018
اقرأ أيضا