حتى لا تتكرر جريمة سيدي بولعلام: بناء أدوات النضال العمالي والشعبي لتغيير نظام الاستبداد والاستغلال
للتحميل: حتى لا تتكرر جريمة سيدي بولعلام
في اليوم الأول من السنة الثانية والستين بعد “استقلال” المغرب، تموت 15 امرأة مفقرة بسيدي بولعلام، شمال شرق مدينة الصويرة، في تزاحم آلاف منهن للحصول على إعانة غذائية. ويموت آلاف آخرون يوميا تدريجيا في صمت نتيجة السياسات النيوليبرالية الجهنمية التي تنهجها الدولة مند عقود بإيعاز من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوربي.
النساء أكثر من يعاني ويلات الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور، هن أول ضحايا تعميم البطالة والهشاشة، وتدمير ما تبقى من خدمات الصحة العمومية والتعليم، وإفقار صغار الفلاحين في ظل سياسة رأسمالية شرسة بالعالم القروي.
تحفز الدولة تراكم الرأسمال ونهب البلد، وتعالج العواقب الاجتماعية بسياسة محاربة الفقر، سياسة تنظيم التسول باستعمال “المجتمع المدني” وصدقات الرأسماليين. وترمي هذه السياسة إلى منح المحرومين ما يبقيهم على قيد الحياة ليعززوا جيش البطالة الضاغط على الأجور وظروف العمل، وما يُثنيهم عن التمرد. وقد صادف قتل 15 امرأة بسيدي بولعلام شروع وزارة الداخلية في وضع مشروع معلوماتي لحصر المغاربة البائسين طالبي الاستفادة من “البرامج الاجتماعية”، سمي “السجل الاجتماعي الموحد”. إنه تكريس الميز الطبقي وامتهان كرامة ضحايا الهمجية الرأسمالية.
مغرب الرخاء والحقوق المضمونة الذي تعد به الدولة مجرد تضليل. عند كل اشتداد لأوضاع الجماهير المتدهورة أصلا، والمنذرة بانفجار قد يأتي على أخضر ويابس المستفيدين من الوضع، تسارع الدولة لإعلان خطط وبرامج وتعد بأن تشمل ثمارها غدا محرومي اليوم ومعدميه.
واقع الإفقار والحكَرة مفروض بقوة جهاز الدولة، وليس ما يجري من تطويق قمعي للريف ومحاكمات لمناضليه سوى صفحة إضافية في سجل التنكيل السياسي بمقاومي القهر الاجتماعي. بالاستبداد السياسي يدوم التجويع والاستغلال.
ولا خلاص من الأهوال الاجتماعية إلا بهدم النظام الاقتصادي-الاجتماعي المولد للفقر، نظام الرأسمالية التابعة، وذلك بتنظم ضحاياها ونضالهم لقلب أولويات المجتمع وتنظيمه على أساس تلبية حاجات الجماهير الشعبية الأساسية.
لقد أنارت حركة عشرين فبراير المجيدة بداية الطريق التي ينبغي سلكها، وألقى عليها نضال الريف الشامخ أضواء ساطعة. وقد أكد تاريخ نضال الكادحين انه لا خلاص خارج النضال الثوري للطبقة العاملة ضد النظام الرأسمالي برمته.
بالانخراط في النضالات اليومية، بأماكن العمل وبالشارع، مهما بدت صغيرة، وبتخصيبها بدروس تجارب النضال السابقة، يمكن ويجب بناء أدوات النضال الطبقي. وتتوقف فعالية النضال العمالي والشعبي وجماهيريته على تسييره الذاتي الديمقراطي، بعيدا عن كل وصاية على الجماهير الشعبية بأي مبرر كان.
وفق هذا المنظور يسير مناضلو تيار المناضل-ة ومناضلاته، بتعاون مع كل من يشاطرون أهداف التحرر من الاستبداد السياسي والاستغلال والاضطهاد، من أجل بناء يسار عمالي وشعبي قادر على النهوض بمهام تنوير قوى الكفاح الكامنة وتنظيمها، يسار القرن 21 التحرري المناهض للرأسمالية.
من أجل نقابات عمالية طبقية كفاحية
من أجل منظمة نسائية جماهيرية ديمقراطية
من أجل حزب شغيلة اشتراكي
تيار المناضل-ة 22 نوفمبر 2017
اقرأ أيضا