معركة الأساتذة ضحايا التشغيل بالتعاقد معركتنا جميعا، لا حياة لائقة دون ترسيم في العمل
نسخة للطبع لا للتعاقد
قهرت الدولة المغربية آلاف الشباب الجامعيين بإجبارهم على ولوج مهن التدريس العمومي بالتعاقد مع الأكاديميات، بدلا من الترسيم بالوظيفة العمومية. إنه تراجع خطير للوضع القانوني لأجراء الوظيفة العمومية، يرتد عن مكاسبهم التاريخية، ويكرس هشاشة ناسفة كليا للاستقرار المهني، ومن ثمة لأبسط مقومات حياة لائقة.
حجة الدولة، وكل أعداء النضال، أن الأساتذة المعنيين قبلوا شروط العقد بمحض إرادتهم الحرة، غافلة عمدا أن البطالة أفتك أسلحة الإكراه السالبة لحرية الاختيار. وتسعى الدولة إلى طمس جريمتها الاجتماعية بإدعاء الحرص على مستقبل التلاميذ الدراسي الباعث، حسب أضاليلها،على سن “إجراءات عاجلة” منها التشغيل بالتعاقد.
إن نضال الأساتذة ضحايا التشغيل بالتعاقد من أجل حقهم في التثبيت في أسلاك الوظيفة العمومية، واستفادتهم من كل الضمانات القانونية المكفولة لزملائهم بنفس المهنة، نضال عادل ومشروع.
إن الدولة المغربية تطبق سياسة تروم إعادة هيكلة شاملة لنظام الوظيفة العمومية برمته، بدءا من التكوين والتوظيف والتأجير والترقية ونظام التسيير والرقابة وانتهاء بالتقاعد، بما يرفع شدة استغلال العاملين والعاملات، ويجهز على ما كسبوه بفعل نضال الأجيال السابقة .
إن ما يتعرض له جيل الأساتذة الجديد من ضربات لن تستثني مستقبلا أقرانهم الأقدم. فعندما يفتك الهجوم بالجدد سيلتفت ليدوس ما يحوزه الأقدمون بسهولة كبيرة حققها بانفراده بكل طرف على حدة.
يمتلك الأساتذة المتعاقدون قوتهم العددية (التي تفوق بكثير قوة الأساتذة المتدربين)، ويمثل تجميعها نقطة ارتكاز لمعركة تحقيق مطالبهم، وبعدها دفع المنظمات النقابية عبر ضغط قاعدتها إلى القيام بواجبها .
سينشر أعداء النضال اليأس من جدوى كل نضال يرد تعدي الدولة، وسيترقب المترددون ما ستبرهن عليه معركة الأساتذة قبل انخراطهم، لكن الأكيد أن عزيمة المعنيين المباشرين وإصرارهم وحدهما سيححقان الضغط المطلوب على الدولة المعتدية، ويحفزان باقي حركات النضال لدعمهم والتضامن معهم .
معركة أساتذة ضحايا الهشاشة معركة كل أجراء الوظيفة العمومية، لا بل معركة الجميع دفاعا عن الخدمات العمومية المجانية والجيدة التي يسحقها دكاك النظام الذي يخدم مصلحة الأقلية المالكة الثروة والمستغلة شعبنا.
دلت نضالات سابقة، ليس أقلها معركة الأساتذة المتدربين، على إمكان النصر. قوامه الأساس تعبئة الأجراء، ودعامته توسيع التضامن العمالي والشعبي.
فإلى أمام، من أجل تحصين مكاسب أجراء الوظيفة العمومية والدفاع عن خدمات العمومية جيدة ومجانية .
النصر لنضال أساتذة التعاقد
ومزيدا من الكفاح من أجل حماية مكاسب الطبقة العاملة وتحقيق مطالبها.
تيار المناضل ة
5 مايو 2018
اقرأ أيضا