إشـتـراكـيـة أو هـمـجـيـة على عتبة القرن الواحد والعشرين
(بيان برنامجي للأممية الرابعة)
الجمعة 13 أيار (مايو) 2005
بقلم: الأممية الرابعة
تم اعتماد هذه الوثيقة خلال اجتماع للأمانة الموحدة للأممية الرابعة سنة 1992. إنها ثمرة شهر من النقاش داخل هذه المنظمة العالمية وتنظيماتها المنتسبة، كما أنها نتاج سيرورة طويلة من الصياغات المتعددة والتصحيحات لمشروع أصلي قدم للمؤتمر العالمي للأممية الرابعة سنة 1991.”
تقديــــم
يوجد العالم في مفترق الطرق. فالمعارف والقوى الإنتاجية الموجودة تسمح بتلبية الحاجيات المادية والثقافية الأولية لكل سكان الكرة الأرضية. لكن المجاعة وانعدام السكن ينتشران حتى في البلدان الأكثر غنى. ملايين البشر يموتون بسبب أمراض قابلة للعلاج. كما أن قتل المواليد الإناث وكل الأشكال الأخرى من التمييز الجنسي جعلا سكان العالم يفتقدون اليوم إلى مئة مليون امرأة.
الهوة تتسع بين الأغنياء والفقراء. كانت من 1 إلى 60 سنة 1960، وفي 1990 صارت من 1 إلى 150 بين 20 % من السكان الأكثر غنى و 20 % من السكان الأكثر فقرا في كوكبنا.
إن الوجود البشري مهدد قبل كل شيء بتراكم الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية وكذا بالأضرار الجلية التي تلحق بالمحيط البيئي (biosphère).
إن النظام الرأسمالي هو المسؤول الرئيسي عن هذه المصائب. لكن، ورغم الاحتجاج المستمر الذي تشكله النضالات الجماهيرية الواسعة، والتي تتخذ أشكالا خاصة في كل من القطاعات الثلاثة للواقع العالمي: البلدان الإمبريالية، بلدان “العالم الثالث” وبلدان الشرق، فإن هذا النظام يبدو في مجمله وكأنه أقل عرضة للرفض أكثر مما كان عليه الأمر منذ عقود. فكونه قد حقق انتصارا نهائيا على الاشتراكية ـ التي تتم مماثلتها خطأ مع المجتمعات الخاضعة للسيطرة البيروقراطية في الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية ـ أصبح فكرة جد شائعة.
وهذا راجع قبل كل شيء إلى كون الاشتراكية كهدف اجتماعي شامل، تعيش أزمة مصداقية في أعين الجماهير. وقد نتجت هذه الأزمة، التي بدأت تتطور على الأقل منذ بداية الثمانينات، عن وعي هذه الجماهير بالإفلاس العملي لكل من الستالينية والستالينية-الجديدة، والاشتراكية-الديموقراطية، والقومية الشعبوية في “العالم الثالث”. كما أن الشكل الملموس الذي اتخذه انهيار الديكتاتوريات البيروقراطية في الشرق، دون أي تقدم نحو الاشتراكية، ساهم فيها بكل قوة.
وتعرقل هذه الأزمة من جهتها، في الوقت الراهن، إيجاد حل للمشاكل الملحة التي تتخبط فيها الإنسانية، مضفية على حركات الاحتجاج الجماهيرية طابعا يتسم أساسا بالتجزؤ وانعدام الاستمرارية.
وهذه المشاكل لا يمكن حلها، في نهاية التحليل، إلا إذا تم تجاوز الطابع المستلب (بفتح اللام) والمستلب (بكسر اللام) للعمل الإنساني بشكل حاسم، إلا إذا صارت الأغلبية الواسعة من الرجال والنساء سادة مصيرهم سواء فيما يخص الإنتاج أو الاستهلاك أو المواطنية. ولبلوغ هذا الهدف لابد لهم أن يستولوا على سلطة تقرير مصيرهم بكل وعي وحرية وديمقراطية. هذا هو مغزى مجتمع تسيير ذاتي وحضارة سامية، وهذا هو المضمون الأساسي للاشتراكية بالنسبة لنا.
للتحميل:
إشـتـراكـيـة أو هـمـجـيـة على عتبة القرن الواحد والعشرين بي دي اف
إشـتـراكـيـة أو هـمـجـيـة على عتبة القرن الواحد والعشرين وورد
اقرأ أيضا